ندي: جئت للتعبير عن مطالب كل المصريين ندي محمود موظفة بإحدي الوزارات جاءت إلي الميدان وكلها حماس للتضامن مع مطالب الميدان ومساندة المعتصمين، ونزولها يوم الجمعة ليس الأول.. فقد نزلت من قبل واختنق صدرها وضاق نفسها برائحة الغاز التي لم تشمها في مليونية الجمعة. وتوضح أنها لم تذهب للمطالبة بحقوق المعاقين رغم قناعتها بضرورة حصولهم عليها.. بل جاءت مثلها كأي مصري، وجاءت برفقة أفراد أسرتها وشعرت بقدر كبير من السعادة والحماس بسبب الهتاف الذي يرج القلب ولم يتوقف لحظة، وتقول:"من اكتر الحاجات الجميلة اللي شفتها ابطال الموتوسيكلات اللي كانو بينقلوا الجرحي والعاملين في عربيات الاسعاف"، كما لفت انتباهي وسعدت بمشهد الأطباء في المستشفي الميداني.. وكذلك مشهد الطوابير امام سيارات التبرع بالدم. لم تتوقف سعادة ندي عند هذا الحد - علي حد وصفها، بل مشاركة كل أطياف المجتمع.. فتجد الشاب والطفل والكبير والفلاح البسيط والكاتب المشهور حتي طالبات الثانوي بملابس المدرسة، واختتمت حديثها قائلة: "حسيت إن مصر كلها في الميدان". موتوسيكل طارق لنقل المصابين "دفعني غضبي الزائد من تجاهل مطالب ذوي الاعاقة ولكن بعدما جئت إلي الميدان.. لم أذكر سوي أنني مصري"، هذا هو ما جاء علي لسان طارق زيدان الذي أعد خيمة ونصبها في إحدي الحدائق المجاورة للمتحف المصري لتكون مقرا لاعتصام الأفراد ذوي الاعاقة بعد أن طال تجاهل الدولة لمطالبهم.. ولكنه مع الوقت وعندما زاد اختناقه بالغاز وتساقط المصابين من حوله انشغل بإسعافهم.. فقد قام باستخدام الموتوسيكل الخاص به في نقل المصابين لشعوره بالمسئولية تجاههم. طارق أكد أنه مستمر في التواجد بالميدان حتي تتحقق مطالب الثوار عامة ومطالب ذوي الإعاقة بصفة خاصة وبالتحديد إقرار قانون المعاقين الذي طال انتظاره طويلا. عبدالرازق: عندي طلب واحد "عايز أعيش" جلس عبدالرازق محمود في الحديقة المواجهة لمسجد عمر مكرم بعد أن وضع عكازه بجواره ليستريح من الهتاف واستند إلي سور الحديقة وقال إنه جاء ليطالب بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة بعد أن طال أمد ظلمهم.. فهم ليسوا علي خريطة صناع القرار من الأساس ويوم أن جاء ذكرهم كان بقدر كبير من الإهانة والتحقير.. وعندما طلبت منه التوضيح قال: إنه يقصد ما جاء في دليل الناخب المنشور علي موقع الإلكتروني الخاص باللجنة العليا للانتخابات الذي وصفهم ب"ذوي العاهات" ولم يتحرك أي مسئول ساكن لتصويب هذا الخطأ الشنيع علي حد وصفه. أكمل عبدالرازق حديثه مؤكدا أنه ليس تابعًا لأي حزب أو تيار أو تيار سياسي.. وإنما جاء ليؤكد أن ذوي الإعاقة أشخاص تعيش في المجتمع.. ولهم كامل الحق في التظاهر والمطالبة بالحرية، وأوضح أن مطلبه الأساسي هو إقرار قانون الأشخاص ذوي الإعاقة الذي يأمل أن يعيد له حقوقه المفقودة التي حرم وأبناء فئته منها طويلا.. قد تكون ليست المرة الأولي التي ينزل فيها للتظاهر بميدان التحرير.. ولكنه يعتبر لهذه المرة طعمًا خاصًا فقد أوشك صبر الأشخاص ذوي الاعاقة أن ينفد وأوشكوا علي الانفجار، وقال:"أبسط مثال يعبر عما أعانيه ما حدث أثناء حضوري للميدان حيث تكبدت الكثير من العناء فلا أقوي علي ركوب المترو من محل سكني بحلوان بسبب السلالم المتحركة التي أوقعتني رغم وجود مرافق لي، فاضطررت لركوب الأتوبيس غير المجهز بشكل يضع إعاقتي في الاعتبار". انتهي حديث عبدالرازق.. ولكن لم ينته حلمه و لا مطالبه بأن يعيش ويعني بها حصوله علي وظيفة يكسب بها رزقه وليس إعانة.. كما يدعي البعض.. بأن ذوي الاعاقة من المتسولين كما يحلم بشقة ومواصلات تحترم مرضه.