كتب: نيفين صبرى ونشأت حمدى والمحافظات: خالد سليمان وعبده محمد ومحمد مبروك وعماد المعاملى شهدت أزمة أنابيب البوتاجاز تطوراً خطيرًا بسقوط ثالث قتيل أمس بمدينة أسوان، حيث لقي الشاب محمد صبري 32 سنة مصرعه في منطقة امتداد التأمين بسقوط أسطوانة بوتاجاز علي رأسه أثناء محاولته الحصول علي واحدة وسط الزحام الشديد مما أدي لإصابته بارتجاج في المخ ولفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله المستشفي التعليمي. إلي ذلك قام أهالي قرية زهرة التابعة لمركز المنيا بقطع طريق مصر - أسوان الزراعي احتجاجًا علي نقص أسطوانات البوتاجاز ولم تفلح جهود المسئولين في إقناع الأهالي بفتح الطريق السريع إلا بعد أكثر من ثلاث ساعات مما اضطر المرور لتعديل مسار السيارات إلي الطرق الجانبية ورفض الأهالي فتح الطريق إلا بعد قيام التموين بتوفير أسطوانات بوتاجاز. وفي قنا استمرت الأزمة بقري ومدن المحافظة وارتفع سعر الأسطوانة بمركزي قوص ونجع حمادي إلي 35 جنيهاً مما دفع عدد من أهالي مركز قوص لقطع طريق قنا - أسوان الشرقي لمدة ساعتين للمرة الثانية حتي قام المسئولون بالمركز بتوفير 1500 أسطوانة وتوزيعها علي الأهالي. في غضون ذلك خفت الأزمة إلي حد كبير بمدينة قنا بعد قيام الوحدة المحلية للمركز بإعداد كشوف بأسماء أهالي كل منطقة وتوفير العدد وتوزيعه في كل منطقة علي حدة بعيدًا عن المستودعات التي سيطر علي معظمها تجار السوق السوداء. أما في الشرقية فنشب العديد من المشاجرات أمام المستودعات وأسفرت عن عدد كبير من الإصابات بين الأهالي للتسابق للفوز بإحداها. كما قام عدد من مواطني قري المحافظة بتنظيم احتجاجات وقطع الطرق العامة لدفع المسئولين للبحث عن حلول عملية لتوفير هذه السلعة الاستراتيجية المهمة. وفي قرية إكياد مركز فاقوس التي ينتمي إليها المحافظ الدكتور عزازي علي عزازي تجمهر أكثر من 500 مواطن وقطعوا طريق فاقوس الصالحية احتجاجًا علي ندرة أسطوانات البوتاجاز وافتقار المستودعات لها، في الوقت الذي يبيعها تجار السوق السوداء في ساعات متأخرة من الليل بأسعار باهظة تتراوح بين 30 و35 جنيهًا. كما قطع أهالي قرية الفولي مركز الحسينية طريق منشأة أبو عمر الحسينية لعدة ساعات . واقتحم مواطنو قرية أنشاص - الرمل مركز بلبيس مقر الوحدة المحلية، وحاولو الفتك برئيسها لعدم وفائه بوعوده المتكررة بتوفير أسطوانة البوتاجاز التي أصبح الحصول عليها أشبه بالمعجزة. وأرجع المواطنون سبب الأزمة إلي انعدام الرقابة علي المستودعات والتجار وترك الحبل علي الغارب لأصحابها يتصرفون في حصصهم كيفما يريدون لتحقيق أرباح طائلة علي حساب البسطاء. وفي الغربية ضبطت مباحث التموين بالاشتراك مع مديرية التموين 224 أسطوانة بوتاجاز مدعمة مهربة للسوق السوداء، وذلك عن طريق بيعها لعدد من مصانع الطوب بمركز كفر الزيات. تم التحفظ علي المضبوطات وتحرير المحاضر اللازمة للمخالفين وإحالتهم للنيابة لتجري شئونها، وفي سوهاج أنهي أهالي عرابة أبيدوس اعتصامهم