شوارع ضيقة ومبان عتيقة وطرق غير آدمية والكهرباء «ضيف خفيف»! النصب التذكاري لشهداء منوف في حرب أكتوبر مع أول لحظة تطأ قدماك فيها أرض مدينة منوف بمحافظة المنوفية تشعر بأن الزمن عاد إلي الوراء من حيث شكل الشوارع وتنظيمها وكذلك هيئة المباني والبيوت فتشعر من فرط عشوائية الطرق بأن المدينة بأكملها عبارة عن موقف وسوق عشوائية كبيرة. تعتبر مدينة منوف التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة من أقدم المدن المصرية، إذ يرجع تاريخ إنشائها إلي نحو خمسة آلاف عام، وسميت محافظة المنوفية بهذا الاسم نسبة إلي مدينة منوف التي كانت عاصمة لها حتي أواخر القرن التاسع عشر. ورد ذكر منوف في العديد من المؤلفات التاريخية القديمة باسم «بير نوب» أي بيت الذهب حيث كان بها عدة مناجم للذهب، ثم أصبح اسمها القبطي «بانوفيس» وبعد الفتح الإسلامي لمصر قلبت الباء ميماً في اللغة العربية فأصبحت «مانوفيس» وبمرور الوقت أصبحت تنطق بالعامية «منوف» وظلت منوف عاصمة لإقليم المنوفية والغربية منذ الفتح الإسلامي وحتي 1826 عندما نقل محمد علي عاصمة المديرية من منوف إلي مدينة شبين الكوم لتوسط موقعها بين أنحاء المديرية. يمكنك فوراً استنتاج المعاناة التي تعيشها المدينة من حالة الشوارع المتردية بسبب أعمال الحفر المتكررة لتوصيل مرفق الغاز الطبيعي الذي خلف وراءه شوارع متهاكلة بسبب عدم إعادة رصف الشوارع، هذا طبعاً بالإضافة إلي أعمال الحفر المعتادة لإصلاح خطوط المياه والصرف الصحي. وعلي نفس النحو تجد مواطني منوف يصرخون من الانقطاع المتكرر للكهرباء والسبب أن هناك أحمالاً زائدة وأوامر من قبل الوزارة بتخفيف الأحمال ويتسبب ذلك في تلف العديد من الأجهزة الكهربائية التي يستقطع الأهالي من قوت يومهم لشرائها، والأغرب أن الانقطاع يزيد بشكل غريب في فترات الامتحانات. منوف بلد ولادة أخرجت العديد من العلماء والمفكرين والسياسيين ومنهم الشيخ العلامة حسن أيوب وصبري باشا أبو علم وزير العدل الأسبق وكذلك مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الحالي الذي حصل علي الشهادة الإعدادية من داخل مدرسة المساعي المشكورة بالمدينة قبل أن ينتقل إلي القاهرة ليكمل دراسته الجامعية. وسياسياً تعد منوف نموذجاً مصغراً لما يحدث في مصر حيث يمثل المدينة في البرلمان نائب إخواني علي مقعد العمال بجانب النائب أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة وأمين تنظيم الحزب الوطني، حيث تعد منوف معقلاً مشتركاً للوطني والإخوان.