أصبح غياب الفنانات المصريات عن المواسم السينمائية شيئًا طبيعيًا، وبالرغم من تساؤلات الجمهور المستمرة عن أعمال الفنانات اللاتى أصبحن فى تعداد نجمات الشباك بفضل هذا الجمهور إلا أنه على الجانب الآخر تجد حالة من اللامبالاة لدى هؤلاء الفنانات تجعل الجمهور يشعر إنهن فى عالم آخر منفصل عن الواقع، ولهذا سحبت الفنانات العربيات البساط من تحت أقدامهن، أصبحنا نرى فنانات مثل درة التونسية، ونيكول سابا اللبنانية وغيرهما فى أكثر من عمل سينمائى أو درامى فى الوقت الذى تجلس فيه الفنانات المصريات فى البيت. وبالرغم من أن أصغر فنانة منهن مر عليها أكثر من عقد فى السينما، إلا أن خطواتهن بطيئة وليس لهن بصمة واضحة. فالفنانة يسرا التى تعتبر صاحبة الأدوار الجيدة فى أفلام مميزة غابت أكثر من خمس سنوات عن الساحة منذ آخر مشاركة لها فى فيلم «بوبوس» أمام عادل إمام الذى استعان بها فى عدد كبير من أفلامه وقد يكون هذا من بين أسرار نشاطها السينمائى إلا أنها بعيدًا عن عادل إمام تختفى كثيرًا ولا تستغل نجوميتها والجمهور الذى يفضلها على كثير من النجمات، وبالرغم من إعجاب الكثيرين بأعمالها إلا أنه من الصعب أن يتفهم أسباب غيابها. ومن جيل الشباب نجد الفنانة منى زكى التى يرى فيها كثير من المشاهدين نموذجًا للفتاة المصرية الرقيقة التى تداعب خيال الكثيرين إلا أنها أكثر فنانة متهمة بالكسل خاصة أن خطواتها مشتتة جدًا وبالرغم من سعيها من أجل الوصول للبطولة المطلقة إلا أن وجودها فى السينما ارتبط دائمًا بوجود نجوم الشباك من الرجال خاصة أحمد السقا وكريم عبدالعزيز ومع هذا نجدها تغيب عن الساحة بالعامين والثلاثة بالرغم من أنها فى أكثر الفترات العمرية التى تؤهلها لتقديم عدد كبير من الأعمال فى العام خاصة أنها نجحت فى تحقيق البطولة المطلقة فى فيلم «أحكى يا شهر زاد» ثم قدمت «ولاد العم» مع كريم عبدالعزيز وظن البعض أن هذا بمثابة اعتذار للجمهور على الكسل والغياب إلا أنها سرعان ما وغابت من بعده عامين، وذلك بحجة إنها تقوم بتصوير فيلم «أسوار القمر» الذى استغرق أكثر من عامين ونصف ولم يتم الانتهاء منه حتى الآن. الوضع لم يختلف كثيرًا بالنسبة للفنانة ياسمين عبدالعزيز التى يتهمها البعض بالغرور والتعالى على الجميع بجانب التخبط فى الاختيارات بشكل لا يتواءم مع موهبتها الكبيرة فبعد غياب أكثر من عامين عادت ياسمين بفيلم «الثلاثة يشتغلونها» الذى كان بمثابة ثانى تجربة لها فى البطولة المطلقة التى طالما طالبت بحقها فى الوصول لها بعد قبولها كثيرًا من تجارب الدور الثانى والبطولات الجماعية، إلا أنها سرعان ما عادت للاختفاء مع التعالى عن الظهور الإعلامى أو المشاركة فى البرامج أو المناسبات التى تقربها من الجمهور أو حتى تعوض غيابها الفنى. حنان ترك أيضًا أصابت كثيرًا من محبيها بصدمات متتالية ليس بسبب ارتدائها الحجاب الذى دافعت عن حقها فيه ولكنها فى الوقت نفسه أكدت للجميع أن هذا لن يعطل مشوارها الفنى، وللأسف لم تقدم منذ ارتدائها الحجاب عملا يستحق التعليق بينما وجهت تركيزها للدراما التليفزيونية