عاشت مصر أزهي عصور الفساد تحت حكم مبارك.. جري إهدار كرامة المصريين في أقسام الشرطة.. وتم ترويعهم بواسطة الأجهزة الأمنية.. تجسسوا علي التليفونات.. تنصتوا علي الموبايلات.. تسللوا إلي أجهزة الكمبيوتر.. دخلوا علي البريد الالكتروني للمعارضين.. جري تزوير الانتخابات والاستفتاءات.. ورفع نظام مبارك شعار "اللي مش عجبه يضرب دماغه في الحيطة".. لم يخجل رجال النظام البائد مما يفعلون.. قاموا بالتنكيل بكل من يقف ضد مبارك وابنه.. خطفوا عبد الحليم قنديل وجردوه من ملابسه وتركوه في الصحراء.. وأخفوا رضا هلال وراء الشمس.. بينما كان الافاقون والموالسون من أعضاء مجلس الشعب يجددون تفويضهم لرئيس الجمهورية بعقد صفقات السلاح الخاصة بالقوات المسلحة.. ترددت شائعات كثيرة عن رشاوي صفقات السلاح.. ولم يوضح لنا أحد في المجلس الأعلي للقوات المسلحة الحقيقة.. كان رؤساء تحرير الصحف القومية اختيارات الفرعون مبارك.. وكان بعض رؤساء أحزاب المعارضة وبعض رؤساء تحرير صحفها ألعوبة في أيدي ضباط أمن الدولة.. لم يكن أحد يستطيع أن يسأل عن ميزانية رئاسة الجمهورية وأوجه الانفاق والتصرف فيها.. كان نظام مبارك يحتضن الفاسدين ويرفع شعار " الشرفاء يمتنعون".. تحولت سلطة الدولة علي أيدي الفاسدين إلي مصالح وأموال وثروات.. جري شراء الذمم والضمائر.. سعوا لاختراق القضاة والتأثير عليهم بشتي الطرق.. تارة برفع سن الاحالة للمعاش.. وتارة أخري بقرارات الندب كمستشارين في الوزارات.. وتارة ثالثة بتعيين بعضهم في مناصب المحافظين.. جرت عمليات "سد حنك" لكل عناصر التأثير في هيئات الدولة.. كانت الفيللات وأراضي الدولة المخصصة للبناء أو الاستصلاح تمنح للمحاسيب وخدم النظام.. حصل رؤساء المؤسسات الصحفية السابقون علي أراضي مستصلحة وغير مستصلحة بأسعار بخسة.. وحصل العاملون في وزارة الخارجية علي مزرعة تزيد مساحتها علي 4000 فدان في وادي النطرون.. وكذلك القضاة وضباط أمن الدولة.. وحصل ضباط جهاز أمني آخر علي اراضي بالحزام الاخضر لمدينة 6 أكتوبر.. كانت رائحة عفونة النظام تفوح في كل مكان.. أصبح كبار مماليك النظام أصحاب مليارات.. بينما أصبح صغار الخدم الذين كانوا يتباهون بصورهم مع "جمال مبارك" أصحاب ملايين.. كان من الحتمي أن يرحل هذا النظام غير مؤسف عليه.. كنا ننتظر نفاذ "أمر الله"وكنا علي يقين أن جيشنا لن يسمح لعصابة "اسم النبي حارسه" من أعضاء السياسات بأن تحكم مصر.. ولكن جاءت إرادة الله علي أيدي شباب مصر.. وضع شباب مصر أرواحهم علي أكفهم وقدموها فداء لمصر.. صمموا في 25 يناير علي رحيل الطاغية.. وتنحي مبارك عندما قال له قادة القوات المسلحة لابد أن ترحل.. عاش شباب مصر.. وعاشت ثورة 25 يناير.. والمجد والخلود لشهداء الثورة ومصابها.