أحدث قرار الهند إلغاء وضع الحكم الذاتى الدستورى لكشمير غضبا وانقساما فى الإقليم النائى الواقع فى منطقة الهيمالايا حتى مع ابتهاج أنصار رئيس الوزراء ناريندرا مودى بالخطوة المفاجئة. ومنذ صدور مرسوم مودى الصادم الاسبوع الماضي، أدت الاحتجاجات والاحتفالات فى العديد من المدن إلى توسيع خطوط الصدع الدينى بين المجتمعات فى هذه المنطقة الاستراتيجية. وكشمير مقسّمة إلى شطرين هندى وباكستانى منذ استقلال البلدين فى عام 1947. ويشهد الشطر الهندى من كشمير تمرّدا انفصاليا أوقع عشرات آلاف القتلى. وينص القرار الجديد على تقسيم الشطر الهندى من كشمير إلى منطقتين خاضعتين مباشرة لسلطة نيودلهي. وانصب التركيز الدوليّ على وادى كشمير، حيث تم نشر آلاف القوات وقطع خطوط الهواتف والانترنت لمنع تحركات المعارضة للاحتجاج على قرار الحكومة الهندية. لكن تلك الترتيبات لم تمنع امتداد التوتر إلى مناطق اخرى من الولاية التى سيتم اقتطاعها لنصفين بموجب الترتيبات الإدارية الجديدة. وفيا لا تزال سريناغار كبرى مدن كشمير والبالغ عدد سكانها 1,2 مليون نسمة خاضعة لحظر تجول، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها فى جامو الواقعة جنوبا والبالغ عدد سكانها أكثر من 500 ألف شخص. ويشكّل الهندوس والسيخ أكثر من 60% من سكان جامو وقد اشتكى سكانها مرارا من هيمنة كشمير ذات الغالبية المسلمة على شؤون السياسة وقطاع الأعمال. من جهته، قال رئيس الوزراء الباكستانى عمران خان إن تحركات الهند الأخيرة فى الشطر الخاضع لها من إقليم كشمير المتنازع عليه، تعد ”خطأ استراتيجيًا كبيرًا“. وأوضح خان فى كلمة متلفزة بمناسبة يوم الاستقلال، ”أعتقد أن هذا خطأ استراتيجى كبير من جانب رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودي، سيكلفه الكثير هو وحكومته“، حسبما نقلت صحيفة ”دون المحلية“. وأضاف أنه ”بعد أن لعب مودى بورقته الأخيرة، العالم ينظر الآن إلى كشمير وباكستان، وسأكون سفيرًا للتحدث عن كشمير“، لافتًا إلى أن هناك أيديولوجية مرعبة أمامنا اليوم، أيديولوجية جمعية راشتريا سوايامسيفاك سانج القومية الهندوسية، التى كان مودى عضوًا فيها منذ الطفولة. وأردف أنه فى هذه الأيديولوجية مثل النازيين يتم تضمين التطهير العرقى للمسلمين من الهند إذا فهمت هذه الإيديولوجية، يمكن فهم الكثير من الأشياء، موضحًا أنه فى السنوات الخمس الماضية، كانت القسوة فى كشمير المحتلة نتيجة لهذه الأيديولوجية“. ووجّه خان تحذيرًا إلى مودى قال فيه: رسالتى إليك هى أننا سنرد على كل خطوة بما هو أكبر منها، سنرد على كل ما تفعله وسنذهب إلى النهاية. والأسبوع الماضي، شهد الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهى من الإقليم احتجاجات واسعة ضد الحكومة الهندية، أمرت على إثرها السلطات المواطنين بالتزام منازلهم.