في الوقت الذي يخيم فيه هدوء حذر علي العاصمة الليبية بعد اشتباكات بين ثوار طرابلس وآخرين من مدينة مصراتة أسفرت عن مقتل 6 أشخاص، حذر مصطفي عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي من نشوب حرب أهلية في البلاد. ونقلت مصادر صحفية عن عبد الجليل من مدينة بنغازي قوله: «أنا أحذر الليبيين من حرب أهلية»، ملمحاً لعجز الحكومة عن ممارسة مهامها بقوله: إن «الحكومة تحوم حول القصر ولا تستطيع الدخول إليه». وتضاربت الأنباء حول ملابسات الاشتباكات التي أدت لمقتل ستة أشخاص وإصابة 14 آخرين، حيث قال عبدالجليل: إن الاشتباكات بدأت بعد أن اقتحم مسلحون مستشفي في منطقة الزاوية. كانت تقارير سابقة قد أشارت إلي أن الاشتباكات بدأت بعد توجه قوة من الجيش لمبني الاستخبارات في طرابلس وطلبت من مجموعة من ثوار مصراتة إخلاء المبني، مما أدي إلي اندلاع قتال بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة قبل توقف الاشتباكات بواسطة من بعض شيوخ القبائل. وفيما يعد أول تحرك ملموس لبناء جيش ليبي جديد، اختار المجلس الانتقالي الليبي رئيساً جديداً لأركان القوات المسلحة. وأصدر مصطفي عبد اللجليل رئيس المجلس قراراً بتعيين العسكري المتقاعد يوسف المنقوش في منصب قائد أركان الجيش الليبي. من جهته أوضح فتحي البعجة عضو المجلس أن تعيين المنقوش، الذي جرت ترقيته إلي رتبة لواء، حظي بتأييد عبد الجليل ورئيس الحكومة الانتقالية عبد الرحمن الكيب. وتعتزم الحكومة المؤقتة استيعاب آلاف المسلحين السابقين بالجيش والشرطة ووظائف مدنية اخري، فيما يؤكد بعض قادة الثوار انهم لن يتخلوا عن قيادة مقاتليهم إلا اذا حل محلهم جيش نظامي. وذكر مسئول بالمجلس الانتقالي ان المنقوش اضطر للتقاعد إبان حكم القذافي وانضم إلي الثوار واختير مؤقتاً نائباً لوزير الدفاع. وترجع أصول المنقوش إلي مصراتة معقل عدد من الميليشيات القوية التي ساعدت في الإطاحة بالقذافي، فيما ينحدر أسامة الجويلي وزير الدفاع الجديد من الزنتان وهي قاعدة لميليشيا رئيسية أخري. يذكر أن المنصب ظل شاغراً منذ اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس في ظروف غامضة ببنغازي نهاية يوليو الماضي. من ناحية أخري، كشفت مصادر إعلامية جزائرية النقاب عن أن الجزائر جددت تعليماتها المتعلقة بإغلاق الحدود مع ليبيا. وأكدت المصادر أن الجمارك والجهات الأمنية تلقت إخطارا جديدا بتمديد قرار غلق الحدود، موضحة أن السلطات الجزائرية تستبعد في الوقت الراهن فتح المعابر الحدودية الثلاثة التي تربطها بليبيا، وهي الدبداب وطارات وتينالكوم بسبب تردي الوضع الأمني علي الحدود الليبية – الجزائرية. فيما، أعلن وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي أن وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي سيعقدون اجتماعاً عاجلاً نهاية فبراير القادم في المغرب. وقال مدلسي للإذاعة الجزائرية: «سيعقد اجتماع يضم وزراء الشئون الخارجية لبلدان اتحاد المغرب العربي بحضور جميع دول الاتحاد قبل نهاية الشهر المقبل بالمغرب»، واصفاً الاتحاد بالصرح الذي يستدعي تنظيما وآليات جديدة للعلاقات بين دوله. ويضم اتحاد المغرب العربي خمس دول هي الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا وليبيا.