مع أول لحظة تطأ قدماك أرض مدينة الشهداء بالمنوفية تشعر وأن الزمن قد توقف وعاد من جديد الي الوراء من حيث شكل الشوارع وتنظيمها وكذلك هيئة المباني والبيوت التي بها فتشعر من فرط عشوائية الطرق بها أن المدينة بأكملها عبارة عن موقف سيارات كبير واذا تجولت داخل المدينة ربما تختلط عليك الامور وتعتقد أنك في قرية عتيقة في صعيد مصر بيوت بالطين وشوارع متعرجة حيوانات الزراعة توجد بكثرة في تلك الشوارع وأكثر ما ساعد علي عشوائية مدينة الشهداء أنها من أول مدن المحافظة التي تعرف وسيلة النقل التوك توك ". مدينة الشهداء التي تقع شرق محافظة المنوفية علي الحدود مع محافظة البحيرة وتبعد نحو 12 كيلو مترًا عن مدينة شبين الكوم ويقطنها نحو 51 ألف نسمة للمدينة ونحو ربع مليون مواطن بكامل المركز طبقا للاحصائيات ويرجع تسميتها بهذا الاسم إلي عصر الفتح الإسلامي حيث استشهد علي أرضها عدد من القادة والجنود العرب عند فتح المسلمين لمصر لتحريرها من الحكم الروماني وبعد الفتح الاسلامي لمصر سميت بهذا الاسم وأقيم أكثر من 500 مقام وضريح بالمدينة وقراها ويعد ضريح " محمد شبل بن الفضل بن العباس" (والعباس هو عم الرسول عليه الصلاة والسلام، والملقب بشبل الأسود وبجواره ضريح أخواته السبع والموجود بمسجد سيدي شبل بقلب المدينة التي تشكلت من ثلاث قري وهي "سرسنا _ ميت شهالة _ الشهداء". ولعل مظاهر الاهمال تتجسد في منطقتين أولهما "تلال سرسنا" والتي تعد أثرا تاريخيا مهما وتم استخراج أسلحة حربية وأوان اسلامية والكشف عنه أعمدة رومانية وهو تحت مسئولية هيئة الآثار وبعد أستخراج عدد كبير من القطع الاثرية ونقلها الي مخازن الهيئة تحول المكان الأثري كمرعي للماعز ومقلب قمامة ووكر للمدمنين والخارجين عن القانون والمصيبة الأكبر أن " تلال سرسنا " تقع أمام مبني المجلس المحلي ومجلس مدينة الشهداء والواقعه الثانية عندما تقدم عدد من اهالي مدينة الشهداء رواد اشهر مساجد المنوفية " مسجد سيدي شبل " ببلاغ للمحامي العام وعدد من الشكاوي لكل من المستشار اشرف هلال محافظ المنوفية وكذلك وزارة الأوقاف والآثار للتحقيق في عمليات اهدار المال العام باقامة حمامات ومصلي للسيدات مكان الاضرحة الملحقة بالمسجد وكذلك كون المباني تتسبب في اعاقة توسعة المسجد بمساحة 600 متر مربع ليكون اجمالي صحن المسجد نحو 1600 م2 . وفي سياق متصل تقدم الشيخ سليمان محمود غانم إمام المسجد ببلاغ لمديرية الأوقاف بالمنوفية يفيد بتساقط أجزاء من سقف المسجد بجوار الضريح بسبب تأكل الحديد بالسقف بما يهدد سلامة رواد المسجد من المصلين وزوار الاضرحة وأكد الشيخ سليمان أن الأوقاف انتدبت مهندسًا لعمل معاينة الذي اكد ان الاجزاء المتساقطة بفعل البرومة " واقترح أن يتم اخلاء مكان الجزء المتهالك فقط دون عمل اي ترميمات لسقف المسجد. واضاف الشيخ سليمان أن المسجد يعد من أهم الآثار الإسلامية بمحافظة المنوفية حيث قام مجلس إدارة المسجد بمناشدة المجلس الأعلي للآثار بالعمل علي توسعة المسجد وترميمه حتي تم اسناد عملية مصلي السيدات فيما شابت عملية البناء العديد من المخالفات التي تعد اهدارا للمال العام منها قيام المقاول بمخالفة الرسم الهندسي المعتمد بما يعوق ضم نحو 600 م2 الي مساحة صحن المسجد وقيامه بعمل دورات مياه بالمخالفة للرسوم مكان عدد من الاضرحة الملحقة بالمسجد بما يشكل ضررا للنسق المعماري للمسجد وجاء تقرير اللجنة من ادارة تنفيذ المشروعات بالأوقاف بخصوص الدورات في حين الدورات القديمة كانت كافية وتم تجديدها أكثر من مرة. وطالب إمام المسجد في بلاغه بالزام المقاول بإزالة ما تم من مبان بالمخالفة للرسوم الهندسية علي نفقته الخاصة وتشكيل لجنة من كلية الهندسة جامعة المنوفية لدراسة عمليات التوسعة علي أرض الواقع وايداع تقرير لتصورها لعمليات التوسعة بما يتناسب مع النسق والشكل المعماري. وتذكر الكتب التاريخية أن أمير الجيوش محمد بن الفضل بن العباس قد حقق انتصارات علي الجيوش الرومانية في الفتح الاسلامي لمصر الي أن وصل الي المنوفية في منطقة "سرسنا" وكانت هناك قلعة حصينة للرومان دارت بها معركة ضارية مازالت آثار المعركة باقية حتي الآن واستمر قائد الجيوش في انتصاراته الي أن عاد الي سرسنا مرة أخري ووجد الرومان في انتظاره وبعد معارك ضارية وانتصارات للمسلمين غافله أحد الرومان وطعنه من الخلف ولقي حتفه في منطقة سرسنا فتم دفنه في موضع استشهاده وتم بناء ضريح ومن بعده المسجد.