الذي استمر 3 أيام رغم استمرار أزمة أنابيب البوتاجاز. من جانبها دفعت وزارة التضامن والعدالة الاجتماعية أمس بكميات كبيرة من أسطوانات البوتاجاز للخروج من أزمة الأنابيب التي خنقت معظم محافظات الجمهورية. وقال فتحي عبدالعزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بالوزارة أنه تمت زيادة الكميات المطروحة من الأنابيب خلال الأزمة الحالية لتصل من مليون أسطوانة إلي مليون و300 ألف أسطوانة، لافتًا إلي زيادة حصة البوتاجاز من 14 ألف طن إلي 15 ألف طن يوميًا لتصل معدلات ضخ الأنابيب حاليًا إلي مليون و400 ألف أسطوانة، وأشار إلي أن جميع الأجهزة الرقابية بالوزارة تعمل علي مدار اليوم لمراقبة المستودعات ومحطات التعبئة. وقال حمدي علام رئيس قطاع الرقابة خلال إشرافه علي توزيع الأنابيب من محطة تعبئة القطامية: إن الوزارة مهتمة بتشديد الرقابة علي المحطات الاستراتيجية لأنها تغذي العديد من المحافظات خاصة محطة القطامية التي تغذي محافظات القاهرة الكبري. وفي السياق ذاته كشف أحد مفتشي التموين ل«روزاليوسف» أن الباعة السريحة استغلوا الأزمة إلي جانب البلطجية خاصة أنهم يقومون باستئجار أطفال الشوارع وإعطائهم أسطوانات البوتاجاز لتعبئتها مما أدي إلي تأثر الكميات التي يتم طرحها بالمستودعات علي الرغم من إغراق مناطق الزحام بالأنابيب إلا أن الزحام لا ينتهي بسبب البلطجية. وفي الجيزة أكد المهندس محمود حسني مدير مديرية التموين بالجيزة انفراج أزمة أنابيب البوتاجاز بالمحافظة منذ أمس الأول بعد زيادة حصة المحافظة من الأنابيب بإجمالي 15 ألف طن شهريًا خاصة بعد إرسال العديد من الخطابات إلي وزارة البترول. في الوقت ذاته ورغم ارتفاع أسعار أنابيب البوتاجاز بالجيزة إلي 35 جنيهًا خاصة بالمناطق العشوائية مازالت الواحات البحرية التي تبعد نحو 370 كيلو عن المحافظة يصل سعرها إلي 6 جنيهات وعدم وجود سوق سوداء بسبب قلة عدد السكان والذي يصل إلي 35 ألف نسمة علاوة علي إحكام الرقابة علي المستودعات من خلال اللجان الشعبية بالواحات البحرية. فيما له صلة كشف اللواء عبدالقادر جاب الله رئيس الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر عن قيام المملكة العربية السعودية بزيادة عدد المراكب التي تنقل غاز البوتاجاز لميناء الزيتيات بالسويس، حيث دفعت بالسفينة «أردي موكملي» التي دخلت إلي الميناء في أول رحلة عصر أمس محملة بنحو 6 آلاف طن بوتاجاز. وأوضح أن عدد السفن المقبلة من ميناء ينبع السعودي مخصصة لنقل البوتاجاز ارتفع إلي 5 سفن، مشيرًا إلي أن المركب «مرمر جاز» دخلت فجر أمس وعلي متنها 5 آلاف ليصل حجم الكميات الموردة أمس إلي 11 ألف طن. وأكد أن كميات البوتاجاز التي تدخل إلي السويس مخصصة لتغذية مصانع الوجه القبلي فيما تتم تغذية مصانع بحري عن طريق ميناء الإسكندرية الذي يستقبل سفن بوتاجاز قادمة من الجزائر. وذكر أن الكميات الموردة من البوتاجاز خلال شهري نوفمبر الماضي وديسمبر الحالي بلغت 123 ألفاً و 500 طن.