فى مكان العمل أو الدراسة أو السكن، يكثر وجود الأشخاص الذين تمتلئ قلوبهم بالغيرة والحقد والغل سواء، حيث يعد ذلك من أسوأ الصفات التى يتسم بها أى إنسان لأنه يضر نفسه قبل أن يضر غيره. دكتورة شيريهان الدسوقي، خبيرة الإتيكيت الدولي، تقول إنه قبل أن تعرف كيف تتعامل مع الشخص الغيور لا بد أن تعلم أن هناك نوعين من الأشخاص الأول الشخصية الغيورة غير الضارة وغير المؤذية، وهى فقط تحب أن تصبح مثل غيرها، والثانية الغيورة (الحقودة) الضارة المؤذية، فهى شخصية عدائية لأنها تتمنى زوال النعمة عن الآخرين، ونقابل منهم الكثير فى حياتنا اليومية مع الأسف سواء فى العمل أو الدراسة أو أحد الجيران أو حتى أقرب الأقارب. وتؤكد الدسوقى أن هناك إتيكيت التعامل مع مثل هذه الشخصية، يتمثل فى أنه لو كان هذا الشخص أقرب صديق لك وتشعر دائمًا أنه يغار منك فلا داعى أبدا بأن تتباهى أمامه بما لديك وهو ينقصه، حتى لا تثير غيرته أكثر، ودائماً تقوم بمساعدته وتحسين صورته أمام نفسه ربما يشعر بالإحباط أو عدم الثقة بالنفس فعليك بتقويته وتقف بجانبه فهو صديقك المقرب فلا تبعد عنه (فهل جزاء الإحسان الا الإحسان)، لكن لو كان هذا الصديق علاقتك به سطحيه ودائما تشعر بالغيرة والغل فى عينيه فإجعل علاقتك به بسيطه للغايه وفى أضيق الحدود فلا داعى لجلب المشاكل لحياتك. وتوضح أنه لو كان الشخص الغيور زميلك بالعمل فهذه مشكله كبيرة مع الأسف لأن هذا الشخص يحمل السواد فى قلبه تجاهك، ومن الصعب السيطرة عليه، فالمعاملة مع هذه الشخصية الحقودة يجب أن تكون بحذر على قدر الإمكان فلا تفشى أى سر عن حياتك أمامها، أو اى خطط مستقبلية تريد تحقيقها لنفسك سواء على المستوى العملى أو الشخصى، ويجب أيضا عدم خسارتهم نهائيا لأنهم ممكن يسببوا لك أذى كبير لا يمكن أن تتوقعه، فيجب أن يكون لديك ذكاء اجتماعى فى التعامل مع هذه الفئة. وتشير خبيرة الإتيكيت الدولى إلى أنه لو كان الشخص الغيور زميلك فى الدراسة، هنا يجب عليك تغيير روتين يومك فحاول أن تغير من جدول دروسك حتى لا تقابله كثيرا، بقدر الإمكان لأنه ممكن أن يؤثر عليك بالسلب فى التحصيل الدراسى لأنه سوف يقوم بالتشكيك فى قدراتك وإحباطك، خصوصا لو كنت متفوق وناجح فى دراستك، ومن الغريب أن يكون الشخص الحقودة متفوق أيضا فى دراسته ولكنه لا يحب أن يرى من هو مثله أو متفوق عليه فيحاول التقليل منهم دائماً، فهذا ممكن يجعلك تشعر بالسوء تجاه نجاحك، لذلك أبتعد بقدر الإمكان وحاول مصاحبة طلاب يتمتعون بالطبع الجيد وروح الفكاهة لتستمد طاقه إيجابية دائما. وتتابع الدكتورة شيريهان أنه لو كان هذا الشخص الغيور أحد الأقارب هنا أنت فى مأزق لأنه لا يمكن أن تقطع علاقتك به نهائيا، وكثير منا يواجه نفس المشكلة خصوصا، إذن ما العمل وكيف تتصرف وتتعامل، هنا يجب رسم حدود بينك وبين هذا الشخص وأن تتجنب حدوث أى مضايقات منه بأى شكل من الأشكال، وحدد لنفسك مدة من الوقت للتعامل مع هذا الشخص وتكون فى حدود السلام والتحية فقط ومحاولة الانسحاب بعدها من المحادثة بأدب، ومن الأفضل أن تكون العلاقة فى حدود المناسبات لو كان فى فرح أهنئ وأبارك، لو كان هناك واجب عزاء أعزى، غير ذلك لايوجد عليه حق عندك خصوصا إذا كان هذا الشخص قام بأذيتك نفسيا ومعنويا، لإن الإنسان لنفسه عليه حق أيضا، والمثل يقول (أحذر من عدوك مرة، ومن قريبك ألف مرة). وتضيف إنه لو كان هذا الشخص الغيور أحد جيرانك أو ساكن بمحيطك، وشعرت دائما أنه يغار منك ويحقد عليك وتصرفاته تزعجك، هنا لابد أن تحافظ على إيجابية تعاملك مع هؤلاء الأشخاص، مهما كانت تصرفاتهم سلبيه معك فهكذا تكشف لهم وبشكل غير مباشر إنك شخصية راقية وعطوفة ولا تستحق الكره والحقد.