نجحت القيادات الشعبية بمحافظة أسوان في تهدئة الاشتباكات التي انفجرت بين قبائل علي مدار اليومين الماضيين وأسفرت عن مصرع 3 أشخاص وإصابة 38 آخرين من قبائل بني هلال وأبناء مركز قوص وسوهاج وقد لقي شخص مصرعه دون أن يكون طرفًا في النزاع. قاد مؤتمر الصلح الشريف إدريس مصطفي الإدريسي مسئول لجنة المصالحات بأسوان وبحضور محمد الأمين نقيب أشراف المحافظة، والشيخ محمد عبدالعزيز وكيل أوقاف أسوان، وعدد من القيادات الشعبية وممثلي ائتلاف القبائل العربية، الذين استطاعوا تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة بجمعيات النقادية ودشنا والخطارية من أبناء قوص وبني هلال. وقرر المشاركون تشكيل لجنة محايدة لتحديد الخسائر والمتسببين في حدوث الأزمة الدامية مع الاتفاق علي وقف نزيف الدماء والالتزام بالهدوء، إلي جانب إعادة فتح الشوارع المغلقة بمداخل مناطق السيل الريفي وخور عواضة بالناصرية التي شدد أبناء بني هلال الحراسة عليها تحسبًا لتعرضهم لأي اعتداء من الأطراف الأخري. كما تم تشكيل لجان شعبية من الأهالي والشباب يحمل بعضهم أسلحة نارية آلية مع إشعال النيران في كاوتش السيارات لفرض كردون أمني يمنع دخول أي أغراب إلي المناطق التي تشهد توترًا.. إلي ذلك تواجه مئات الأسر في مناطق النزاع حصارًا داخل منازلها التي انقطع عنها التيار الكهربائي والمياه بعد أعمال التخريب التي تعرضت لها الشبكات، بالإضافة إلي غلق المحلات وغياب جماعي لطلبة المدارس والجامعات خوفًا من أي أعمال خطف. وفي سياق متصل قام أبناء قوص بنشر الشباب محملين بالأسلحة علي جميع الجبال المحيطة بهذه المناطق لعمل كردون للسيطرة علي أي دخلاء من أطراف النزاع. من جانبه أكد إبراهيم البرنس أحد قيادات الحركة الشعبية وائتلاف القبائل العربية بأسوان ضرورة التزام جميع الأطراف بضبط النفس حفاظًا علي تحقيق السلام الاجتماعي وبث الطمأنينة بين جموع المواطنين وهي السمة التي يتميز بها أهل أسوان، أشار إلي أن أهل القتيل الذي ينتمي إلي سوهاج وحسب قوله قد احتسبوه عند الله وتقبلوا العزاء وهو ما يعني سقوط الثأر.. وأشاد بالقيادات العاقلة في الجانبين الذين نجحوا في فرض كلمة العقل فوق لغة السلام التي كانت ستولد المزيد من بحور الدماء. وكانت الأحداث في منطقة الشادر القديم بين أبناء بني هلال وقوص قد أسفرت عن مصرع 3 أشخاص وإصابة 38 آخرين، وامتدت إلي منطقتي الشيخ هارون والسيل الجديد، وضمت المواجهات أسرًا تنتمي من نقادة وسوهاج والحمر والجمس والخطارية وجورجوس، بما ينذر بمواجهات دامية خاصة بعد سقوط ضحايا من الجانبين، وتوافد أعداد غفيرة من أبناء العائلات المتصارعة من سوهاج وقنا ونقادة ونجع حمادي، بعضهم مزود بالسلاح. من جانبه أكد مصدر مسئول بمديرية أمن أسوان أنه تم تكثيف لجان التفتيش وزيادة أعداد قوات الأمن عند مداخل ومخارج أسوان خشية دخول مزيد من الأسلحة، حيث تم بالفعل ضبط سيارة عند كمين أبوالريش بحري محملة بالأسلحة، وتم التحفظ علي هذه الأسلحة بعد أن تبين أن أفراد السيارة من أهالي قوص بقنا.