أعد الملف: غادة طلعت - سهير عبدالحميد نسرين علاء الدين - عمرو عاشور الأعمال الجريئة لها ناسها، وهناك أسماء فنية بعينها اشتهرت بتقديم الأفلام الساخنة، والمشاهد المثيرة للجدل، حتي إن وجودها علي الأفيش كفيل بإعطاء الانطباع عن نوعية الفيلم وحجم الإغراء والمشاهد الساخنة الموجودة فيه ومنهم: إيناس الدغيدي في الإخراج، وهاني جرجس فوزي في الإنتاج، وعلا غانم في التمثيل وغيرهم، فما مصير الأعمال الساخنة التي كانوا يحضرون لها قبل وصول الإسلاميين للبرلمان؟ وهل سيتراجعون أم سيحاربون دفاعاً عن أفكارهم حتي آخر رمق؟ إيناس الدغيدي: سأقف في وجه التيارات الدينية حتي أموت شهيدة المخرجة إيناس الدغيدي صاحبة أكثر الأفلام إثارة للجدل في الشارع المصري تقول: لا أتصور أن مصر ستصبح دولة دينية لأننا نموذج له خصوصية وبلد متدين منذ أن خلقه الله، لكن هذا التدين وسطي فلماذا نبحث عن التقليد الذي يدخلنا دائرة الصراع بين إيران وتركيا؟ وهل هذا ما تعمل عليه التيارات الدينية؟ فالكل يعلم أن نجاح الإخوان والسلفيين في المرحلة الأولي للانتخابات ليس لأن الشعب المصري اختارهم، لكن لأنهم تعلموا لعبة الانتخابات جيدًا بالتأثير علي المواطنين البسطاء واللعب علي الوتر الديني للناخبين في ظل انشغال الاتجاهات الأخري بمصالحها الشخصية، فلم أجد شخصية عامة أو حزبًا أو قوي سياسية منذ اندلاع الثورة يهمها مصلحة مصر والكل يهتم بذاته قبل كل شيء. وأضافت الدغيدي أن التيار الليبرالي لابد أن يعود إلي سابق عهده ويكون أشرس مما سبق في مواجهة هذا الزلزال القادم لأن منهم ثوارًا حقيقيين وشهداء ضحوا من أجل الحرية. وطالبت الدغيدي بضرورة أن يكون 50% من أعضاء البرلمان بالانتخاب وال50% الآخرين بالتعيين للعقول المصرية الحقيقية التي لها آراء وفكر نبني من خلاله مصر لأن هناك نسبة من الشعب المصري يتم أخذ أصواته بطريقة غير شرعية، وهذا يجعل البرلمان غير معبر عن إرادة الشعب المصري الحقيقية، وخير مثال هو ما حدث في المرحلة الأولي من انتخابات مجلس الشعب. وأشارت إلي أن ما يحدث الآن في مصر هو فوضي وتتسأل لماذا نصر علي وجود وزارة انتقالية بها 32 وزيرًا وكلنا نعرف أنها فترة انتقالية لن تتعدي 6 شهور حيث كان من الممكن ضم عدد من الوزارات وتعيين 5 أو 6 نواب لرئيس الوزراء تكون لهم نفس الصلاحيات حتي نمر بهذه المرحلة علي الأقل حتي نوفر ميزانيتها. وعن تصويتها في انتخابات مجلس الشعب اكدت ايناس انها تنتظر المرحلة الثانية حتي تدلي بصوتها والذي سيكون للتيار الليبرالي وأنها لن تعطي صوتها مهما حدث للتيار الديني لأنها ضد الدولة الدينية وفي نفس الوقت هي تعتبر نفسها انسانة متدنية لكن تدينها وسطي وأنها خرجت من بيت علمها الاعتدال في كل شيء قائلة: سأقف في وجه التيارات الدينية ولن أغير فكري وآرائي مهما حدث حتي لو مت وأصبحت شهيدة لهذا الفكر مثل شهداء التحرير وأضافت أنها ضد الذين يغيرون موقفهم حتي يسايروا الموجة لأن التيارات الإسلامية تعلمت مما حدث لها علي يد النظام السابق وان الذي يظن أنه عندما يغير من مبادئه بشكل مؤقت حتي تمر هذه المرحلة يكون واهما، الإسلاميون لو وضعوا قدمهم في الحكم لن يخرجوا. هاني جرجس يعود بفيلم جميع أحداثه في «غرفة نوم» هاني فوزي يفاجئ الإخوان ب«الوضع تحت السيطرة» المخرج والمنتج هاني جرجس فوزي مخرج فيلمي «بدون رقابة» و«أحاسيس» نفي خوفه من سيطرة التيارات الإسلامية علي البرلمان القادم، وتأثير ذلك علي شكل الإنتاج الفني في ظل زيادة القيود الرقابية باسم الدين، وقال: أثق أن المصريين لن يسمحوا سوي بالتدين المعتدل موضحًا أن السبب الأهم في