«ركوب الفتاة الصعيدية الدراجة والتنقل بأريحية داخل المدن والقرى وتمهيد الطرق للدرجات هدفى الرئيسى لتصبح مصر مثل هولندا» هكذا تقول أميرة يحيى طبيبة النساء والتوليد بمستشفى أسيوط الجامعى. الدكتورة أميرة أسست مجموعة Upper Cycller منذ ثلاث سنوات، انضم لها الأصدقاء والأهل فى البداية ثم انتشرت بشكل واسع فى المحافظة، وقامت بعدة جولات أحدها فى طريق الجيش الجبلى ارتفاعه 230 مترا ومسافته 90 كم. أميرة تعشق رياضة ركوب الدراجات منذ صغرها وعندما أهداها زوجها لها دراجة عادية كانت تستخدمها للتنقل داخل أسيوط لكن حبها وشغفها لهذه الرياضة دفعها لشراء دراجة أخف لقطع مسافات طويلة لتكون من أوائل نساء الصعيد اللاتى تكسرن القيود وتسافرن من أسيوط إلى سوهاج بالدراجة. الدراجة بالنسبة لدكتورة أميرة أسلوب حياة، فزوجها يستخدم الدراجة فى الطريق إلى عمله، كما أن ابنتيهما مريم وسارة يمارسن نفس الرياضة. مسافات طويلة قطعتها طبيبة النساء والتوليد بدراجتها التى تعتبرها صديقتها الدائمة حيث سافرت بها للقوصية ودير المحرق لتنشيط السياحة، كما ذهبت إلى أسيوط الجديدة ثم دير درنكة وقرية مسرع وقرية بنى حسين والنصرة، وكان التحدى الكبير لها هو السفر من محافظة أسيوط إلى محافظة سوهاج بالدراجة لتكون هذه هى أطول مسافة تقطعها بصحبة زوجها. طبيبة النساء والتوليد ترى أن ركوب الدراجة من أفضل الرياضات، فهى مفيدة للياقة والتخسيس وتمنح قوة بدنية وإطالة فى التنفس لأنه يعد فى الأساس تمرين مقاومة وتنفس، كما أنها علاج قوى جدًا لمرضى الضغط والسكر والسمنة، وتعد وسيلة تنقل صديقة للبيئة لكن تكمن المشكلة فى أن الطرق غير ممهدة لسير الدراجة به، وتؤكد أميرة أنه لم يعد استخدام الفتيات فى الصعيد للتنقل بالدراجات فى المدن والقرى أمر مستغرب، فبعد سفرها لسوهاج بالدراجة بدأت ترى بنات يخرجن من مدارسهن وعملهن ويركبن الدراجة وأصبحت النظرة لهؤلاء معتادة و«العين أخذت عليها». وقالت: فخورة أننى وضعت بذرة وأرى نتيجتها فيمن حولى ففكرتى نجحت وتنشتر ومستمرة أكثر وأكثر بدليل تقبل الصعيد لركوب الفتاة للدراجة والتنقل بها حتى أن رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى تبنى مشروع عجلة لكل طالب، داخل الجامعة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب وسيتم تنفيذه بداية العام الدراسى الحالى.