قبل نحو أسبوع وقف الكاتب الصحفى محمد عبد القدوس على سلالم مدخل نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت ومن حوله مجموعه من الإعلاميين والصحفيين وأخذ من خلال مايكروفونه الشهير يهتف «يسقط.. يسقط حكم العسكر».. فما كان من المارة بالشارع إلا أن تجمعوا واستنكروا هتافه وأخذوا يردون عليه «يسقط الإعلام المزيف وتسقط صحافة الإثارة».. ثم أخذ هؤلاء المواطنون الذين ازداد عددهم وفاق المائة يرددون فى هتاف موحد «الجيش والشعب إيد واحدة».. «تسقط تسقط الصحافة».. واضطر عبد القدوس ومن معه إلى الانسحاب داخل بهو مبنى النقابة حيث تواجد عمرو الليثى وعادل حمودة وعبد الله السناوى الذين جاءوا للمشاركة فى وقفة عبدالقدوس.. موقف هؤلاء المارة فى شارع عبد الخالق ثروت تجاه عبدالقدوس والاعلام والصحافة هو تعبير تلقائى عن موقف قطاع كبير من المصريين يرفض ما يجرى فى التحرير من اعتصامات ومن محاولة وصاية على شعب مصر ويرفض عمليات التهييج والإثارة التى تقوم بها صحف أسبوعية وأخرى يومية ويأمل هؤلاء المواطنون أن يتحقق الهدوء وأن يسود الاستقرار وأن تتم عملية انتقال سلمى للسلطة عبر صناديق الانتخابات وليس عبر الاعتصامات والهتافات والاحتكاك بوحدات الجيش والشرطة.. وترفض هذه الأغلبية أيضاً عمليات التحريض التى تقوم بها بعض الفضائيات وفى مقدمتها بالطبع قناة الجزيرة التى كان لها دور إيجابى قبل وخلال أيام ثورة 25 يناير وحتى سقوط مبارك ثم انقلبت بعد ذلك واستبدلت بشعار «الرأى والرأى الآخر» شعار جديد هو «شعللها شعلل.. ولعها ولع» حيث تقوم الجزيرة بعرض الرأى الواحد للمعارضين فى التحرير والمناهضين للحكومة وللمجلس الأعلى للقوات المسلحة دون أن تعرض الرأى الآخر الذى يمثل المشاركين فى مظاهرات ميدان العباسية وميدان قصر رأس التين.. وإضافة إلى الجزيرة هناك بعض الفضائيات المصرية الخاصة التى يملكها ديناصورات البيزنس وحيتان الأراضى والعقارات الذين صنعوا ثرواتهم فى عصر مبارك والذين لا تتفق مصالحهم مع نجاح الثورة واستقرار الأوضاع وفتح كل ملفات الفساد فى العهد الماضى.. ولهذا تقوم تلك القنوات ومن خلال مذيعين يحصلون على مئات الآلاف من الجنيهات شهرياً باجترار وتكرار مشهد سحل مواطنة مصرية وتعريتها وعنف أفراد من الشرطة واستضافة كل من يهاجمون المجلس العسكرى وحكومة الجنزورى فى إطار الإثارة الإعلامية بهدف استمرار الاحتقان والسخونة فى المشهد السياسى المصرى حتى ولو كانت مغانمهم على حساب الوطن ودماء وارواح أبنائه.