بقلم: د. ناجح إبراهيم حسنًا أن نأى الإخوان والسلفيون والحركات الإسلامية بأنفسهم عن المشهد الصدامى الذى يحدث عند مجلس الشعب.. وهذا حقهم وقرارهم.. لأن كل المصائب التى حدثت ستكون من نصيبهم إن تدخلوا فى الأمر.. حتى لو أقسموا بالطلاق والعتاق على غيرهم . ولكن ماذا عن نواب الشعب الجدد من التيارات الإسلامية.. هؤلاء الآن مسئولون عن الناس جميعًا.. هؤلاء من الحكومة الآن. فأين جهودهم.. وأين بذلهم.. وأين فكرهم المتجدد؟ ولذا فإننى أحيى م. محمد الصاوى ود.مصطفى النجار ود. البلتاجى وم. حامد ود. حمزاوى وأ. عصام سلطان النواب الجدد على أخذ المبادرة لحقن الدماء وحل المشكلة.. ومناقشتها من جذورها. فهؤلاء بحق هم النواب الذين يفكرون قبل أن يأتيهم القرار من غيرهم.. أو يكونوا دومًا مثل جنود الأمن المركزى: تماما يافندم. وأقول لهم: أنت الآن نائب ولست مجرد عضو فى جماعة تنتظر الأمر منها لكى تقوم بمسئوليتك نحو وطنك. وهل فى كل أمر ستنتظر المسئول عنك فى الجماعة حتى يقول لك ماذا تصنع؟ وإلا لن تفكر أو تبادر أو تتحرك.. هذه مصيبة فى حد ذاتها. تعلمت من تجربة الصدام المسلح الذى حدث لسنوات طويلة بين الجماعة الإسلامية ونظام الرئيس السابق حسنى مبارك أن الدم يولد الدم.. والقتل يولد القتل.. والثأر يولد الثأر.. وأن هذه دوامة لن تتوقف إلا إذا هب رجال شجعان صادقون يغامرون بجاههم ويوقفون هذا المسلسل الدامي.. أو يتطوع فريق من الفريقين المتنازعين بوقف العنف المتبادل وحقن الدماء متنازلاً عن كبريائه وجاهه ومنزلته أمام تلاميذه وأتباعه.. حتى لو كان فى هذا الصلح وحقن الدماء هضماً وضيمًا له أو لجماعته. وقد قام بذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم فى الحديبية.. فقبل شروط قريش المجحفة. فقالوا له: امح الرحمن الرحيم من البسملة. فقال لعلى: امحها يا على.. فرفض.. فمحاها بنفسه. وقالوا له: امح كلمة رسول الله التى تعقب اسمه.. فمحاها الرسول (صلى الله عليه وسلم). ورفضوا أن يعتمر هذا العام ويعتمر العام المقبل بدلاً منه.. فقبل. واشترطوا عليه أن يسلم لهم من يسلم من المشركين فوافق. واعترضوا أن يفعلوا مثله.. فلم يعترض (صلى الله عليه وسلم).. منتهى التعنت والصلف منهم.. ومنتهى التواضع وخفض الجناح وتقديم حقن الدماء منه (صلى الله عليه وسلم). كل ذلك فعله وتحمله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حقناً للدماء.. ولذلك جاءه الفتح القريب.. لأنه الأجدر به دينياً ودنيوياً. ومصر اليوم تحتاج إلى من يتنازل للآخر من الطرفين المتنازعين والمتصارعين. فالشباب يصر على الثأر والاصطدام و..... و...... وقوات الجيش المصرة على موقفها والرافضة للانكسار لهؤلاء الشباب مهما كان السبب.. لأنها تمثل الشرعية.. ولأنها لم تبدأ بالاعتداء.. فحتى متى ندور فى هذه الدائرة المفرغة؟ يتقاتل المصريون ويسفك بعضهم دماء بعض.. ويحرقون تراثهم العلمي.. وأعظم مبانيهم الحكومية مثل مبنى هيئة الطرق والكبارى العريق.. وإسرائيل تتفرج علينا وتنتظر الفرصة للانقضاض السياسى والاقتصادى والاستخباراتى على البقية الباقية من مصر.. وتتفرج أمريكا على فشلنا وتنازعنا.. ويرقبنا المسلمون فى كل مكان بحسرة وندامة. وينظر إلينا التونسيون قائلين لأنفسهم: ألم نقل إننا أرقى من المصريين فى كل شيء.. فى الثورة وفى البناء أيضاً. ويقول مبارك لنفسه: لقد ظهر فشلكم فى عام واحد.. فكيف لو حكمتم مصر ثلاثين عامًا. ويتحسر المواطن العادى قائلاً: الجميع أهمل مشاكلى الحقيقية وهمومى وآلامى وأخذوا يبحثون عن نصيبهم فى كعكة الحكم.