الأمين العام للإنتوساي: مصر تؤدي دورًا رياديًا في ترسيخ الشفافية والسلام    انطلاق المرحلة الثانية من برنامج تنمية مهارات اللغة العربية ب7 إدارات تعليمية في المنيا    مصر تنجح في تحقيق توافق أفريقي حول قواعد المنشأ العالقة بإتفاقية "AfCFTA"    شاشات عرض كبرى في شوارع وميادين الشرقية لنقل مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير    وزيرة التضامن: ندعم الأسر المنتجة ونستهدف تنمية الموارد الاقتصادية لها    وزير الخارجية يبحث مع نظيره السوداني تطورات الأوضاع في مدينة الفاشر    بينها «طبق الإخلاص» و«حلوى صانع السلام» مزينة بالذهب.. ماذا تناول ترامب في كوريا الجنوبية؟    جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم اغتيال مسئول بحزب الله في لبنان    ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 256 بعد استشهاد صحفي في غارة إسرائيلية    تعليق مثير من مدرب ليفربول على تراجع أرقام محمد صلاح التهديفية    محمد فاروق: محمد السيد طلب 10 مليون جنيه للتجديد وجون إدوارد مستمر    محافظ الدقهلية يتابع من مركز سيطرة الشبكة الوطنية التعامل مع مياه الأمطار    لخلافات بسبب المزاح.. ضبط 3 طلاب تشاجروا بالأسلحة البيضاء أمام مدرسة بأسيوط    حالة الطقس في السعودية.. استقرار الأجواء مع فرص لتكون ضباب    ضبط 4 عاطلين كونوا تشكيلا عصابيا للإتجار بالمواد المخدرة بشبرا الخيمة    النقل تعلن مواعيد تشغيل المترو والقطار الكهربائي الخفيف بعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025    كارول سماحة: افتتاح المتحف المصري الكبير ناطرة تاريخية    "أتوبيس الفن الجميل" يصطحب الأطفال في جولة تثقيفية داخل متحف جاير أندرسون    صحح مفاهيمك: التزامك بتعليمات المتحف وعى حضارى وصورة راقية لزائر راق    تطبيق التوقيت الشتوي رسميًا في مصر غدًا.. الساعة تتأخر 60 دقيقة    كييزا: أشعر بتحسن كبير هذا الموسم.. وأريد البقاء مع ليفربول    كأس العالم للناشئين - مدرب إيطاليا: علينا التأقلم سريعا مع المناخ في قطر    سيد عبد الحفيظ: لا أفكر في رئاسة الأهلي مستقبلا    اللجنة الأولمبية تعتمد عقوبات صارمة ضد عمر عصر ومحمود أشرف بعد أحداث بطولة إفريقيا لتنس الطاولة    رئيس الوزراء يشهد افتتاح المؤتمر الدولي للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة    الاحترام والوعي الديني وعدم التنمر، في ندوات لأوقاف الإسماعيلية بالمدارس ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك"    أسقفا الكنيسة الأنجليكانية يزوران قبرص لتعزيز التعاون الإنساني والحوار بين الكنائس    مصر تشارك في اجتماع لجنة مصايد الأسماك والاستزراع المائي بالاتحاد الإفريقي    الأونروا: المساعدات لغزة تضاعفت لكنها نقطة في بحر الاحتياجات    وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره السوداني الأوضاع في الفاشر    ملفات ساخنة على