أعد مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لحزب مستقبل وطن، برئاسة محمد الجارحى، الأمين العام المساعد لشئون اللجان المتخصصة، دراسة حول ثورة 30 يونيو وتصحيح المسار السياسى المصري، وتستهدف هذا الدراسة تقديم رؤية مقارنة للسياسة المصرية فى عهد الإخوان، وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مستوى السياسة الداخلية والسياسة الخارجية قبل وبعد ثورة 30 يونيو، لافتة إلى أنه بعد مرور ست سنوات على ثورة 30 يونيو أصبح واضحاً لكل متابع منصف بأن الرئيس السيسي، استطاع أن يتفادى الوقوع فى أخطاء النظام السابق، بل استطاع أن يصلح هذه الأخطاء وأن يسير فى طريق التنمية. وقالت الدراسة، إن الشعب المصرى احتفل بالذكرى السادسة لثورة الثلاثين من يونيو 2013، وهى الثورة التى كان هدفها الأساسى استرداد الدولة المصرية، واسترداد هوية الوطن الذى لا يمكن أن يستأثر به فصيل دون غيره بالإضافة إلى إفشال المخططات التى كانت تسعى إلى تفكيك الدولة المصرية، ولهذا من الصعب اعتبارها ثورة منفصلة عن ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، بل هى امتداد لها لتصحيح المسار والأوضاع ولهذا امتازت ثورة 30 يونيو 2013 بأنها ثورة شعبية خرج فيها المصريون بالملايين للشوارع لإزاحة حكم الإخوان. واستعرضت الدراسة، السياسية الداخلية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث استطاع من خلال سياسته الحالية أن يقدم حلولاً لمعظم المشاكل التى تسببت فيها السياسة السابقة للرئيس المعزول مرسي، ومن أهم ما يميز السياسة الداخلية الحالية، توجيه الخطاب السياسى لكل فئات الشعب. وأما السياسية الخارجية فى عهد الرئيس السيسي، فقد استطاع منذ توليه منصبه تحقيق نجاح ملموس فى سياسة مصر الخارجية فى دوائرها المختلفة العربية والإقليمية والإسلامية والإفريقية والدولية، واستعادت مصر مكانتها ودورها المحورى بعد فترة كبيرة من التهميش والغياب، كما اتسمت هذه السياسية باستعادة مصر لقوتها ووضعها بين الدول، وانفتاح العلاقات المصرية على جميع دول العالم، والاهتمام بقضايا الوطن العربي، وتحسن العلاقات المصرية الإفريقية. وعقدت الدراسة مقارنة مع فترة مرسي، فعلى مستوى السياسية الداخلية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، شهدت جملة من الأخطاء التى أدت إلى إسراع وتيرة الأحداث ورفض الشعب المصرى لاستمرار حكم الإخوان. وأما على مستوى السياسية الخارجية فى عهد الرئيس المعزول، فقد اعتمدت على تحركات فردية نابعة من مصلحة الجماعة التى ينتمى إليها وهى جماعة الإخوان المسلمين دون تحقيق المصلحة العامة للدولة بأكملها، واتسمت هذه السياسة باتخاذ السياسة الخارجية المصرية الطابع الديني، وتشكيل تحالفات وتكتلات سياسية ذوات طابع ديني، ومحاولة استبدال الغرب بالدول صاحبة الهوية الإسلامية.