وسط حالة من الصمت المشوش والصور الضبابية المتشابكة، تخوض صناعة السياحة والطيران معركة البقاء فى مواجهة فيروس كورونا المستجد، الذى بات يهدد وجود كبرى الكيانات السياحية، الأمر الذى دفع الحكومة الألمانية لمساندة الشركات والوكالات السياحية لضمان استمرار عملهم، ودفعت تلك التحركات الإيجابية كبرى وكالات السياحة والسفر «TSS» فى الدول الناطقة بالألمانية لإطلاق حملة إلكترونية لدعم القطاع السياحى المصري، وفى ذلك الإطار سعت «روزاليوسف» للتعرف على تفاصيل وأهداف تلك الحملة وكيفية مشاركة القطاع السياحى المصرى بها، فقمنا بإجراء حوار مع «أندريه سايبت» رئيس مجلس إدارة مجموعة تعاون وكالات السياحة والسفر الألمانى «TSS». «سايبت» فى بداية حديثه، أكد أن المجموعة التى يرأسها تضم أكثر من 3500 وكالة سياحية وسفر، إضافة إلى مئات الشركات مع منظمى الرحلات ومقدمى الخدمات السياحية، حيث قدر إجمالى مبيعات المجموعة العام الماضى ب3 مليارات يورو، وتعد «TSS» أكبر «جهة» تعاون لوكالات السياحة المستقلة وواحدة من أقوى مؤسسات المبيعات السياحية فى أوروبا والتى تتميز بكونها وكالات سياحية مستقلة (Independent travel agencies)، كونهم غير مملوكين لأى منظم رحلات أو كيانات سياحية تفرض عليهم التركيز على مقصد بذاته. «سايبت»، قالت إن تلبية رغبات واحتياجات السياح هى الفلسفة والركيزة الأساسية التى تهتم بها كل الوكالات السياحية «TSS» أثناء بيع الرحلات، فهم يهتموا بصفة أساسية على جودة المنتج والخدمات المقدمة من المقصد السياحى، وكل ما يمثل قيمة مضافة للسائح وليس أسعار الليالى السياحية بالفنادق. وعن الحملة المزمع انطلاقها، أوضح أن مصر واحدة من أهم شركاء القطاع السياحى بالأسواق الناطقة بالألمانية، وفى حين قدمت الحكومة الألمانية كل أشكال الدعم لمختلف المؤسسات وشركات السياحة متوسطة وصغيرة الحجم لضمان استمرار عملهم، متابعًا:» لذا قمنا بإطلاق حملة دعم القطاع السياحى المصرى لأن المقاصد السياحية المختلفة جزء وشريك أصيل فى المنظومة السياحية، كما نقوم ببيع برامجهم السياحية، وستكون الحملة الإلكترونية مجانية تحت شعار «نقف إلى جانب مقصدك ونود دعمك»»We are at your Destination side and would like to support you». رئيس «TSS» أكد أن الحملة تهدف لخلق الدافع والرغبة لدى السائحين للحلم بالعطلة المقبلة، عبر نقل تجارب وخبرات مقدمى الخدمات السياحية بالمقصد عبر منصاتنا الإلكترونية، كما تهدف لتحفيز السائحين مستقبليًا لاختيار الوجهة السياحية، مؤكدًا أن الحملة تتيح لجميع مقدمى الخدمات السياحية فى مصر من (فنادق وبواخر نيلية، وفنادق بيئية وشقق فندقية ومطاعم وبيوت عطلات ومستشفيات.. إلخ) بوضع صور ومقاطع فيديو خاصة بمنتجاتهم على المنصات الإلكترونية المتعددة الخاصة ب «TSS»، حيث سيتم إنشاء صفحة فرعية للمقصد السياحى تحت عنوان «نراك قريبا فى مصر»(See you soon in Egypt) على صفحتهم الرئيسية (http://www.fragdeinreisebuero.de)، فضلًا عن إنشاء مواقع عبر منصات التواصل الاجتماعى المختلفة ومنها قناة انستجرام تحت عنوان (frag_dein_Reseburo)بمعنى «اسأل وكيلك السياحي»، وسيتم نشر مقاطع الفيديو والصور على تلك القناة لتتمكن وكالات السياحة والسفر من توصيل الرسائل المرسلة من المقاصد السياحية المختلفة إلى عملائهم، كما يتم تقديم العديد من الدورات تدريبية/ ويبنار (سيمنارات تعقد عبر الإنترنت) على منصة TSS الإلكترونية (www.counterkompass.de) لوكالات السياحة والسفر، ويمكن الترحيب بالمقاصد السياحية للاشتراك، إضافة إلى أنه سيتم اختيار أفضل الصور والفيديوهات لعرضها فى 950 شاشة عرض بمكاتب وكالات السفر المنتشرة فى جميع أنحاء المدن الألمانية. وعن كيفية اشتراك مقدمى الخدمات السياحية فى مصر بالحملة، أوضح «سايبت» أنه يتم إرسال محتوى الفيديو (الذى تتراوح مدته بين دقيقة إلى دقيقتين) والصور أيضا على البريد الإلكترونى ([email protected]). وعن وجهة نظره حول تأثير أزمة فيروس كورونا على صناعة السياحة والطيران، قال إن الأزمة الحالية لم تشهدها السياحة من قبل، إذ تعد بمثابة تحد يواجه الصناعة والتى لن يكون لها تداعيات سلبية على صناعة السياحة والطيران فحسب، بل على نمط حياتنا اليومية، ومن ثم ينتج عنه مخاوف وانزعاج لدى أغلبية الأشخاص فى جميع أنحاء العالم. «سايبت» لفت إلى أن الحملة التى تم طرحها للمقاصد السياحية ومنها مصر تهدف لمواجهة هذا التحدى الهائل من خلال تعميق وتعزيز التواصل بين وكلاء السفر وبين المقاصد السياحية وعلى رأسها مصر لكونها من المقاصد المفضلة لدى السائح الأوروبي. وعن الإجراءات التى يجب اتباعها من قبل القائمين على المقاصد السياحية خلال الفترة الحالية، أكد أنه لابد من الاهتمام بالبنية التحتية السياحية للمقصد، والمحافظة على النظافة العامة والاشتراطات الصحية (hygiene)، مع ضرورة التواصل مع الشركاء فى المنظومة السياحية واطلاعهم بالمعلومات الحقيقية حول المقصد.