طاولة أول لقاء يجمع المستشار الألمانى ورئيس تركيا    سفيرة قبرص لدى مصر: المتحف الكبير.. الهرم العظيم الجديد لعصرنا الحديث    رامي جمال يستعد لإطلاق ألبوم جديد بفكرة جديدة    فيلم أوسكار عودة الماموث يفاجىء أبطاله بإيرادات ضخمة بعد أسبوعين (بالأرقام)    تحليل: 21% من السيارات الجديدة في العالم كهربائية بالكامل    وزير الصحة يترأس الاجتماع الثاني للمجلس الوطني للسياحة الصحية    كيف تُعلّمين طفلك التعبير عن مشاعره بالكلمات؟    الأقصر تزين ميادينها وتجهز شاشات عرض لمتابعة افتتاح المتحف المصري    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة سوزوكي على طريق أسيوط الغربي    إعصار ميليسا يصل الساحل الجنوبي لشرقى كوبا كعاصفة من الفئة الثالثة    شمس البارودي تنشر السيرة الذاتية لزوجها حسن يوسف في ذكرى وفاته    البورصة توقف التداول على سهم بلتون القابضة.. والشركة تؤكد التزامها بالشفافية واستقرار مركزها المالي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-10-2025 في محافظة الأقصر    الدكتور أحمد نعينع يكتفى بكلمتين للرد على أزمة الخطأين    حركة المحليات بالأسماء.. تفاصيل تعيين ونقل 164 قيادة محلية في 11 محافظة    السيطرة على حريق محدود داخل معرض فى التجمع    رعم الفوز على النصر.. مدرب اتحاد جدة: الحكم لم يوفق في إدارة اللقاء    اسعار اللحوم اليوم الأربعاء 29اكتوبر 2025 بمحلات الجزارة فى المنيا    الأمين العام للإنتوساي تشيد بدور مصر في تعزيز التعاون الدولي ومواجهة الأزمات    نقابة الزراعيين بالدقهلية تختتم دورة "صناع القرار" بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية    طريقة عمل طاجن البطاطا بالمكسرات.. تحلية سريعة في 20 دقيقة    بالدموع والإيمان.. ربى حبشي تعلن عودة مرض السرطان على الهواء مباشرة    استشاري صحة نفسية: الأم المدخنة خلال الحمل تزيد احتمالية إصابة طفلها ب فرط الحركة    ناجي حكما لمباراة الزمالك والبنك في الدوري    سوزي الأردنية تواجه أول حكم من المحكمة الاقتصادية    د.حماد عبدالله يكتب: ومن الحب ما قتل !!    دعاء الفجر | اللهم اجعل لي نصيبًا من الخير واصرف عني كل شر    في الشغل محبوبين ودمهم خفيف.. 3 أبراج عندهم ذكاء اجتماعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«سميحة» فشلت فى التدريس فهربت لتضع مناهج داعش بدولة الخلافة المزعومة
داعشيات مصريات يروين رحلة هروبهن والانضمام للتنظيم عبر تركيا

«سميحة» أو أم أحمد سيدة داعشية لم تحصل من أسمها على شيء، فبالرغم من تعليمها ووصولها إلى درجة مديرة مدرسة ثانوى خرجت من الأجيال الكثير على مدار 27 عامًا قضتها بمهنة التدريس، إلا أنها وصلت لمرحلة فكرية خطيرة تضعنا أمام خوف شديد من مصير الأجيال التى تتلمذت على يدها، فشخصيتها انفعالية لم تهتز ولم تعترف بخطئها بالرغم من تأكيدها أن كل الأحاديث عن دولة الخلافة كانت هشه وأنهم