توفي السلطان العماني قابوس بن سعيد عن عمر ناهز 80 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، نقلا عن التليفزيون الرسمي للسلطنة ووكالة الأنباء العمانية، بعد فترة حكم استمرت 50 عامًا للسلطنة، لتنتهي مسيرته في الحكم التي امتدت لنصف قرن، عمل خلالها على النهوض بالسلطنة. في عام 1940، ولد السلطان قابوس في صلالة بمحافظة "ظفار"، والذي كان الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد، وتخرج "قابوس" في أكاديمية ساندهرست العسكرية البريطانية برتبة ملازم ثان، حيث أمضى فيها عامين وهي المدة المقررة للتدريب درس خلالها العلوم العسكرية، ثم انضم إلى إحدى الكتائب العاملة في ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة ستة أشهر مارس خلالها العمل العسكري. تولى السلطان قابوس الحكم خلفا لوالده في 23 يوليو عام 1970، وبجانب رئاسته للبلاد تولى عددا من الحقائب الوزارية بحكم الدستور، فكان رئيسا للوزراء والقائد الأعلى للقوات المسلحة، كما احتفظ بحقيبة الدفاع والمالية ومنصب محافظ البنك المركزي. تزوج السلطان قابوس من السيدة نوال بنت طارق، خلال عام 1976، ولم يُكتب لهذه الزيجة الاستمرار، حيث انفصلا عن بعضهما البعض عام 1979، ولم تسفر عن أي أطفال ولم يكن له ذرية من بعده. قطاعات متعددة عمل "قابوس"، على تطويرها وتحسينها منذ أن توليه الحكم، من بينها التعليم والصحة، وركز على رفع مستوى معيشة المواطن، كذلك دأب على تحديث هياكل الحكم تدريجياً بإقامة مجلس استشاري سنة 1981 تم استبداله بمجلس الشورى سنة 1990 ومن ثم مجلس الدولة سنة 1997، لكن السلطان لا يزال يتخذ كل القرارات المهمة بنفسه. نال السلطان العماني الراحل عددا من الجوائز والأوسمة، أبرزها جائزة السلام الدولية، وجائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي، وقلادة ترتيب إيزابيلا الكاثوليكية، وفارس الصليب الأكبر من وسام القديس مايكل والقديس جورج وغيرها من الجوائز، وقلادة النيل. ويعد "قابوس"، أحد مؤسسي مجلس التعاون الخليجي، وآخر الرحلين من مؤسسي هذا المجلس، الذي وافق على إنشاء مجلس التعاون الخليجي بعدما اقترحها أمير دولة الكويت الشيخ الجابر الأحمد الصباح، رحمه الله، في عام 1981، والتي كانت بهدف تحقيق التنسيق الكامل والترابط بين الدول الخليج. اتبع "قابوس"، طوال فترة حكمه سياسة الحياد، والابتعاد عن الصراعات، وظهرت جليا في الأزمة الخليجية عن طريقة الوساطة بين قطر والرباعي العربي، كذلك ولعبت عمان دوراً في الاتفاق النووي بين إيران والغرب، الذي وقع عام 2015، حيث استضافت محادثات بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين العام 2012 أدت إلى البدء بمفاوضات الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب لاحقا.