إسرائيل تستعد لجولة انتخابات جديدة وسط إحباط الناخبين

بعد فشل جولتين للانتخابات التشريعية، تستعد إسرائيل للجولة الثالثة والمزمع اجراؤها فى الثانى من مارس القادم، وسط أجواء يراها البعض تتسم بالإحباط من جانب الإسرائيليين، وتوقعات بأنها لن تُحدث إنفراجه فى للأزمة السياسية الأولى فى تاريخ الدولة العبرية منذ نشأتها بإعادة جولات الانتخابات، ومخاوف بالذهاب لجولة رابعة.
وتجرى الانتخابات وسط منافسة شديدة بين معسكر اليمين الإسرائيلي، بقيادة رئيس الوزراء وزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، والذى يحشد من ورائه أصوات أحزاب اليمين المتطرف والدينية، أملا فى الفوز بمدة جديدة فى رئاسة الحكومة، والتى تُعد الفرصة الوحيدة لنجاته من قضايا الفساد التى تلاحقه، ويحاول نتنياهو خلال الجولة الحالية الترويج لانجازاته السياسية والأمنية.
على الجانب الآخر من المنافسة يبرز تيار اليسار الوسط، بقيادة رئيس الأركان السابق وزعيم تحالف أزرق أبيض، بينى جانتس، الذى يسعى للوصول إلى سدة الحكم وملاحقة نتنياهو لإيداعه السجن فى قضايا الفساد التى تلاحقه، ويدعمه أحزاب اليسار والوسط ودعم من الأحزاب العربية التى ترى فرصة فى الإطاحة بنتنياهو وأن الحوار والتفاوض مع حكومة يتزعمها اليسار سيكون أفصل ويحقق تقدماً فى المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وسط رفض من قيادات فى «أزرق أبيض» من أن يكون العرب جزءًا فى الحكومة المقبلة.
فيما يظل حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة اليمينى المتطرف ووزير الدفاع الأسبق، أفيجدور ليبرمان، هو بيضة القبان كما يصفها الإسرائيلييون والفلسطينيون على حدٍ سواء، أى أنه من سيرجح كفة أى من الكتلتين لإكمال تحقيق أغلبية فى الكنيست بالحصول على 61 مقعداً لتشكيل حكومة ائتلافية، إذ يسعى كل من نتنياهو وجانتس لإجتذاب ليبرمان إلى كتلته لتحقيق الغلبة وتشكيل الحكومة المقبلة.
ووفقا لآخر الاستطلاعات، فإن هناك تقدم لصالح أحزاب الوسط اليسار حالياً بمقعد واحد، إذ أوضح الاستطلاع الذى أجرته الإذاعة الرسمية «مكان» أن تحالف «أزرق أبيض» سيحصل على 57 مقعداً مقابل 56 مقعداً لليمين، فيما يبقى حزب «إسرائيل بيتنا» متمسكاً بترجيح أحد الكفتين بإمتلاكه سبعة مقاعد، وفقا للتقديرات، ستسمح لمن يحظى بها بتشكيل الحكومة، خاصة أن الحزب يضمن أصوات اليهود الروس خاصة.
فيما نشرت القناة 13 استطلاعاً أظهرت خلاله تقدم حزب الليكود بفارق مقعد على أزرق أبيض، إذ أظهر الاستطلاع حصول الليكود على 33 مقعداً مقابل 32 لحزب «أرزق أبيض».
من جانب آخر، أجرت جامعة «تل ابيب» استطلاعاً لرأى الجمهور العربى داخل إسرائيل فى الانتخابات، وأظهرت النتائج أن نسبة المشاركة ستصل إلى 60%، وأن 75% سيصوتون للقائمة المشتركة.
ووفقا للنتائج فإن غالبية الجمهور العربى تثق فى «القائمة المشتركة»، هو تحالف سياسى يضم أربعة أحزاب عربية فى إسرائيل، ويرأسه نائب الكنيست أحمد الطيبى.
وكشفت صحيفة «يديعوت آحرونوت» عن إغلاق صفحات وحسابات مزيفة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، والتب تهدف إلى تشتيت الأصوات العربية عبر إرسال معلومات مغلوطة والترويج لمقاطعة التصويت لضمان استحواذ الإسرائيليين على أكبر نصيب من المقاعد والتقليل من فرص العرب.
هذا وسيبدأ الجيش الإسرائيلي، مساء السبت المقبل، المشاركة فى عملية الإقتراع لانتخابات الكنيست، وأوضحت صحيفة «معاريف» أن الجيش الإسرائيلى أنهى توزيع 642 صندوقا، على كافة المواقع العسكرية بالبلاد، لمشاركة الجنود بالانتخابات، قبل 3 أيام من موعدها، مضيفة أن الصناديق توزعت على 40 نقطة انتخابية داخل مواقع الجيش، وأن 2500 جندى وضابط سيشرفون على عملية الانتخابات، التى ستستمر لمدة يومين، فيما تم تخصيص 140 صندوقا متنقلا، لتسهيل تصويت الجنود الذين يخدمون على المحاور، والنقاط الحدودية.