دعا المجلس الوطني السوري الجامعة العربية إلي إجراءات صارمة ضد النظام السوري تشمل تجميد عضويته في الجامعة ردا علي عدم التزامه بمبادرتها التي ينذر استمرار العنف ضد المدنيين بوأدها، في حين لم تستبعد فرنسا الاعتراف بالمجلس الذي يمثل معظم أطياف المعارضة السورية. جاء ذلك خلال لقاء وفد من المعارضة أمس بالدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب السبت المقبل وكانت دمشق قد قبلت في الثاني من هذا الشهر المبادرة أو ورقة العمل العربية التي تدعو إلي وقف كل أعمال العنف في سوريا، وإزالة كل المظاهر المسلحة من المدن، وإطلاق المعتقلين تمهيداً لإجراء حوار بين السلطة والمعارضة في غضون أسبوعين. بيد أن أيا من تلك البنود لم ينفّذ بعد، بل سقط عشرات القتلي في عمليات للجيش والأمن السوريين مما دفع الأمانة العامة للجامعة العربية إلي انتقاد دمشق لخرقها تعهداتها، والتحذير من عواقب كارثية إذا لم تنفذ تلك المبادرة، كما أنها دعت إلي اجتماع "طارئ" لوزراء الخارجية العرب السبت المقبل بالقاهرة. في المقابل، اتهمت دمشق أمانة الجامعة العربية بتجاوز صلاحياتها بانتقادها الموقف السوري من المبادرة، وقال وزير الخارجية وليد المعلم: إن بلاده تعاملت بإيجابية مع المبادرة، وتبذل كل الجهد لتطبيقها. وأمام احتدام وتيرة العمليات العسكرية خاصة في حمص، وسقوط عدد كبير من القتلي منذ الإعلان عن موافقة دمشق علي المبادرة العربية، وجه المجلس الوطني السوري رسالة إلي الجامعة العربية يطلب فيها موقفا قويا من نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وطالب المجلس بتجميد عضوية سوريا في الجامعة، وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية علي نظام الأسد، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للثورة والشعب السوري. كما دعا الجامعة العربية إلي بحث إحالة جرائم الإبادة المفترضة وانتهاكات حقوق الإنسان الأخري إلي المحكمة الجنائية الدولية، ودعم الجهد الأممي الرامي إلي تأمين حماية دولية للمدنيين خاصة في حمص، وإرسال مراقبين دوليين، والسماح لممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الدولية بدخول سوريا. ومن المقرر أن يلتقي وفد من المكتب التنفيذي للمجلس عددا من وزراء الخارجية العرب علي هامش اجتماعات اللجنة الوزارية العربية حول سوريا ووزراء الخارجية العرب نهاية هذا الأسبوع، وذلك في سياق تحرك يهدف إلي حشد الدعم. وعلي الصعيد الدولي أبدي جوبيه في تصريحات صحفية استعداد بلاده للاعتراف بالمجلس الوطني السوري لكنه اشترط أن ينظم المعارضون أنفسهم وكانت فرنسا قد قالت قبل هذا: إن التطورات علي الأرض أظهرت أنه لا يمكن الوثوق بالنظام السوري. من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج اليوم الجامعة العربية إلي رد حاسم علي عدم التزام دمشق بالمبادرة العربية. ودعا هيج السلطات السورية إلي فك الحصار عن حمص وسحب قواتها من المدن. لكن الخارجية البريطانية استبعدت التدخل العسكري في سوريا، وقالت: إنها تفضل تشديد الضغط الدولي علي نظام بشار الأسد. وميدانياً أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، بمقتل 16 شخصاً بينهم طفلة أمس الثلاثاء، فيما تواصل القصف علي مدينة حمص، وسط عمليات اعتقال جرت في عدة مدن سورية، تزامناً مع دعوة وجهتها قوي معارضة إلي إضراب عام اليوم الخميس، احتجاجاً علي القصف العنيف الذي تتعرض له مدينة حمص. وأضافت لجان التنسيق المحلية، أن سبعة قتلي قضوا في إدلب شمال سوريا، فيما سقط أربعة آخرون في حماة. وفيما تحدثت لجان التنسيق، عن خمسة قتلي قضوا أمس في مدينة حمص التي تشهد أعنف العمليات العسكرية للجيش السوري ضد المحتجين، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلي في حمص، ارتفع أمس إلي ثمانية مدنيين. وأردف المرصد، أن ثلاثة من القتلي، سقطوا جراء إطلاق رصاص من قبل القوات السورية والشبيحة، بينهم طفلة. فيما قضي اثنان تحت التعذيب، وثلاثة متأثرين بجراح أصيبوا بها خلال الأيام الماضية بينهم طفل، جميعهم في حمص. ونوه المرصد السوري لحقوق الانسان، أنه وثّق بالأسماء سقوط 48 قتيلاً في حي بابا عمرو والمناطق المحيطة به خلال الأيام العشرة الماضية، مشيراً إلي أنباء مؤكدة عن وجود 27 جثة لقتلي من حي بابا عمرو والمناطق المحيطة به في عدد من مشافي حمص لم يتمكن المرصد من توثيق أسمائهم. وأضاف المرصد السوري في بيان آخر، أن ثمانية من عناصر الجيش والأمن السوري، قضوا إثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد أنهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان، فيما جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري، ومنشقين عنه، قرب مجمع الأسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب في حماة.