بقلم - ناجح إبراهيم الإسلام لا يقبل الديكتاتورية حتي لو تزينت بعمامة شيخ أو قلنسوة قسيس أو لبست خوذة عسكرية.. وذلك لأن الإسلام أوجب الشوري علي أفضل وأحكم خلق الله أجمعين رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فأمره القرآن أمراًً مباشراً له ولكل من سار علي هديه من الحكام «وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ».. وأخبر القرآن عن حال الجماعة والدولة الإسلامية فقال تعالي «وَأَمْرُهُمْ شُورَي بَيْنَهُمْ».. وهو خبر جاء في صيغة الأمر . ولو كان أحد يستغني عن الشوري لكان أولي الناس بذلك هو رسول الله (صلي الله عليه وسلم). يقارن كثير من الشعب المصري الآن بين صورة اللواء الفنجري في بداية الثورة وهو يحيي تحيته العسكرية العظيمة للشهداء.. تلك التحية التي انطبعت في قلوب ونفوس ملايين المصريين وغير المصريين في العالم كله وتناقلتها وسائل الإعلام وجعلتها ضمن تترات برامجها . وبين منظر سحل الجنود للفتاة .. وهذا المنظر خصم كثيراً من رصيد الجيش المصري . وعموماً كلما ترك الجيش مهمته وتعامل مع القضايا الداخلية وقع في أخطاء كثيرة بقصد أو بغير قصد .. وأوقعه بعض الماكرين في الخطأ تلو الخطأ . فعلي المجلس العسكري أن يحاول سريعاً سحب هذه الصورة الأخيرة من نفوس المصريين واسترداد الصورة الأولي لأننا نحب أن يكون جيش مصر علي أعلي درجات الانضباط الأخلاقي وفي أسمي مكانة في نفوسنا . وقد أكرم أبو دجانة سيف رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أن يضرب به هند بنت عتبة.. حينما كانت تقاتل ملثمة في صفوف قريش في غزوة أحد.. فعلينا أن نصون أيدي جيوشنا أن تخدش امرأة مصرية مهما كانت الأسباب. أحسن حزب الحرية والعدالة وتحالف النور في سوهاج حينما أعاد التحالف بينهما في الجولة الثانية من الانتخابات بعد التصارع بينهما في الجولة الأولي.. وبذلك تعطي سوهاج نموذجاًً جيداً لحل المشكلات بين الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية مما يزيل الاحتقان الشديد الذي حدث بينها في بعض المحافظات. أخفق جميع مرشحي الطرق الصوفية في مرحلتي الانتخابات البرلمانية الأولي والثانية .. والغريب أن الشيخ علاء ماضي أبو العزايم أرجع ذلك لفقر هؤلاء النواب وكثرة نشاط السلفيين والإخوان.. وما أعرفه أن الصوفي الحق هو الذي لا يسعي للسلطة.. ولكنها تسعي إليه ويرفضها إذا جاءته.. ويخشي علي قلبه من التعلق بها.. ويدفعها عن نفسه دفعاً. ولكنني أظن أن الطريقة العزمية هي طريقة سياسية في المقام الأول وتهتم بالسياسة أكثر مما تهتم بتنقية القلوب وتصفية النفوس والتعلق بالله. فطلب المناصب يزرع الأحقاد وينفر النفوس من بعضها ويخرب كل ما يبنيه التصوف الحق من زهد في الدنيا وإيثار للآخرة.. واسألوا أهل السلطة إن لم تصدقوني وهم سيقولون لكم أضعاف ما قلت من أثرها السيئ علي النفوس الزاهدة.