تصدرت أحداث ميدان التحرير الصفحات الأولي من الصحف العالمية التي أبدت اهتماما بالغا بالتطورات الجارية فيه لحظة بلحظة، وفي صفحتها الأولي قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن تصاعد الأحداث وتزايد عدد المحتجين في الميدان بالقاهرة وفي مدن أخري مثل الإسكندرية والسويس ينذر باحتمالات قيام ثورة ثانية قبل أسبوع من الانتخابات، وتقول الصحيفة أن أحداث العنف هذه المرة يتورط فيها الجيش والشرطة معا. وأشارت الصحيفة كذلك إلي أن تصعيد الأحداث سيؤدي - لا محالة - إلي تأجيل الانتخابات لاسيما أن بعض المرشحين قد علقوا حملاتهم بالفعل. أما صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية فركزت علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة والذي يواجه الآن قرارا حاسما بين تأجيل الانتخابات والمخاطر بإشعال غضب السياسيين والمتظاهرين أو إجراء الانتخابات علي صفيح ساخن. ونقلت الصحيفة أراء بعض المتظاهرين الذين أشاروا إلي أنهم لا يهتمون بالسياسة إلا أنهم نزلوا إلي الميدان بعد ما رأوه من تصعيد وأعمال عنف ضد المدنيين فقرروا المشاركة "لأنهم يرفضون تلك المعاملة من الجيش" علي حد قول أحدهم. وفي السياق نفسه أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلي دخول الثورة المصرية في مرحلة خطيرة بعد مهاجمة الجيش لآلاف المتظاهرين ضد المجلس العسكري في القاهرة. وتقول الصحيفة أن آلاف المصريين نزلوا مجددا للميدان متعهدين بالبقاء حتي رحيل السلطة العسكرية وقال العديد منهم أنهم مستعدون للموت من أجل الثورة التي بدأت في أواخر يناير. من جهة أخري اهتمت صحيفة فايننشيال تايمز الأمريكية بتداعيات الأحداث علي الوضع الاقتصادي مشيرة إلي أن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية تراجع إلي أدني مستوياته في 6 أسابيع إذ انخفض المؤشر بنسبة 2.5% ليسجل أدني مستوي له منذ أحداث ماسبيرو في أكتوبر الماضي بسبب قلق المستثمرين من عدم الاستقرار وعدم إجراء الانتخابات في الموعد المحدد لها. وأشارت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية إلي أن الإحباط وغضب المصريين من الوعود التي لم تتحقق بعد للثورة التي أطاحت بمبارك ولكنها لم تضع البلاد علي طريق الديمقراطية بعد هو ما دفعهم للعودة إلي الاعتصام مرة أخري في ميدان التحرير. ووصفت الصحيفة الأمريكية الاشتباكات التي تدور بين المتظاهرين وقوات الأمن بأنها تمثل التحدي الأكبر خلال الأشهر القليلة الماضية التي تولي خلالها العسكر قيادة البلاد.