على مدار أسبوعين قامت القوات البحرية المصرية بتنفيذ التدريب البحرى المشترك مع نظيرتها التركية داخل المياه الإقليمية لدولة تركيا، والذى يعتبر أكبر تدريب تشترك فيه قطع بحرية مصرية فى تدريب خارجي، حيث وصل عدد الوحدات المشاركة الى 7 قطع رئيسية و5 وحدات دعم قتال. «روزاليوسف» كانت متواجدة لتشهد أحداث المناورة منذ بدايتها حتى عودة المشاركين فيها إلى أرض الوطن، لتنقل تفاصيل هذا التدريب الذى يثبت أن رجال القوات المسلحة لم ولن يغفلوا لحظة عن مهمتهم الرئيسية فى حماية حدود مصر والحفاظ على أمنها القومى وسيادتها على أراضيها. قبل أن تنطلق الوحدات البحرية من شاطئ الإسكندرية إلى ميناء «أكساز» التركى لتنفيذ التدريب المشترك، حرص الفريق مهاب مميش قائد القوات البحرية على وداع القوات المشاركة، وأكد لهم أهمية الحفاظ على سمعة مصر وتاريخها العريق وقواتها المسلحة، وبذل كل الجهد للتأكيد على عراقة قواتهم البحرية صاحبة السجل الحافل بالبطولات والإنجازات والسمعة الدولية الطيبة التى يسعى من خلالها العديد من الدول لإجراء تدريبات بحرية مشتركة معها. الالتزام بالتدريب وأضاف مميش: إن القوات البحرية ورغم كل ما يشغلها من المهام والأدوار الوطنية إلا أنها تحرص على تنفيذ التزاماتها التدريبية المخططة ومنها التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة لتبادل الخبرات، مؤكدا أن هذا التدريب ليست له أهداف سياسية ولا موجهًا ضد احد، فالبحريتان المصرية والتركية لهما تاريخ عريق وحريصتان على استغلال هذا التاريخ فى بناء الخبرات والاستخدام التكتيكى للوحدات والأسلحة لتعود الفائدة على الجانبين حيث تضمن التدريب مع الجانب التركى 12 نشاطًا بحريًا مختلفًا وهو ما أدى إلى تجهيز القوات ورفع استعدادها القتالي. وأشار إلى أنه من ضمن أهداف المناورة «بحر الصداقة 2011» هو الحفاظ على أمن وسلامة المنطقة لأن مصر وتركيا دولتان محبتان للسلام، موضحًا أن مشاركة هذا الحجم من القوات فى التدريب البحرى لا يؤثر مطلقًا على المهام الأخرى التى تؤديها القوات البحرية على أكمل وجه. الحفاظ على الكفاءة القتالية وطالب قائد القوات البحرية الرجال المشتركين فى التدريب بأن يستغلوا كل دقيقة خلال رحلتى الذهاب والإياب فى التدريب للحفاظ على الكفاءة والاستعداد القتالى فى ظل المهام الوطنية التى يقومون بها فى الحفاظ على المياه الإقليمية وسواحل مصر الممتدة عبر البحرين الأحمر والمتوسط وتليهما أهم ممر ملاحى فى العالم وهو قناة السويس والحفاظ على المصالح الاقتصادية للبلاد. وأضاف: إن التدريب جزء رئيسى لا يتوقف ومستمر ليلاً ونهارًا لأن القوات المسلحة تدرك التحديات التى تواجهها وتؤمن بأن الحرب ربما تكون غدا، لذلك لا بد أن تكون جاهزة ومستعدة دائما للدفاع عن مصر وردع كل من تسول له نفسه المساس بسيادتها. وقال مميش: البحرية المصرية تحرص مع الجانب التركى على تطوير سيناريوهات ومضمون التدريب كل عام بحيث يختلف عن العام الذى يسبقه. الوصول لميناء «أكساز» وعقب وصول الوحدات البحرية المصرية إلى ميناء «أكساز» التركى وقبل بدء تنفيذ التدريب المشترك، لحق الفريق مهاب مميش بقواته وأجرى مباحثات ناجحة مع نظيره التركى الفريق أول «مورات بليجال» شملت دعم التعاون فى مجال التصنيع المشترك الخاص بالوحدات البحرية، وقد أشاد الفريق «بليجال» بعراقة وتاريخ البحرية المصرية وبالتعاون الإيجابى