بأعمال أقل من العادية آخرها مسلسل «نونة المأذونة» الذى حقق فشلاً كبيرًا بشهادة صناعه، بجانب غيابها عن السينما لأكثر من ثلاثة أعوام بعد ظهورها فى مشهدين فى فيلم «إبراهيم الأبيض» كمحاولة من الفنان أحمد السقا لإعادتها للسينما وللأسف لم يحقق الفيلم أى نجاح يذكر. أما غادة عادل فتميزت منذ بدايتها بنشاطها وقبولها الأدوار المناسبة لقدراتها إلا أنها مؤخرًا أصبحت تعتذر عن 99٪ من الأعمال التى تعرض عليها بالرغم من تميز أغلبها بالرغم من أنها مع أصدقائها الذين حرصت على الظهور معهم فى البداية من بينهم السقا وكريم وأحمد عز بحجة حالتها النفسية و«مودها» وظروفها العائلية خاصة إنها أصبحت أما لخمسة أطفال وتتعلل بهم دائمًا مما جعل كثيرًا من المنتجين يستبعدون عرض أعمالهم عليها بجانب شروطها وإشراف زوجها مجدى الهوارى على كثير من الأمور. حتى الممثلة الشابة زينة التى مازالت فى نصف الطريق أصبحت تفرض شروطها وتسعى للبطولة المطلقة، ولهذا اتجهت مؤخرًا للدراما التليفزيونية فى محاولة لصناعة جماهيرية أكبر تؤهلها للبطولة المطلقة فى السينما. وفى المقابل تجد ممثلات من جنسيات أخرى ربما لا يملكن نصف موهبة هؤلاء المصريات تسيطرن على الأعمال السينمائية المصرية من بينهن كندة علوش ولاميتة فرنجية ودرة التونسية ونيكول سابا وغيرهن. من جانبه لم يندهش المنتج والموزع محمد حسن رمزى من غياب هؤلاء النجمات مؤكدًا أن النجمات هن السبب فى تجاهل شركات الإنتاج لهن خاصة بسبب مغالاتهن فى كل شىء وعدم اهتمامهن بالترويج الجيد لأنفسهن، وهذا يندرج أيضًا تحت بند الكسل بالتوازى مع كساد السوق والخسائر الفادحة التى تتكبدها شركات الإنتاج بسبب مغالات النجمات فى المطالبة بأجور وهمية ظنًا منهن إنهن نجمات قادرات على جلب إيرادات كبيرة، ولهذا أندهش عندما أجد عددًا من هذه الأسماء يطلبن 5 و6 ملايين مقابل الظهور فى فيلم فيستبعدها المنتج على الفور لأنه يثق أنها لن تستطيع أن تجلب إيرادات توازى هذا الأجر وبالنسبة لى أرحب بالعمل مع هذه النجمات ولكن بشرط أن وشاركن فى الإنتاج معى ويشاركن أيضًا فى الإيرادات ويكون المكسب والخسارة بالنصف، ولكنهن يرفضن لأنهن يثقن أن الإيرادات لن توازى هذه المبالغ الخيالية، وعلى الجانب الآخر أصبح يفضل المنتجون التعامل مع لبنانيات وفنانات من جنسيات أخرى وذلك لعدم المغالاة فى أجورهن وطاعتهن العمياء فى العمل. أما المخرج أحمد ماهر الذى تعامل فى فيلم «المسافر» مع فنانات غير مصريات مثل بطلة الفيلم سيرين عبدالنور ونانا فقال: شخصية المخرج تؤثر كثيرًا فى طريقة العمل ولكن بالنسبة لى الموضوع مختلف تمامًا خاصة إننى أفضل التعامل مع الفنانة صاحبة الرأى والمثقفة المهتمة بمشاكل بلدها سواء كانت مصرية أو لبنانية أو سورية، وأرفض التعامل مع الفنانات المتلونات فى المواقف السياسية والسطحيات، خاصة أن هناك فنانات مصريات خذلن جمهورهن الذى منحهن المال والشهرة بخيانتهم وخيانة ثورتهم وأضاف: أحترم كل فنانة لبنانية غير متلونة حتى وإن كانت تمتلك نصف موهبة الفنانة المصرية المتلونة.