بحث وزراء الخارجية العرب أمس فى اجتماعهم الذى عقد بالجامعة العربية آخر المستجدات على الساحة السورية فى ضوء عدم التزام نظام بشار الاسد ببنود المبادرة العربية لحل الازمة السورية، وكان من ضمن القرارات التى ناقشها الوزراء تعليق عضوية سوريا فى الجامعة وفرض عقوبات على النظام السورى والاعتراف بالمعارضة السورية وفرض حظر جوى عليها. فى خطوة تاريخية، قرر وزراء الخارجية العرب أمس تعليق عضوية سوريا فى الجامعة العربية لحين قيامها بتنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية، كما دعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق. وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى حمد بن جاسم الذى يترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة هذا القرار فى مؤتمر صحفى عقب الاجتماع. كما دعا وزراء الخارجية العرب جميع اطراف المعارضة السورية إلى اجتماع فى مقر الجامعة العربية خلال ثلاثة أيام للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة فى سوريا. وأعلن هذا القرار رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى حمدبن جاسم فى مؤتمر صحفى بعد الاجتماع موضحا أنه صدر بموافقة 18 دولة وباعتراض 3 دول هى سوريا ولبنان واليمن، وامتناع العراق. وتجمع المئات من المتظاهرين السوريين أمام مقر الجامعة حاملين أكفاناً للدول العربية ومطالبين بتجميد عضوية دمشق وطالبوا بإعلان الجهاد وتسليح الثورة ضد الأسد.. وكان من بين الحضور الشيخ صفوت حجازى الذى وصف الوفود المشاركة فى الاجتماع بالموتى الذين يجب تكفينهم لأنهم لا يمثلون شعوبهم بحسب قوله وقد ندد المتظاهرون بموقف مصر وتحفظها على عدم تجميد عضوية نظام الأسد بالجامعة. من ناحية أخرى طلبت سوريا من الجامعة العربية وفى رسالة موجهة من وزير الخارجية السورى وليد المعلم الى نبيل العربى يطلب فيها اعطاء سوريا مزيدا من الوقت لتنفيذ التزاماتها بشأن تنفيذ المبادرة العربية. وكان نبيل العربى الأمين العام قد التقى وفدين من المعارضة السورية أمس الأول أكدا فيه ضرورة تجميد عضوية النظام السورى فى الجامعة والاعتراف بالمجلس الوطنى السورى ممثلا شرعيا لسوريا لضم الوفد الاول أعضاء من شباب الثورة السورية ممثلين عن لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية والمجلس الأعلى لقيادة الثورة وضم الوفد الثانى أعضاء المجلس الوطنى السورى وعلى رأسهم بسمة قضمانى وسمير النشار. ميدانيا أعلن ناشطون ارتفاع عدد قتلى قمع المظاهرات الاحتجاجية التى عمت عددا من المدن السورية فى "جمعة تجميد العضوية" بالجامعة العربية إلى 37 قتيلا، ووثقت الهيئة العامة للثورة السورية أسماء القتلى والمناطق التى قتلوا بها وأفادت أن مظاهرات أمس بلغت 293 مظاهرة، بينها 50 فى حمص، و49 فى حماة و12 فى دمشق، و35 فى ريف دمشق، إلى جانب عشرات المظاهرات فى درعا وحلب واللاذقية والرقة وطرطوس ودير الزور والحسكة. ففى حمص قتلت قوات الأمن تسعة مدنيين وجنديا منشقا عن الجيش بينما سقط الباقون فى حماة ومدينة بصرى الشام الرومانية القديمة فى سهل حوران الجنوبى وفى محافظة إدلب فى الشمال.. وأظهر تصوير بالفيديو نشر على الإنترنت الحشود التى تجمعت فى حى دير بعلبة بمدينة حمص وهى تردد هتافات تقول "الشعب يريد تعليق العضوية" -أى عضوية سوريا فى الجامعة العربية- وطالبوا الجامعة باتخاذ إجراء ضد دمشق ملوحين بالعلم السورى ذى اللونين الأبيض والأخضر الذى كان علما للبلاد قبل حكم حزب البعث قبل نحو 50 عاما. وأظهر تصوير آخر بالفيديو عددا من الشبان وهم يلقون الحجارة ويرددون هتافات معارضة للأسد، قبل أن يتعرضوا لنيران أسلحة آلية. وأظهر تصوير آخر صبيا يرقد على الاسفلت والدماء تسيل من صدره وهو يتمتم، بينما يحثه زملاؤه على نطق الشهادة. وفى حمص أيضا ذكرت الهيئة أن 100 جندى مدججين بالسلاح نفذوا حملة مداهمات وتفتيش فى حى الخضر، وأن القوات السورية تمركزت مقابل مسجد عثمان بن عفان. كما شهد حى البياضة إطلاق عدة قذائف على عدة أبنية مما أسفر عن إصابة أكثر من 27 إصابة حسب ما أعلنته الهيئة.العامة للثورة السورية. وأضافت أن أكثر من 50 مدرعة و500 جندى دخلوا حى البياضة لهدم مبنى يتجمع به المتظاهرون، وأن هناك ثلاثة جرحى داخل المبني.وفى القصير تم العثور على جثث مجندين منشقين على حاجز طريق الطاحونة، كما سُجّل تحليق للطيران فوق البويضة الشرقية.