صدموا من الواقع المغاير للصورة التى كانوا يعتقدونها، إلا أن خيالها المريض المشبع بالتطرف الفكرى يأبى فى تكبر أن يعترف بحقيقة تصرفها الكارثى الذى أدى إلى مقتل نجلها، وفراقها لبقية أبنائها دون أن تعلم عنهم شيًئا لأكثر من ثلاث سنوات. الأمر نفسه لم يختلف مع باقى المصريات الذين تحدثنا معهم «رباب» و»عائشة» وغيرهم، تركوا عائلاتهم وسافروا إلى سوريا عن طريق تركيا، أملا فى تطبيق دولة الخلافة المزعومة، فكانت النهاية بالنسبة لهم، قتل أزواجهم وتشردهم فى معسكر»الهول» بشمال شرق سوريا. إليكم الحوار... ■ سيدة سميحة كنت بمصر معلمة تخرج أجيال فكيف تحولت فجأة إلى الفكر الداعشى أم أن زوجك أجبرك على السفر معه؟ - أنا امرأة متعلمة وحصلت على ليسانس آداب لغة عربية وقبل سفرى من مصر كنت قد وصلت إلى مديرة مدرسة بدرجة وكيل وزارة، ومكثت فى مهنة التعليم ما يقرب من 27 عامًا، ولأننى وصلت إلى هذه الدرجة العليمة فبالتأكيد زوجى لن يجبرنى على شيء وإنما أنا لديّ فكرى الخاص، خاصة أننى كنت ملتزمة دينيًا ومنتقبة قبل أن أتزوج أصلا، وزوجى مثلى مدير مدرسة ثانوى أيضًا وقررنا معًا الانضام لداعش لأنها دولة الخلافة الإسلامية. ■ هل لديك أبناء؟ - لدى أربعة أولاد وبنت، الولد الأكبر يعيش فى مصر مع إخوته الصغار، بينما ابنى الثانى جاء معى إلى سوريا وقُتل منذ سنتين. ■ كيف جاءتكم فكرة السفر إلى سوريا؟ - أنا وزوجى لدينا رؤية وعالمين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخلافة الرشيدة والذى تنبأ فيه بأنه سيكون هناك خلافة رشيدة تأتى فى نهاية الزمان، وفقًا للمراحل السياسية التى قالها الرسول فى حديثه، فكانت البداية مع الخلافة الرشيدة لصحابة رسول الله والتى انتهت بتنازل سيدنا الحسن عن الحكم، ومن بعدها ملك عاض بدأت بالدولة الأموية، والتى كانت يقام فيها شرع الله وأحكامه وأوامره ولكن الشيء الوحيد الذى عليه خلاف هو الحكم التوريثى وليس بالشورى، وفى نهاية حديث الرسول يقول سيكون فيكم خلافة على منهاج النبوة، وهى التحضير العالمى القادم شاء العالم أم أبى، وللأسف ناس كتير من المسلمين مش عارفين دينهم وأمريكا وإسرائيل يعلمون ذلك جديًا أكثر منا. ■ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم موجودة منذ أكثر من 1400 عام، فلماذا فجأة أخذتم القرار فى هذا التوقيت تحديدًا؟ - هذا الوقت أعلنت فيه دولة الخلافة على منهاج النبوة بالعراق وسوريا على الخليفة أبو بكر البغدادي، فدعينا الله وقولنا اللهم أن كانت هذه هى الخلافة التى ذكرها نبيك فأكتب لنا الهجرة وقد كانت، وقرار سفرنا إلى سوريا لم يكن فجأة فأكثر من 100 دولة ترفع راية الإسلام فالعراق مكتوب على علمها»الله أكبر» والسعودية مكتوب «لا إله إلا الله» والجيش السورى الحر رفع راية «لا إله إلا الله» وحب الله أيضًا يرفع راية التوحيد، ولكن فى وسط هذا خرجت الدولة الإسلامية ترفع راية التوحيد وتقول أنها ستطبق شرع الله، فوجدنا فجأة أن الأحاديث التى نحلم بها تحققت الآن، لذلك سارعنا للانضمام إلى دولة الخلافة وهاجرنا إليها. ■ السعودية ترفع راية «لا إله إلا الله» منذ قرن من الزمان لماذا لم تسافرى إليها بدلًا من داعش؟ - السعودية لا تطبق شرع الله ولا أى دولة من الذين ذكرتهم ويرفعون راية التوحيد يطبقون الخلافة الإسلامية على منهج النبوة. ■ وأنت كمعلمة صدقتى أن الدول كلها لا تطبق شرع الله ولكن داعش ستطبقها؟ نعم، لأن هناك حديثًا للرسول صلى الله عليه وسلم يقول «ستكونون جنود مجندة جند فى الشام وجند فى العراق وجند فى اليمن» وهو ما يتحقق الآن، كما أن الرسول قال أيضًا» إذا استحل الحرم أهله فلا تسألن على هلاك العرب» وحدثت حادثة حصار الكعبة وسفك الدماء بها عام 1979، وهذه المؤشرات تؤكد صدق دولة الخلافة. ■ القرامطة فى القرن الثالث من الهجرة، احتلوا الكعبة وقتلوا من فيها وسرقوا الحجر الأسود كما أنه لم تؤد شعائر الحج فى هذا العام، ولم يكن مر على وفاة الرسول فترة طويلة.. فلماذا لم يتم احتسابها من علامات الساعة مثل تنبؤك بحادثة 1979؟ - الرسول قال لا تسألن عن هلكة العرب وكل حادثة اقتحام للكعبة كانت العرب يواجهون الهلاك والدمار، وفى حادثة 79 استعان أهل الحرم بالفرنسيين وكانوا يدبرون الخطط والحكاية جابتها قناة الجزيرة فيلم وثائقي، إذا فعندما يكون العسكرى «مكي» وهو اللى يعمل البهدلة التى حدثت فى أحداث «جهيمان»، فنعلم أن هذا تحقيق نبوءة الرسول وتلتها هلكة العرب وهى الحروب بينهم أبرزها ما حدث بين العراق وإيران. ■ عندما أخذت فكرة السفر إلى سوريا هل تناقشت فيها مع أبنائك؟ - أولادى صغار ولم أتناقش معهم فيها، ولكن أبنى الكبير»أحمد» ظل فى مصر مع إخوته الصغار ولم يأت معنا، وأتى معنا فقط ابنى الثانى وتحدثت عنه سابقًا وقولت أنه قتل منذ سنتين، وزوجى سجن وأنا بهذا المعسكر منذ عام، وأبنائى لا يعلمون أننا فى سوريا، فجميع من فى مصر يعلمون أننا نعيش بتركيا، ولم أتواصل معهم منذ سفرى إلى الدولة الإسلامية. ■ هل انضممت فترة وجودك فى مصر إلى الإخوان أو السلفيين؟ - لم أنضم إلى أى جماعة دينية وزوجى لم يكن إخوانيًا أو سلفيًا ولم نتعصم بميدان رابعة، وأرتدى النقاب قبل أن أعلم أن هناك جماعة تسمى الإخوان المسلمين، كما أننى ضد فكرهم وفكرة التقسيم إلى جماعات مثل جاء فى القرآن « إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم فى شيء»، ولكن كان دائما يتم عمل تقارير أمنية عنى لأننى أرتدى النقاب ويقال عنى أننى أتبع رابعة والإخوان، وعندما كنت من عملى إلى المنزل، كانوا يستدعوننى ويقولون أننى أسلط الطلاب والمدرسين، وكثرة المضايقات الأمنية جعلتنى آخذا أبنى وزوجى ونسافر إلى سوريا. ■ إذا فأنت تقولين أن الاتهامات والملاحقات الأمنية كانت سبب دفعك للسفر إلى سوريا؟ - نعم، ولكنى اتهمت بتهم أكبر وهو الانضمام لداعش، فتحولت من إخوان مسلمين أو رابعة ومن الملاحقات الأمنية فى مصر إلى متهمة بالإرهاب فى العالم كله. ■ ولكن مع الأفكار التى طرحتيها مسبقًا، فالدولة لا تتهمك بشيء وما تقوم به من استدعائك على فترات فهو إجراء احترازى لأن كل أب وأم تعلمى أبنائهم يخشون أن تبثى فى عقول أبنائهم هذا الفكر؟ - أجابت بلهجة حادة: أكره أن تتهمنى بهذا الاتهام فأنا أدرس للأبناء ما جاء بالكتب وما وضعته الوزارة ويأتى فى الامتحانات ولا أتناقش معهم فى أفكارى وآرائي، فأفكارى أحتفظ بها لنفسى ولأسرتى فأنا لست معلمة بمدرسة أزهرية حتى أدرس للأبناء الدين وأخرب عقولهم مثلما تتهموني، ولكنى فى مدرسة عام والمناهج تضعها الوزارة كما أن مادة الدين لا تحسب على المجموع وليس لها مدرس خاص وإنما يدرسها مدرس اللغة العربية، وكل الأحاديث التى ذكرتها لك لا تحويها كتب المدرسة. ■ ولكن هذه الأفكار التى طرحتيها وعلميتها لأبنائك كان مصيرها أنك قتلتى أبنك بها؟ - أبنى لم يكن مسحوبًا وهو ليس «بهيمة» فهو له عقل وفكر ناضج الله أكبر عليه، فلدينا رؤية وفكر وسيرنا فى طرق هذا الفكر ثلاثتنا، فلا تتهمنى أننى أضعتُ ابنى ولكن عندما أكون معلمة بالتربية والتعليم ويأخذنى أمن الدولة وأنا أرتدى نقابًا ويعلم ما أنا عليه من دين ويقول لى «اللى زيك أنا جايبها من شقة دعارة» فهل هذا مقبول ولكن فكرى تتهمونه بالتشدد. ■ مصر بها الكثير من المنتقبات.. فلماذا أنتِ تحديدًا يوقفك أمن الدولة دون غيرك؟ - أعلم أن مصر بها الكثير من المنتقبات ولا أقول أنه عجبه ولكن أمن الدولة يعلم أننى متدينة ويعلم أفكارى الدينية وأننى معلمة مدرسة ثانوي، فيستدعونى بحجة الخوف على أننى أخرب عقل التلاميذ أو أنقل أفكارى إليهم. ■ دعينا ننتقل لنقطة أخرى.. وحدثينى لماذا لم تمكثى بتركيا وتعيشى هناك بدلًا من سوريا؟ - عشنا بتركيا قرابة العامين فى اسطنبول، وقررنا بعدها السفر إلى سوريا، وعندما دخلنا إلى الدولة الإسلامية لم يكن أحد يعلم ولم يستوقفنى أحد وجواز سفرى ظل معى حتى قمت بحرقه قبل أن أدخل على «باغوز»، أما قرار العيش فى سوريا بدل تركيا فكان حبًا لهذه البلد فكنت دائما أتمنى أنا وزوجى نسافر إلى حلب بلاد الشام، أعلم أنكم متعجبين وتقولون « كيف تركت مصر أم الدنيا وسافرت إلى بلاد الشام تحت القصف». ■ وكيف انتقلتِ من تركيا إلى سوريا؟ - كان عن طريق الترتيب مع شاب سورى وهو صديق أبنى يعيش مع أسرته فى تركيا فى «غازى عنتاب»، فأنتقلنا من أسطنبول إلى غازى عنتاب بالطائرة ثم أخذنا ميكروباص من غازى عنتاب إلى «الباب» بسوريا ومكثنا بها ثلاثة أيام عند سورى آخر يوجد بينه وبين صديق أبنى درجة قرابة، ثم أجرنا منزل وعشنا به. ■ وما كان دورك فى تنظيم الدولة؟ - عندما وصلت قلت أنها هى دولة الخلافة فعشت فى حالى أؤدى صلاتى وصيامى وشعائرى الدنيا وأعيش بمنزلى ولم أكن أخبر أحد بمنزلى فقد جئنا إلى أرض الخلافة التى تطبق شرع الله ونعيش فيها طبيعي، ولكن بعد فترة زمنية جاءنى بعض الأخوات طلبوا منى أن أعمل تقرير أو تخطيط عن الشكل الذى تكون عليه الهيئات التعليمية فقمت بإعداد هذا وقدمته لهم، وطلبوا منى أن أعمل معهم فأجبتهم أننى غير قادرة على التدريس فأصروا ثم وافقت على وظيفة مشرفة معلمات، ولم يكن يعجبنى الحال كثيرًا هناك. ■ ما الأمور التى رأيتيها ولم تعجبك؟ - الأول مواعيد العمل، فعندنا فى مصر كنا نبدأ من الساعة السابعة صباحًا حتى الواحدة والنصف ظهرًا، ولكن الأمور لديهم مختلفة، والأمر الثانى هو أنه لا توجد مدرسات وقد استعانوا بفتيات بعضهن 18 أو 19 أو 20 عامًا، ولسن مؤهلات للتدريس، وكانوا يحصلون على راتب 100 دولار فى الشهر وأنا كنت أحصل على راتب 20 ألف سوري، وراتبهم وهم مدرسات وغير مؤهلين أقل كثيرًا من راتبى وأنا مديرة ومشرفة، كما أنه لم تتعلم الطالبات أى شيء ولا حتى الفاتحة، فاعترضت على هذا الأمر. والأمر الثالث الذى اعترضتُ عليه هو فكرة استتابة المدرسات فالمعلمة الأصلية لابد أن تعمل استتابة أولا قبل العمل لأنهم كانوا يتبعون حزب البعث، واعترضت على هذه النقطة لأن مفهوم الاستتابة معروف للجميع وهذا أمر غير مقبول أن يتم تطبيقه على هؤلاء الفتيات. ■ وما الذى فعلوه معك بعد إبداء اعتراضك؟ - قالوا أن الأخت لا تطيع وتركتهم ولكنهم رقونى فبدلًا من وظيفتى كمشرفة على المعلمات فى «المنبش» جعلونى مشرفة على المعلمات فى حلب، ولكنى لم أقبل مطلقًا لأنه لا يوجد منهج يدرس وأن الأموال الكبيرة التى يعطونها للمعلمات هى من أموال الغزوات والغنائم وهى من دم أبنائنا من دم ابنى وكل المجاهدين. ■ وضعتى صورة خيالة عن دولة الخلافة فى ذهنك ولكنك اصطدمت بالواقع فلماذا لم تتراجعى وأنتِ فى بداية الطريق؟ - علمت وقتها أن دولة الخلافة لم يحن وقتها الآن ولم تتواجد حتى الآن، وهذا حتى لا أبين لك أننى لم اتراجع عن هدفى وعن ما كنت أفكر به قبل مجيء إلى سوريا وهو العيش فى شرع الله، ففعلت ما أمرنا به الرسول» وهو أن نمسك علينا لساننا ونبقى فى منازلنا فأغلقت عليّ بابى وبقيت بمنزلي. ■ إذا كنت قد بقيت فى منزلك وسكت مثلما قولت.. فكيف إذا قتل أبنك؟ - ابنى قتل فى القصف لقوات التحالف وبشار، فكانت هذه القوات بدأت بشن هجمات وضربات جوية وصواريخ على منطقة «المنبش» وقتل ابنى فى أحدي هذه الغارات، ثم بعدها تم الاستيلاء على المكان وسجن زوجى وجاءوا بى إلى هنا معسكر «الهول» وهو سجن أيضًا للنساء والأطفال ولكن سجن مفتوح. قال رسول الله «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول» وأنتِ ضيعتى ابنك، فهل هذا كان هو هدفك؟ لم أضع ابنى هو كبير وكان له رأى وعقل، والمقصود بالحديث من يعول يعنى ينفق على الشخص ويعوله، وابنى كان يعولنى ليس انا من أعوله، ولن أسمح لك أن تتهمنى انى متشددة وأننى قتلت أبني. ■ ولكنك اكتشفت أن داعش نصابين ولم يطبقوا ما دعوا له وأصريت على الاستمرار معهم؟ - أبوبكر البغدادى بريء مما حدث وهو ليس
