لم يكتسب النادى الأهلى شعبيته من فراغ، إنما عبر رصيد ضخم من الانجازات والبطولات التى جعلت منه بوابة أفريقيا، لاعتماد أبرز اللاعبين والمدربين، ومرورهم إلى باقى الأندية وربما المنتخبات، حيث أعلن مؤخرًا نادى الوداد المغربى تعيين خوان كارلوس جاريدو مديرًا فنيًا خلفًا للفرنسى سباستيان ديسابر الذى تولى المهمة لفترة قصيرة مع العملاق المغربي، بعد أن رحل جاريدو عن تدريب النجم الساحلى منذ أسابيع قليلة ليقود فريقًا جديدًا فى الوطن العربي، ليصبح الوداد هو النادى العربى الخامس الذى يقوده المدرب الإسباني، حيث سبق لجاريدو تدريب الأهلى والعين الإماراتى والنجم الساحلى التونسى والرجاء المغربي، قبل أن يصل إلى محطته العربية الخامسة مع الوداد، وبات جاريدو هو المدرب الوحيد حتى فى إفريقيا الذى نجح فى الفوز على الأهلى ومدربه السويسرى رينيه فايلر بهدف فى افتتاح مجموعات دورى أبطال إفريقيا. وعلى الرغم من فوز كارتيرون مع الزمالك بكأس السوبر المصرى إلا أن انتهاء المباراة بالتعادل وحسم اللقب بركلات الترجيح جعل جاريدو هو المدرب الأوحد الذى تفوق على فايلر حتى الآن، حيث يستعد جاريدو لقيادة الوداد المغربى ضد فريقه القديم النجم الساحلى فى ربع نهائى دورى أبطال إفريقيا، ولو تأهل إلى نصف النهائى قد يواجه فريقه الأقدم الأهلى إذا أفلت من عقبة صن داونز الجنوب إفريقى. لم يكن جاريدو الأول من نوعه هذا الموسم، بل سبقه الفرنسى كارتيرون الذى اتجه للداخل المصرى بتدريب الغريم التقليدى للأهلى نادى الزمالك، ومؤخرا فاز بأول لقبين الأول السوبر الإفريقى على حساب الترجى الرياضى التونسى فى العاصمة القطرية الدوحة (3/1)، والسوبر المحلى على حساب الأهلى بضربات الترجيح (4/3)، فى العاصمة الإماراتية أبوظبي، ليحصد لقبين فى أسبوع واحد، خلال شهر فبراير الصعب بالنسبة للأبيض لما يشهده من مباريات مصيرية، منها العودة لمواجهة الترجى التونسى ذهاب وإياب فى دور الثمانية بدورى أبطال إفريقيا، حيث الاختبار الأصعب لكارتيرون من الناحية الفنية، حيث بات مطالبًا بتغيير فكره وتشكيلته وتكتيكه أمام بطل تونس المتمرس على البطولة القارية. عرف النجم الساحلى أحد أندية القمة فى تونس والقارة السمراء بشكل عام الاستقرار مع جاريدو قبل الرحيل، حيث ترنح هذا الموسم وانغمس فى مشاكل إدارية لا حصر لها، ويعود فضل إعادته بقوة للساحة إلى النادى الأهلى الذى خسر أمامه فى افتتاح دور المجموعات بهدف فى سوسة، ليرفع هذا الفوز المعنويات إلى عنان السماء، خصوصًا مع تولى جاريدو المدير الفنى السابق للأهلى المسئولية الفنية، حيث تعاقد قبل مواجهة الشياطين الحمر بأيام بسيطة وسط كم غير عادى من المشاكل والأزمات، لكن الفوز على الأهلى منح اللاعبين الثقة والدفعة المعنوية فى المجموعة الثانية التى تصدرها بقوة وبسهولة تاركًا الأهلى خلفه فى المركز الثانى بعد صعوده بصعوبة. الأهلى بشكل عام يظل بوابة للمدربين المميزين الذين يتولون قيادته ثم يتحولون بعد ذلك إلى أندية أخرى كبيرة فى إفريقيا أو حتى المنطقة العربية بشكل عام ولن يكون جاريدو وكارتيرون الأخيرين بل من المؤكد أن تلك العادة ستظل طالما يظل الأهلى يجلب «خواجات» مميزين لتولى قيادته الفنية.