فوز هذه التيارات الإسلامية التي تنادي بالحجاب والاستجابة لها هو الفقر والعشوائيات التي تضطر النساء فيها لارتداء الحجاب لعدم القدرة علي زيارة صالونات التجميل وأضاف أن هذه التيارات لن تجعله يتراجع عن الخط الذي اختاره لنفسه في الإنتاج والإخراج السينمائي وتابع: أنا لا أبحث عن الأفلام التي تتناول الجنس لمجرد الجنس بل علي العكس أنا أقدم الفيلم الهام الذي يتناول الجنس بشكل مقنن ومحسوب جيدًا وهذا يؤكده كل ما قدمته من مشاريع سابقة وعلي سبيل المثال فيلم «أحاسيس» تناولت فيه مشاكل الزوجة في السرير التي لا تستطيع الحديث عنها لأن المجتمع يعتبرها «فاجرة» وكذلك فيلم «بدون رقابة» لم يتضمن أي مشاهد جنسية ولكن الفكرة في حد ذاتها كانت في غاية الجرأة. وأوضح أنه في الطريق لعمل أفلام أكثر جرأة، ومن بينها فيلم «جرسونيره» الذي تدور أحداثه حول امرأة ورجلين داخل حجرة نوم علي مدار ساعة ونصف الساعة بجانب فيلم آخر بعنوان «جوه اوي» وقال: ولا أخشي قيود الإسلاميين لأننا مجتمع معتدل يرفض التعصب والتخلف، وأقول لهم إذا لم يحترموا عقلية المصريين فلن يتم اختيارهم مرة أخري وسيتم عزلهم. في حين قال السيناريست هاني فوزي صاحب فيلم «بالألوان الطبيعية» الذي أثار جدلا واسعا العام الماضي: لن نرجع للخلف مهما وصلت هذه التيارات، ومهما زاد نفوذها والسبيل الوحيد لمقاومة هذه التيارات هو اتحاد الفنانين ولابد أن تكون هناك وقفة لعدم المساس بحرية الفن والإبداع لأننا قبل ثورة 25 يناير أصدرنا عدة بيانات نطالب فيها بإلغاء جهاز الرقابة بالكامل والخضوع للتصنيفات العمرية التي تتبعها أهم الدول وأكثرها شهرة في الإنتاج السينمائي، لذا علينا أن نعلي صوتنا من أجل التمسك بحق الفنان في التعبير عن الرأي والفكر بالشكل الذي يراه. وتابع هاني: علي هذه التيارات الدينية ألا تنسي أننا جعلناهم يصلون للبرلمان وربما يصلون للحكم من خلال الديمقراطية، لذا سوف نعرض عليهم حقنا في الحرية والإبداع المتحرر بعيدًا عن تخلف وتعنت الرقابة، بالرغم من أنني أقدم أفكارًا وأفلامًا عادية وليست جريئة بالمعني المعروف. كما أري أن فيلمي الأخير «بالألوان الطبيعية» فيلم عادي في مجتمع يعاني من مشكلات في طريقة التفكير إلا أنني لن أتراجع عن هذه النوعية من الأعمال مهما كانت النتيجة أو القيود، وفيلمي القادم سوف يحمل مفاجأة وهو بعنوان «الوضع تحت السيطرة». ومن جانبها علقت داليا البحيري علي الفكرة مؤكدة أن معتقداتها الشخصية وتوجهاتها الفنية لم ولن تتغير لأنها تري أن الفن يرتقي بالشعوب وأضافت: لن أتعامل بأي شكل من الأشكال مع نظام يحرم الفن أو يفكر في توجيهه والتحكم فيه، وأن الفن سيظل فنًا وأشارت إلي أنها لن تغير طريقة عملها أو طبيعة الأدوار التي تقدمها خاصة أنها تضع رقابة علي نفسها ولا تحتاج رقيبًا خارجيا. وتابعت داليا أن وضع الفن وشكل الرقابة في المرحلة القادمة لا يزال مجهولاً وأنها تجلس علي مقعد المشاهدين في حالة ترقب مثلها مثل الكثيرين ولكن فكرة مسايرة التيار ترفضها تمامًا. أما الفنانة التونسية ساندي التي قدمت أدوارًا جريئة في فيلم «خيانة مشروعة» و«محطة مصر»، فقالت: لا أحب الحديث في السياسة وأرفض التعليق علي وصول الإسلاميين للبرلمان سواء في تونس أو مصر، لكني بشكل عام سأظل أعمل كممثلة، وسأحاول التقليل من خوض مثل هذه المشاهد، وإذا جاءتني سيناريوهات أفضل لنوعية مختلفة من الأفلام فسأقبل بها لأنني لا أحب أن أحصر نفسي في توجه معين. واختتمت ساندي كلامها قائلة: توجهات الفنان تتغير بشكل عام حسب ظروف وتوجهات المجتمع، وأنا سأقبل بأي توجه في الفترة المقبلة.