نصابا ولكن البطانة التى وراءه هى السبب فى ما آلت الأمور له، عندما كان هناك عدل فى أول أيام سفرنا إلى سوريا عشنا أفضل أيام. ■ جاء بالنص القرآني» رضيت لكم الإسلام دينًا».. فلماذا لم ترض بذلك وتعيشى تطبقى دينك فى بيتك وسط أولادك؟ - لا أحب الإسلام الأمريكى هذا صلى وصوم ولكن لا تبحث عن دولة الخلافة وألغى الجهاد والحروب. - لا يوجد ما يسمى بإسلام أمريكى أو إسلام متعدد فالإسلام واحد والجهاد ليس محكومًا لأحد وإنما يقره ولى الأمر، «وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا» هذا هو الإسلام الذى نعرفه؟ - أنتم تريدون الجهاد فى موضعه ولكن الجهاد فرض والإسلام الأمريكى يقول لنا صلوا وصوموا ولا تقوموا بالفروض الواجبة مثل الجهاد فى سبيل الله ومُحاربة أعداء الله، فأمريكا تحاربنا باستمرار فلماذا لا نحاربها نحن ونقيم دولة الخلافة على منهج النبوة ونطبق شرع الله. ■ قلت سابقًا أن الخلافة العثمانية تعجبك.. فما الذى يعجبك فيها وهم كانوا يزينون قصورهم برءوس القتلى؟ - الخلافة العثمانية هى خلافة إسلامية وأعطت للدين الكثير وليس كما تدعون فى كتب التاريخ بأنها فرضت عزلة على العالم الإسلامي. ■ إذا كنت مخطئا فى حديثى وأن ما تعتقدينه صح.. فما الذى حققتيه وما الذى كسبتيه من هذه الراحلة؟ - أجابت بعد فترة سكوت وبكاء: أنا موجودة هنا الآن لأننا دواعش زوجى فى سجن وأنا فى سجن آخر هنا فى المعسكر أو سجن مغلق لن يختلف الأمر كثيرًا، لست من سوريا أو العراق ولكننى أتيت من مصر عبر تركيا، لذلك فإن التهمة لن تتركنى وهى أننى أتيت لأجاهد فى سبيل الله، وأعلم أن هذا الفعل يعد مخالفة فى قانونكم. ■ هل ندمت وترغبى فى العودة مرة أخرى إلى مصر؟ - لا أريد العودة إلى مصر مرة أخرى وإذا كنت أرغب فى الرجوع لها ما كنت تركتها من البداية، إذا كنت تستطيع إخراجى من هنا فإذا أرسلنى إلى حلب أو مكة إذا كنت ترغب فى أن تعاملنى معاملة إنسانية واعتبر أن ابنى قتل فى «غزة»، أو أتركنى فى هذا المعسكر. ■ الأمر ليس بهذه السهولة لأن أبنك لم يقتل فى غزة وهو يحرر الأقصى وإنما قتل فى سوريا مع داعش؟ - إذا فاجعلنى كما أنا وأتركنى وشأني، ما الذى تريده مني؟ لا تعتقد أننى أظن أنك حزين على أبنى أو أننى سأحاسب عنه أمام الله ولكنى أعلم أنك تقوم بذلك لأنك لا ترغب فى أن يقوم أى شخص بفعل ما قمت به. خلال حديثى معك جاء إلى ذهنى الآية القرآنية» قل هل ننبأكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا»معاذ الله أن نكون من هؤلاء اللهم أهدنا ويتقبل منا، وحسبنا الله ونعم الوكيل. خلال الحوار تدخل فى الحديث مجموعة من النساء المصريات، كن قد رفضن التحدث فى بداية الأمر ولكنهن، تدخلن فى النهاية وعلمت أسماء اثنين منهن وهن «رباب» وعائشة»، وقالت أحداهما: كلنا مصريين وجئنا إلى سوريا عن طريق تركيا فكل من يأتى للهجرة إلى الدولة الإسلامية يأتى عن طريق تركيا، أول مرة أسافر ولا أعرف أى بلاد أخرى، أعيش مع أولادى فقط، لأن زوجى قُتل.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.