لا ينشغل ماجد الكدوانى بموقعه على خريطة النجومية أو التواجد فى صف نجوم الشباك، لأنه بموهبته الفذة، وروحه الجميلة، وتلقائيته المفرطة، حجز له مكانا مميزا فى قلوب جمهوره ونقاده، ليجتمع الجميع على أنه «غول» تمثيل، وعبقرى تشخيص، بينما كانت جائزة أحسن ممثل من نصيبه فى معظم المهرجانات التى شارك بها مؤخراً، سواء عن فيلمى «678» أو «أسماء»، التقينا الكدوانى لنناقشه حول دور المذيع الذى يقدمه أمام هند صبرى فى فيلم «أسماء»، وكيف جسد وتقمص هذه الشخصية بهذه العبقرية، وما الجديد الذى ينوى تقديمه فى الفترة المقبلة. ■ تمسك بالميكروفون فى فيلم «الفرح» وتقوم بدور مذيع الأفراح الشعبية، بينما تقدم فى «أسماء» دور المذيع التليفزيونى اللامع، فما الاختلاف فى التحضير لكلا الشخصيتين؟ - يضحك قائلاً: فى كلتا الحالتين أخاطب الناس، لكن فى «الفرح» أخاطب ناس عايزة تضحك وتنبسط، بينما فى «اسماء» أخاطب جمهورًا يريد الوعى والمعرفة، لكن القاسم المشترك أن المذيع يسعى ل «لقمة العيش» وفى كل حالة يحدث ذلك بطريقة مختلفة بناء على طبيعة المهنة، والمستوى الاجتماعى الذى ينتمى إليه كل منهما. ■ هناك العديد من مذيعي برامج التوك شو مثل عمرو أديب ومعتز الدمرداش وغيرهما، فبأى شخصية مذيع تأثرت وأنت تقدم دورك فى «اسماء»؟ - عندما عرض المؤلف والمخرج عمرو سلامة سيناريو الفيلم علىّ شعرت بخوف شديد ورفضت الدور، لأنى لا أريد أن أظهر كمقلد للمذيعين الموجودين على الساحة، لكنه كان أبعد منى نظراً وأخبرنى أن السيناريو مازال فى مرحلته الأولى، وهناك مراحل أخرى فى الكتابة ستتضح فيها الشخصية أكثر، لتصبح شخصية مختلفة عن باقى شخصيات المذيعين الموجودين حاليا بمختلف الفضائيات، وبالفعل عندما قرأت السيناريو مرة أخرى أحببت الدور جدا، وتحمست للفكرة والشخصية، وبدأت أقدمها بطريقتى وإحساسى بها، وليس بتقليد أى مذيع مع احترامى للجميع. ■ هل تعتقد أن الفيلم سيخدم قضية مرض الإيدز ويعرف الجمهور بها؟ - الفيلم لا يناقش قضية الإيدز فقط كما يتصور البعض، بل يناقش فى الأساس رسالة أهم وأقوى وهى كسر حاجز الخوف، والسعى للحصول على حقوقنا، بينما يمر على قضية مرض الإيدز ويناصرها كرسالة ضمن رسائل عديدة. ■ هل الفيلم يناسب طبيعة المرحلة التى نمر بها؟ - الفيلم تمت كتابته وتصويره قبل الثورة، لكنه من أكثر الأفلام المناسبة للمشاهدة بعد الثورة، لأنه يدعو كما ذكرت إلى كسر حاجز الخوف، بجانب جرعة الأمل والبهجة الموجودة فى احداثه لتحدى كل الصعاب بل وتحدى الموت نفسه. ■ كل عمل فنى يضيف لصاحبه خبرات ومعلومات جديدة، فما الجديد الذى تعلمته من «اسماء»؟ - تعلمت حب الحياة الذى رأيناه مع الكثير من مرضى الإيدز الحقيقيين، ورغم خطورة المرض إلا أنهم يتصالحون مع المرض ويعيشون به ويبحثون دائما عن كل ما يدعو للتفاؤل، بخلاف استبعاد فكرة حساب الآخرين والتدخل فى خصوصياتهم لأن الله وحده هو الذى سيحاسب البشر. ■ فى الفيلم يقوم شيخ بعمل مداخلة تليفونية يساند فيها «اسماء» ويؤكد أن المجتمع ليس له الحق فى محاسبتها أو منعها من العلاج، لماذا لم نجد نموذجاً آخر إيجابياً يتعاطف معها، وتم حصر النموذج الطيب فى شخصية رجل الدين؟ - الوعى يمتد للمجتمع من خلال المؤسسة الدينية، والإعلامية لذا وجدنا المذيع والشيخ متعاطفين مع «اسماء» بجانب الطبيب الذى يرأس الجمعية التى تضم مرضى الإيدز وتحاول أن تقدم لهم المساعدة، أما باقى نماذج المجتمع فكانت تفتقر للمعلومات الصحيحة عن طبيعة المرض، والتعامل مع الشخص الذى يحمله، لذا فدورنا جميعا أن نظهر معاناة المريض ونشرح للناس طبيعة الموقف بشكل صحيح. ■ بعيداً عن «اسماء» ما الجديد الذى يجهز له ماجد الكدوانى للفترة المقبلة؟ - دعواتكم، فلا يوجد جديد. ■ لكننا كنا قد سمعنا أنك تجهز لمسرحية جديدة؟ - نعم كانت هناك تحضيرات، لكن المشروع توقف. ■ ماذا فعلت فى الانتخابات البرلمانية؟ - مبتسما: دعنا نتحدث عن فيلم «اسماء» فقط فى هذه المرحلة. ■ هل أنت متفائل بحال البلد؟ - ليس هناك أى خيار آخر سوى التفاؤل، وكلى ثقة وإيمان أننا سنتجاوز أزماتنا ونصل للأفضل إن شاء الله خلال الفترة المقبلة.