لا أحد ينكر أن النظام السابق بمفاسده تسبب فى ارتفاع نسبة الفقر والظلم فى توزيع خيرات الوطن مما جعل الناس خاصة الطبقة المتوسطة والأفقر فى حالة من الرفض للحالة التى وصلوا إليها خاصة أن هناك طبقة استفادت وأصبحت ثرية جداً فى سنوات محدودة وهى الطبقة التى نسميها «أغنياء حرب» ومن قبل الثورة وبعدها زادت المطالبات الفئوية والاعتصامات تحاول أن تجد لمطالبها المشروعة مكاناً ضمن الاصلاحات التى تنتوى الحكومة تحقيقها. ولكن مع كثرة الاعتصامات والإضرابات أصبحت ثورة 25 يناير 2011 الماضى مهددة لأن هذه الممارسات تدخلنا فى فوضى وتعطيل لمصالح الناس وعائلاتهم وتعطيل لعجلة الانتاج الذى نحن فى أحوج الحاجة إلى قرش يأتى منه، فمثلاً هيئة السكك الحديدية وعلى لسان وزير النقل خسرت 100 مليون جنيه وعطلت 1720 قطاراً من السير كذلك اعتصام مركبات النقل الذى أدى إلى عدم وصول البنزين إلى محطات البنزين حتى تتزود منها الناس مما حول حياتهم إلى جحيم، وإذا كان المواطنون يلتمسون العذر بسبب قهر وظلم النظام السابق، لا يمكن ان مصر الثورة تقبل ان تدفع الظلم بظلم آخر وإيقاع ضرر على الاقتصاد القومى الذى هو أساسه هش والحكومة أصبحت تقترض كى تسد العجز. لذا اترجى كل من له مطالب أن يَصُبر بعض الشىء ويترك مساحة من الحوار مع المسئولين لأن خروجنا من عنق الزجاجة هذه لن يأتى إلا بالعمل المستمر وتجنب الاعتصامات والمطالب الفئوية وتضافر جهود كل القوى السياسية لرفعة هذا الوطن.