بين البلدين فى هذا المجال وتحقيق الاستفادة المتبادلة والخبرات بين البلدين. وبمجرد مغادرة المياه الإقليمية المصرية أجرت الوحدات البحرية المصرية تدريبات عدة سواء بين المدمرات أو الفرقاطات أو سفن الإمداد ولنشات الصواريخ والقناصات سواء بالتشكيلات المختلفة وتبادل رسائل البحر أو إطفاء الحرائق أو عمليات الإنقاذ. وقبل الإبحار إلى مكان التدريب المشترك، قامت البعثة المصرية بزيارة قاعدة أكساز التركية الواقعة جنوب غرب تركيا وقامت بزيارة منشآت القاعدة وتعرفت على كل ما هو جديد فيها وملامح الاستراتيجية العسكرية لتركيا، وعقب المؤتمرات والمحاضرات المشتركة بدأت فعاليات المناورة. بدء المناورة فى مياه تركيا بدأت المناورة بقيام عدد من الوحدات البحرية المصرية والتركية بتأمين المسطح المائى للميناء وكذلك الممرات الملاحية وخطوط السير ضد نشاط الضفادع البشرية ومخاطر العائمات المعادية .. وتم دفع مجموعة من لنشات المرور السريع لاحتلال خطوط المرور وتأمين المسطح المائى داخل الميناء، وانزال جماعات غطس لمسح قاع الوحدات المتمركزة بالميناء وتأمينها ضد خطر التلغيم بواسطة الضفادع البشرية . خطر العائمات السريعة الدفاع ضد خطر العائمات السريعة كان أحد الانشطة التى شاركت احدى الوحدات بتنفيذها خلال المناورة، حيث تعرضت سفينة للهجوم من عدد من العائمات السريعة ونجحت العناصر المدربة فى صد الهجوم بعد الاشتباك معها واصابة عدد من اللنشات وهروب الأخرى. كما قامت مجموعات من الصاعقة البحرية من الجانبين المصرى والتركى باعتراض إحدى السفن المشتبه بقيامها باعمال هجرة غير شرعية بعد رصدها وتنفيذ اجراءات حق الزيارة والتفتيش للسفينة . الإنقاذ ضد خطر الحريق المعاونة بالانقاذ ضد خطر الحريق من المهام التى تقوم بها الوحدات والتشكيلات البحرية لمعاونة السفن الصديقة ، وقد تضمنت المناورة صدور اشارة استغاثة بنشوب حريق بإحدى السفن وخروج الحريق عن السيطرة و تم دفع عدد من السفن للمعاونة فى انقاذ السفينة المنكوبة ومكافحة الحريق. التزويد بالوقود فى البحر ولدعم القدرات القتالية للوحدات والقطع البحرية خلال تنفيذها للمهام المتتالية قامت إحدى القطع البحرية بالتزود بالوقود من قطعة أخرى اثناء الابحار والتى تعد من أعقد العمليات البحرية وأكثرها مهارة، حيث تتطلب الدقة أثناء الاقتراب بين الوحدتين خلال الإبحار مع الاحتفاظ بخط السير والسرعة بين السفن المشتركة تحت مختلف الظروف والاحوال الجومائية، حيث شهد هذا التدريب ظروف جوية ومناخية غاية فى التعقيد مما زاد من صعوبة تنفيذه . مشاركة الغواصات وفى منظومة متكاملة تعكس مستوى الكفاءة القتالية للعناصر المتدربة، قامت الوحدات البحرية المشاركة من الجانبين المصرى والتركى بالتصدى لهجوم بحرى معاد بمشاركة الغواصات التركية . وقام تشكيل من الفرقاطات ولنشات الصواريخ باكتشاف وتتبع الأهداف المعادية بتنفيذ رمايات المدفعية سطح سطح بالأعيرة المختلفة على الأهداف المكتشفة أظهرت مدى الدقة فى إصابة الأهداف والتعامل معها وتنفيذ المهام القتالية والنيرانية فى الوقت والمكان المحددين بكفاءة عالية حيث ظهرت كفاءة رجال البحرية المصرية فى دقة اصابتهم للاهداف . مشاركة طائرات الهليكوبتر كما قامت إحدى الوحدات البحرية المصرية تعاونها الطائرات المصرية والتركية بتنفيذ مهام البحث عن الغواصات البحرية المعادية واكتشافها والتعامل معها والتى تعد