ما كان ربيعًا ولكن شبه لنا.. كان صدعا تحت السطح البارد أحدث شقا في الأرض الصلبة وليس انفجارًا بركانيا يقلب الرأس مكان القدم. قل رياح أمشير العربي ولا تقل ثورات الربيع العربي. قل رياح ساخنة من صحراء الحجاز ولا تقل نسائم من عطر أنفاس الشعب الثائر يوم 25 يناير الماضي. لو كان ربيعا حقا لما كان القاتل حرا والمجني عليه سجينًا ولما تحول الأمن من أمن الدولة إلي الأمن الوطني إلي أمن المجلس العسكري. لو كان ربيع ثورة لفاز في الانتخابات النيابية من دفع ثمن الثورة وليس من سرقها ممن دفع ثمنها. لو كان ربيعًا لما أعطينا أصواتنا لمن يكتم أصواتنا.. لمن قال: إن صوت المرأة عورة وحصل علي صوتها العورة في انتخاباته.. لمن أراد أن يحكم فقط لينتقم من المرأة مع أنه «بيدوب دوب في هواها»، أراد أن يحكم ليعيد عصر «هارون الرشيد»: زوجات.. وما ملكت أيمانه.. وإن كنت ناسيا تذكر السعد والريان والشريف وأمراء الخليج وكثيرين. لو كان ربيعا ثوريا حقًا لما ماتت ورودنا «فطيس» هناك تحت مصفحات الجيش أمام ماسبيرو وهنا ببنادق الأمن «بنوعيه» في شارع محمد محمود.. يا تري يا هل تري بكم كان سعر المصري أيام مبارك وبكم صار سعر المصري أيام حكم المجلس العسكري. لو كان ربيعًا حقًا لما ألقوا بأرق زهورنا في السجون الحربية أو نيابة أمن الدولة.. ولما كان علاء عبدالفتاح سجينًا، وقاتلو المصريين أمام ماسبيرو للآن طلقاء أحرارًا سعداء.. قساة غلاظ القلوب. وبالمناسبة أين انتهت تحقيقات مذبحة ماسبيرو؟ ومن هو سائق الدبابة الدوبلير الذي سرق الدبابة من جندي الجيش؟ بل من هو هذا البطل وأين هو؟ وما اسمه وماذا يفعل؟ وهل هو في السجن الآن؟ ولماذا لا نعرفه مادام بلطجيا أو من القلة المندسة؟ لو كان حقا هناك من أخذ المصفحة من سائقها وسار بل وقتل المتظاهرين كيف تعلم ومتي أن يقود مصفحة؟ وهل يعرف أماكن تشغيلها وتوقيفها باعتبارها عَجْلةً أو اسكوتر أو لعبة أتاري؟ وبعدين فين هوه الشخص ده علشان نرتاح؟ شوفتو أوراق التصويت مرمية علي الأرصفة؟ شوفتو الإخوان والأخوات وهما بيعلمو الناس الكبيرة العجوزة إزاي ينتخبو أعضاءهم؟ شفتو القضاة وهما بينصحو الناخبين ينتخبو مين؟ شوفتو منظمات المجتمع المدني وهي بتراقب التزوير؟ طيب إذا كانت الحكاية مفضوحة كده وريحتها وحشة كده نصدق إزاي نتيجة الاستفتاء اللي بالي بالك؟ نعرف منين إن أصواتنا ما اتزورتش وبقت نعم مع إننا قلنا لأ.. لأ.