خفة ظل الفنانة ميس حمدان وحركاتها الاستعراضية من أهم الصفات التي تميزها والتي كانت الدافع الأساسي لاختيارها لأول مرة في دور الفتاة الصعيدية بمسلسل «النار والطين».. وبالرغم من أنها تحمل الجنسية الأردنية إلا أنها أعلنت عدم تركها مصر ومهنة الفن حتي لو وضعت الجماعات الإسلامية ضغوطا علي الفنانين وبعد قرارها بالتركيز في التمثيل هذا العام . ميس تحدثت ل«روزاليوسف» عن مسلسلها الجديد والشخصية التي تقدمها لأول مرة. ■ كيف جاء ترشيحك لبطولة مسلسل «النار والطين»؟ - قام المخرج د. أحمد عبدالظاهر بالاتصال بي وشرح لي أبعاد الشخصية مؤكدا أنه رشحني لأنه يريد فتاة تتقن الاستعراض والتمثيل معا وليست ممثلة فقط بالإضافة إلي أنني علي حد قوله أحمل الملامح الشرقية المصرية والتي تصلح لتقدم في مسلسل صعيدي حيث أقدم شخصية «جواهر» الفتاة الصعيدية والتي تنشأ وتتربي في بيئة متحفظة نوعا ما وتدفعها الظروف الاقتصادية التي تمر بها إلي العمل لفترة من حياتها كغازية بالموالد حتي تبدأ قصة حب بينها وبين بطل المسلسل وهو الفنان ياسر جلال.. وتتخلي هذه الفتاة عن كل شيء في حياتها لكي تظل بجانبه بالرغم من أنه لا يعترف بحبها ويخجل من مرافقتها.. وتتوالي الأحداث إلي أن تصل هذه الفتاة إلي مرحلة التصوف. ■ ما الذي جذبك لهذه الشخصية؟ - الشخصية جديدة ولم أقدمها من قبل وجذبني المراحل المتعددة التي تمر بها «جواهر» فهي تبدأ بمرحلة التحفظ ثم الإجبار علي العمل كراقصة وهو ما تشعر أنه خطأ حتي أن هذه المرحلة لن تستمر كثيرا في أحداث المسلسل وستشغل حلقتين علي الأكثر.. ثم مرحلة الرومانسية والتضحية والغضب والتصوف في النهاية فكلها مراحل متراكمة وبها جوانب تمثيلية عديدة كما أن الشخصية تحمل أبعادا نفسية عديدة فهي ليست طيبة مثلا طوال الأحداث ولكن هناك الجانب الشرس والغضب والانتقام والتحفظ.. فهي شخصية تستفز المشاهد وسيتعاطف معها في نفس الوقت لأنها ستنقل انطباعا للمشاهد بأفعالها وشكلها الخارجي بينما سيحدث انطباع عكسي تماما عندما يتعرف علي ما يدور بداخلها. ■ وكيف كان التحضير للدور من حيث اللهجة والشكل؟ - اللهجة الصعيدية المستخدمة في «النار والطين» معقدة قليلا ليست سهلة فهي من اللهجات الثقيلة والأصلية لأهل البلدة التي تدور بها أحداث المسلسل وهناك مصحح لغوي يأتي لنا يوميا في التصوير ليباشر نطق الكلمات وأنا بدوري أقوم بقراءة جزء صغير من السيناريو يوميا لمدة ساعتين في الصباح باللهجة المستخدمة لكي اتعود علي نطق المشهد الذي سأقوم بتصويره خلال نفس اليوم، أما من حيث الشكل ففي أول مراحل العمل تظهر جواهر بالجلباب الصعيدي المعروف والكحل الذي تتزين به النساء هناك.. ثم انتقل لمرحلة البهرجة في الملابس والميكياج بسبب تقديم دور الغازية حتي نصل في النهاية إلي مرحلة التصوف والتي أزيل فيها الميكياج تماما وارتدي ملابس فضفاضة وحجابا. ■ ألم تتخوفي من الهجوم عليك بعد تقديم دور صعيدي وأنت فنانة أردنية؟ - أنا واحدة عايشة في مصر منذ 20 سنة ودرست هنا وتربيت.. أنا أردنية وأعتز ببلدي ولكني منذ أن كنت طفلة وأنا هنا فاعتبر مصرية.. وهذا ينطبق علي الفنانات الأخريات اللاتي أتين إلي مصر مؤخرا ولا يعشن بها. ■ بالنسبة لدور الغازية ستقدمين اغنيات بصوتك؟ - حتي الآن لم نتفق علي شيء ولكن هناك اقتراحا مؤكدا علي ضرورة وجود أغنيات في هذه الجزئية خصيصا ولكن هل سأقدمها أم غيري فلا أعرف. ■ وما أصعب مشهد متخوفة من أدائه في السيناريو؟ - هناك العديد من المشاهد الصعبة ولكن أكثرها هو مشهد النهاية للشخصية الذي لا استطيع الكشف عنه ولكنه مشهد قاتل.. وهناك مشهد مثلا سيتم خطف جواهر في مغارة بأحد الجبال وهناك محاولات لهروبها وكر وفر في مناطق صعبة مع وجود صخور وطقس غريب وغيرها من المشاهد الصعبة. ■ ما الذي تنوين فعله في 25 يناير المقبل؟ - اتمني أن نحصل علي اجازة من تصوير العمل في هذا اليوم لأنني أعتقد أنه قرار صح لأننا حتي الآن لا نعلم ما الذي سيحدث خلال الاحتفال فالاحتياط واجب بدلا من أن يحدث أي انفلات أمني أو عنف وقتها.. وبالرغم من أنني ذهبت للميدان وقت ثورة 25 يناير إلا أني لم أقرر بعد إذا كنت ساشارك في الاحتفال أم لا حتي لو حصلت علي اجازة من التصوير. ■ هل تخشين من تولي الإسلاميين الحكم؟ - أنا لا أحب أن احكم علي شيء بدون أن يكون واقعا ملموسا أمامي فأنا واقعية وكل ما يقال حولي حتي ارائي أنا نفسها مجرد توقعات وتكهنات بما سيحدث فهناك من يقول سيلغي الفن وهناك رأي آخر عن التأثير القوي والحد من حرية الفنان.. ولو بالفعل تم تدخل الإسلاميين في الفن فمثلي مثل غيري من الفنانين سنقوم بالتماشي مع التيار السائد فأنا أحب مهنتي هذه ولا أتقن غيرها وبالتالي أي شكل سيكون عليه الفن سوف أقدمه ولن أكذب عليك وأقول أني سأترك المجال واتمسك بأفكار محددة. ■ هل هناك أي أعمال أخري تعاقدت عليها؟ - اتخذت قرارا بأن أركز في التمثيل هذا العام وبما أن أعمالي السينمائية ليست بكثيرة فاخترت خوض التجارب الدرامية بشكل مكثف فأنا تعاقدت علي «النار والطين» وأقوم بالاختيار ما بين عدة سيناريوهات درامية أخري لأكون متواجدة مع الجمهور في رمضان. ■ وماذا عن الغناء؟ - لا أعتقد أني سأقدم أي أعمال غنائية خلال هذا العام فأنا حاليا اركز في التمثيل فقط وفي العام القادم سأقوم بالتركيز في مجال الغناء أكثر لأري أي المجالين أحبني به الجمهور أكثر لاستمر به.. لأن كثيرا من الناس يريدون أن أركز في مجال واحد بدلا من القيام بعدة أعمال ما بين البرامج والغناء والتمثيل والاستعراض.