إبراهيم نصر فنان من طراز خاص شخصيته قد تكون بسيطة ومعقدة فى آن واحد.. يتمتع بدرجة عالية من خفة الدم والظل والذكاء وجدعنة ولاد البلد.. عند محاورته تجد نفسك أمام مثقف وقارئ جيد لديه العديد من الخبرات والثقافات المختلفة.. أبدع فى تقديم برامج الكوميديا ونجح نجاحا ساحقا لسنوات عديدة من خلال «الكاميرا الخفية» وظل برنامجه معلقا فى الأذهان حتى هذه اللحظة إبراهيم نصر اكد فى حواره التالى انه عندما يشاهد «برامج المقالب» يشعر بالملل وأحيانا «بالقرف» على حد وصفه وأحيانا بالاستياء مشيرا الى أن المشاهد المصرى يحتاج ما يضحكه ويسعده ويدخل فى قلبه السعادة.. فلا يقدم له ما يرعبه أو يجعله مشمئزا.. فالهدف منها إسعاد الناس عن تفاصيل واعمال وشخصيات تحدث نصر خلال هذا الحوار..
■ فى البداية ما سر غيابك خلال الفترة الماضية؟ - هناك الكثير من الأعمال عرضت عليِ وعندما كنت أقرأ النص أجد نفسى لا أشعر به ولا يدخل قلبى فمثلا مخرج بقيمة «شريف عرفة» عندما عرض عليِ فيلم «اكس لارج» قال لى هذا الدور بتاعك ولا يستطيع أحد غيرك تقديمه فوقعت دون أن أقرأ النص؛ فأنا لا أوقع على العمل إلا إذا وقعت فى غرامه. ■ بم تفسر حب الناس ل«الكاميرا الخفية» حتى وقتنا هذا؟ - «الإخلاص» فى العمل وراء كل نجاح فى الدنيا والنجاح لا يأتى به فإذا أخلصت فى عمل شيء ما لابد أن تحصد نجاحه ■ هل هناك عمل محدد صنع نجوميتك مع الجمهور؟ - كل الأعمال التى قدمتها حتى لو قلت فيها جملتين أو اخر قلت فيه «السلام عليكو « وصولا للبطولة كل هذا لو تجمع فى شيء واحد سيكون الناتج هو «إبراهيم نصر» والناس حبيته من خلال كل هذا ■ وما الشخصية التى تمنيت ان تقدمها ولم يسعفك الحظ حتى الآن؟ - هناك عمل عالمى اسمه «الإمبراطور جونز» هو تأليف «يوچين أونيل» وهو إمبراطور يوهم شعبه أنه الوحيد الذى يمتلك «الخرطوشة الفضية» فهذه الخرطوشة هى التى تقتله هو فقط ولا أحد من الرعية يستطيع قتله فأصبح الرعية كلها تخشاه لأن لا أحد يستطيع أن يقتله وفجأة حدثت ثورة ضده وكل الشعب تحدى أن يتركوا له البلد جميعا دون أن يبقى أحد وحدث ذلك وعندما استيقظ الإمبراطور من نومه ونادى على الخدم والحشم لم يجد أحدا وفى النهاية قتل والرسالة المقصودة من هذا العمل «إنك لا تستطيع أن توهم البشر طوال الوقت ولكن قد تستطيع إيهامه بعض الوقت!!». ■ كيف ترى برامج المقالب الموجودة على الساحة؟ - ما أعرفه إنه من يجيد شيء يتفضل يعمله ولكن عندما لا يجيد هذا الشيء ويصر على تقديمه فهذا شىء «سخيف» لأن الموضوع ليس «فتحة صدر» وليس خناقة ■ هل هناك معايير فنية معينة يجب أن تتوافر فى برامج المقالب الناجحة من وجهة نظرك؟ - المعايير من وجهة نظرى أن تحافظوا على الجماهير ولا تقتلوا أحساسهم وأن تجعلوهم فى حالة « خبل « ■ وما رأيك فى برنامج رامز جلال؟ - أنا لم أره سوى مرة واحدة فقط عند مشهد الطائرة والناس كانت مصابة «بغثيان» فشعرت «بالقرف» فلغيته وحولت المحطة. ■ وماذا عن «مسرح مصر» وما رأيك فيه؟ - جيد جدا والفنان «أشرف عبد الباقي» «جدع» لأنه قدم هؤلاء الشباب وقدمهم بهذه الصورة المشرفة ويشكر وأود أن أرسل له من خلال «روزاليوسف» هذه التحية بأنه «طاقة وخلوق ومهذب ويحب الناس». ■ فى رأيك متى يعتزل الفنان؟ - لا أقول يعتزل ولكن يتوقف عندما يشعر أنه لا يستطيع أن يقدم أكثر مما قدمه، وعلى سبيل المثال بعد نجاح 17 سنة للكاميرا الخفية قرأت فى إحدى المرات مقال فيه يقال إبراهيم نصر « خرق السقف» إلى أين انت ذاهب «أسعدنى هذا المقال ولكن وقتها أطفأت الأنوار وجلست مع نفسى أفكر « هاروح فين بعد كده» !! فقد حققت النجاح الذى تمنيته وأكثر وقررت بعدها توقف الكاميرا الخفية. ■ هل يحزنك عدم تكريم الدولة لك التكريم الذى تستحقه؟ - أنا كرمت من خلال مصر وكرمت من المصريين وكرمت من تونس والعراق وسوريا ودبى وانا راضى بهذا التكريم. ■ صف لنا شعورك عندما سمعت بشائعة خبر وفاتك؟ - استقبلتها بالضحك وقولت لنفسى «إيه الناس اللى بيموتنا بدرى دول عايزين إيه مننا» وحبيت أغيظه وأقول له أن قاعد. ■ هل جاء فى ذهنك أن تعيد تقدم الكاميرا الخفية خاصة أنه لايزال فى الصدارة أو تقدم عملاً شبيه؟ - لم أفكر فى تقديم الكاميرا الخفية مرة أخرى ولكن بدأنا فى عمل اخر سوف أقدم لهم «بومبة» وهى شخصية ساخرة ناقدة ولها نظرة ثاقبة وخفيفة الظل. ■ كيف ترى المناخ الفنى اليوم؟ وماذا ي فتقد؟ - هو فى أحسن حالاته من حيث المؤلفين ومخرجين والأدوار والأجور مرتفعة وإذا كان يفتقد شىء فهو يفتقد الإخلاص أن يكون الفنان مخلصاً فى تقديم هذا الدور وأن يأخذ جنيه ويتعب قده» وهناك أعمال تقدم تجعل الناس لا تمل من تكرار مشاهدتها مثل فيلم «الممر» للمخرج شريف عرفة. ■ أسعدت وأضحكت الناس كثيرا ما الذى يضحك ويبكيك؟ - تضحكنى من أعماق قلبى ضحكة طفل ويبكينى أن أرى سيدة مسنة تبيع شيئا ما وتجلس فى الشتاء القارص وأرى أنها ترتجف وترتدى ملابس غير مناسبة وترتعش من البرد. ■ هل هناك فى أحد برامج المقالب شيئا ما أعجبك؟ - أغرب شىء وجدته أن فكرة حلقة واحدة يتعمل منها 30حلقة فكنت لا أستطيع إكمال المشاهدة ولم يعجبنى شىء إلا نادرا. ■ من أصدقائك المقربين من الوسط الفنى؟ - الفنان العبقرى النادر الراحل «أحمد زكى» كان أقرب شخص إلى قلبى فلا أحد غيره أخذ مكانته فى قلبى ولكن علاقتى طيبة بالجميع. ■ بم تنصح الجيل الجديد من الشباب؟ - أن يكون مخلصا هادفا ودءوبا ويقرأ جيدا واعيا واجتماعيا وخفيف الظل يتعامل بحب حتى يحبه الناس.