«السلطان الحكيم « أو «السلطان الهادئ» ألقاب اقترنت بالسلطان قابوس بن سعيد، الذى رحل عن عالمنا بالأمس، بعد مسيرة امتدت ل50 عامًا فى حكم سلطنة عُمان. وتوفى السلطان قابوس بن سعيد، مساء الجمعة، عن عمر ناهز 79 عامًا، قاد خلالها البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة. وتأتى وفاة السلطان قابوس بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاما منذ أن تقلد زمام الحكم فى 23 من شهر يوليو عام 1970، وبعد مسيرة حافلة بالعطاء شملت عُمان وأسفرت عن سياسة متزنة، بحسب بيان ديوان البلاط السلطاني. ولد السلطان قابوس فى صلالة بمحافظة ظفار فى 18 نوفمبر عام 1940، وكان الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد، وتخرج في أكاديمية ساندهرست العسكرية البريطانية برتبة ملازم ثان. تولى السلطان قابوس الحكم خلفًا لوالده فى 23 يوليو عام 1970، وتقلد السلطان بحكم دستور البلاد أغلب المناصب فى عُمان فقد كان رئيسًا للوزراء والقائد الأعلى للقوات المسلحة، كما احتفظ بحقيبة الدفاع والمالية ومنصب محافظ البنك المركزي. اهتم السلطان قابوس منذ توليه الحكم فى البلاد بتنفيذ مشاريع تنموية عديدة لرفع مستوى معيشة المواطن العماني، حيث ركز على إنشاء المدارس والمستشفيات وغيرها من المرافق الضرورية. وأنشأ أول دار للأوبرا فى منطقة الخليج العربى وتعرف اليوم بدار الأوبرا السلطانية العمانية فى مسقط، إضافة إلى إنشاء موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية ودعم مشروعات تحفيظ القرآن الكريم سواء فى السلطنة أو عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى جائزة السلطان قابوس لصون البيئة التى تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونيسكو. حصل السلطان قابوس على عدد من الجوائز أبرزها جائزة السلام الدولية وجائزة جواهر لآل نهرو للتفاهم الدولى وقلادة ترتيب إيزابيلا الكاثوليكية وفارس الصليب الأكبر من وسام القديس مايكل والقديس جورج وغيرها من الجوائز. سياسيًا، كان السلطان قابوس بن سعيد من مؤسسى مجلس التعاون الخليجى عام 1981، كما أن عُمان احتفظت بعلاقات جيدة مع كل الدول العربية ، وانتهجت سياسة «صديق الجميع» للتركيز على العلاقات التجارية مع كافة الدول.