من أصعب العمليات البحرية، نظرًا لطبيعة عمل الغواصات وما تمتاز به من سرية وقدرة على التخفى، حيث اقلعت طائرة هليكوبتر طراز «SH-2G» من سطح إحدى الفرقاطات لتحديد موقع الغواصة المكتشفة باستخدام السونار وإطلاق طوربيد من الطائرة على الصدى المكتشف . إطلاق طوربيد الصواريخ كما قامت احدى المدمرات باطلاق طوربيد صاروخى على الغواصة المعادية، وتأمين موقع الغواصة المعادية باطلاق قذائف الأعماق الصاروخية من وحدات قنص الغواصات للتأكد من تدميرها . وعقب انتهاء المهمة قامت الطائرة الهليكوبتر بالتزود بالوقود أثناء تعلقها فى الجو دون الهبوط على سطح السفينة فى عملية اظهرت الدقة والمهارة الفائقة من السفينة حيث تتم عملية التموين بالوقود أثناء ابحار السفينة ، وقامت الطائرة بمهام عديدة منها مكافحة الغواصات والتهديف خلف الأفق والبحث والانقاذ والامداد العمودى والاخلاء الطبى كما نفذت التدريب على نقل وتبادل الاشخاص بين الجانبين المصرى والتركى. مؤتمرات تحليل التدريب وعقب انتهاء فعاليات التدريب عادت الوحدات البحرية المصرية والتركية الى ميدان أكساز ليتم عقد عدد من المؤتمرات التحليلية لما تم تنفيذه بالبحر حيث أشاد الجانب التركى بالمستوى الراقى والاحترافى للقوات البحرية المصرية، وأكد استفادة الجانبين من التدريبات حول كيفية استخدام المعدات والوحدات وأساليب تنفيذ المهام رغم الصعوبات المناخية التى واجهت المناورة إلا ان النتائج النهائية أظهرت نجاحًا كبيرًا للتدريب المشترك وان هذه النتائج ستؤخذ فى الاعتبار عند تنفيذ التدريب فى العام المقبل بالمياه الإقليمية المصرية «حيث إن التدريب يتم بالتبادل بين البلدين منذ بدايته عام 2009» حيث يحرص الجانبان على تطوير سيناريوهات التدريب بشكل دائم. استفادة التخصصات البحرية وأثناء رحلة العودة التقى رئيس شعبة التدريب البحرى المصرى أطقم الوحدات المشتركة حيث أكد نجاح التدريب معربا عن شكره لجميع المشاركين فى هذا التدريب مؤكدا الاستفادة الكبيرة للتخصصات البحرية سواء المشاركة فى التدريب الفعلى او التى شاركت فى الإعداد الفنى والتخطيطى للقوات وأن هذا يعتبر فى حد ذاته تدريبًا رفيع المستوى لا يقل أهمية عن تنفيذ التدريب. نجاح التدريب وكما حرص الفريق مهاب مميش قائد القوات البحرية المصرية على توديع القوات البحرية المصرية وحضوره لجانب من التدريب، حرص أيضًا على ان يكون فى استقبالها عندما وصلت الى ميناء الإسكندرية حيث التقى أطقمها وقدم لهم الشكر على نجاح التدريب وإصرارهم على تنفيذه بروح معنوية عالية، مشيرًا الى انه فى نفس توقيت التدريب فى تركيا كان رجال البحرية ايضا يقومون بدورهم فى حماية امن مصر. التصنيع المشترك وقال إنه اتفق مع الجانب التركى على تطوير التعاون المشترك فى مجال التدريب البحرى والتصنيع المشترك للوحدات البحرية والذى يجرى الآن على قدم وساق وان هناك عقدًا لتصنيع مشترك خاص بلانشات المرور السريعة وأن هناك لانشات دخلت العمل بالفعل ضمن القطع المصرية وتعمل بكفاءة عالية وان المرحلة الثانية للتصنيع سوف تتم داخل شركة ترسانة الإسكندرية التابعة للقوات البحرية المصرية وأن مصر فى المستقبل سوف تمتلك حق التصنيع لهذه اللنشات. وكشف إنه جار الآن التخطيط لتدريب العام المقبل مع الجانب التركى على أن يتضمن أنشطة تدريبية جديدة وزيادة الوحدات المشاركة فى التدريب لتعظيم الفائدة العائدة من الجانبين.