لم تمنعها أنوثتها من تحدى عادات وتقاليد الصعيد بل لم يمنعها عملها كطبيبة من أن تمارس رياضة ترفضها عادات مجتمعها بمحافظة أسيوط وهى ركوب الدراجات، فعلى الرغم من أن أكثر من سيدة كانت قد بدأت خلال الأعوام السابقة فى ركوب "العجل" واستبدال وسائل المواصلات المختلفة بها خاصة فى ظل الزحام المرورى إلا أن أميرة تخطت حاجز المحافظة وسافرت لأول مرة خارج المحافظة الدراجة "العجلة" وهو ما يعتبر خارق للعادة خاصة فى الصعيد. الدكتورة أميرة أحمد يحى طبيبة أمراض نساء وتوليد بمستشفى أسيوط الجامعى، متزوجة ولديها طفلتين مريم 11 عاما، وسارة 9 أعوام.
أول امرأة تتحدى المحظور وتسافر من محافظة أسيوط لمحافظة سوهاج بالدراجة كخطوه أولى قبل أن تجهز لتسافر باقى محافظات الجمهورية بالدراجة، فلم يمنعها عملها ولم يمنعها كونها سيدة من أن تكمل مشوارها الذى ترى فيه نفسها.
وقالت أميرة، إن الموضوع فى بدايته بدأ يأخذ حيزا من تفكيرها وبدأت تجربته فعليا منذ عامين ونصف، ففى البداية كان الموضوع مجرد تسلية وقامت بعد ذلك باستخدام دراجة عادية كان قد أهداها لها زوجها الرائد محمد عبد الرحمن وكنت استخدمها داخل المدينة.
وأضافت أميرة: "بعد ذلك بأربع أشهر قمت بشراء دراجة أخف لاستخدامها فى المسافات الطويلة وبالفعل قطعت أول مسافة طويلة من مدينة أسيوط لمنطقة عرب العوامر، والتى تقع على طريق الجيش بمسافة 90 كيلو تقريبا وارتفاع 230 مترا".
واستطردت: "وذهبت لهذا الطريق 3 مرات، وبعد ذلك ذهبت إلى مدينة أسيوط الجديدة بالدراجة ثم دير درنكة وقرية مسرع وقرية بنى حسين، وأخيرا كانت المغامرة الحقيقية بصحبة زوجى فى السفر من محافظة أسيوط إلى محافظة سوهاج بالدراجة لتكون هذه هى أطول مسافة".
وأكملت أميرة: "أول من شجعنى على تلك الخطوة هو زوجى وساعدنى على تكوين جروب بدأنا فيه بالأصدقاء والأهل وأبناء الأصدقاء وأصدقاء بناتى وأهلهم وكل شخص شجع الثانى على الانضمام للجروب، الدراجة ليست فقط للترفية والتسلية ولكنها تعتبر علاج قوى جدا لمرضى الضغط والسكر والسمنة بسبب قدرتها الفائقة على حرق الدهون، فوصل عدد الجروب للمشاركين فعليا معنا لأكثر من 250 شخصا من بينهم رجال وسيدات وأمهات وأطفال فبدل الانشغال بالتليفزيون أو التليفون وخاصة فى مواقع التواصل الاجتماعى أصبح هناك حافز ودافع فى ركوب الدراجات خاصة بعد أن طورنا التدريبات إلى مسابقات فى قطع المسافات الطويلة، والتدريب لأكثر وقت".
وأشارت أميرة، إلى أن الفترة الأخيرة انتشرت فيها البدانة بين الأطفال بشكل ملحوظ بسبب التطور التكنولوجى والجلوس لفترات طويلة، ولكن تشجيع الأطفال على ركوب الدراجات ودمجهم فى نشاط أسبوعى مبهج ومختلف وسط جماعة يجعل هناك حافز للطفل.
وأوضحت أميرة، أن الأمر لم يقتصر فى التدريبات على ركوب الدراجات والتدريب عليها ولكن لدينا مواهب متعددة اكتشفناها فى الجروب upper cyclers الخاص بنا، بالإضافة إلى لعب البنج بونج والمشى والجرى، كما أن رياضة ركوب الدراجات من الرياضات الممتعة.
وقالت أميرة، إن أكثر ما أسعدها فى التجربة هو انجذاب عدد كبير من السيدات والأمهات للتجربة وتنفيذها والدوام على التدريبات بانتظام، ومنهن من تعمل طبيبة ومهندسة وصيدلانية وكيميائية ووظائف مختلفة فى أكثر من مجال إلا أن ذلك لم يمنعهن من خوض التجربة والاستمتاع بها وتعميمها وهدفنا الفترة القادمة هو السفر لأكثر من محافظة بالدراجة، وخلال الفترة القادمة سنسافر إلى محافظة المنيا بالدراجة بالإضافة لتنظيم يوم نسائى لركوب العجل سيكون لأول مرة بمحافظة أسيوط وبالصعيد ككل.
