اتفقت "حركة النهضة" الإسلامية وحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" الحائزان علي أعلي عدد من المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي التونسي علي تكليف منصف المرزوقي 66 عاماً أمين عام حزب "المؤتمر" برئاسة الجمهورية. وتشكل "حركة النهضة" وحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" أهم قوة حزبية داخل المجلس الوطني التأسيسي إذ يملكان مجتمعين 118 مقعدًا من جملة 217 مقعدًا هي عدد مقاعد المجلس الذي سيتولي صياغة دستور جديد لتونس تجري علي أساسه في وقت لاحق انتخابات رئاسية وتشريعية. ويعتبر منصب رئيس الجمهورية أهم منصب سياسي في تونس إذ يتولي من يشغله قيادة "القوات المسلحة" (جيوش البر والبحر والجو) وتعيين وعزل الوزراء والمصادقة علي القوانين. وسيصبح المرزوفي خامس رئيس لتونس منذ استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في مارس 1956. وفي سياق متصل، أثار حديث الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية والمرشح لشغل منصب رئيس الوزراء المقبل حمادي الجبالي عن "خلافة راشدة سادسة في تونس" جدلا واسعا، خاصة في صفوف العلمانيين الذين يرون أن قيم الحداثة أضحت مهددة بعد فوز النهضة في الانتخابات الأخيرة. وفيما يشبه الرد علي تصريحات الجبالي وتصريحات قيادات من المؤتمر بشأن المفاوضات علي الحكومة، أعلن حزب التكتل من أجل العمل والحريات تعليق مشاركته في لجان الإصلاح المشتركة مع النهضة. يذكر أن حركة النهضة فازت في الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي بما يزيد علي 40% من مقاعد المجلس التأسيسي الذي سيضع دستورا جديدا للبلاد.ونالت الحركة 89 مقعدا، بينما حل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ثانيا ب29 مقعدا. وتعهدت الحركة عقب فوزها بإتاحة الحريات الشخصية بما في ذلك عدم فرض الحجاب، واعتماد سياسة اقتصادية منفتحة، لكن العلمانيين ما زالوا يبدون حتي الآن شكوكا إزاء خطاب الحركة.