يترقب الجميع حركة الانتقالات السريعة بين اللاعبين والأندية، المنتظرة عقب بطولة الأمم الإفريقية المقامة فى مصر رقم «32»، حيث اعتادت البطولة الكبرى على تغيير وجهات اللاعبين فى عالم الاحتراف خصوصا الأوروبى، بعد أن بات اللعب فى الخليج الملاذ الأخير، ويتصدر المشهد فى المنتخب الوطنى محمود حسن «تريزيجيه»، رغم إعلان ناديه التركى قاسم باشا اتفاقه مع نادى ليون الفرنسى قبل البطولة، إلا أن الأضواء الكثيرة التى صاحبت اللاعب خلال مشوار الدور الأول مع «الفراعنة»، ربما تساهم بقوة فى تحسين مركزه فى عالم الاحتراف الأوروبي، بعد مسيرة غير ناجحة مع اندرلخت البلجيكي، حيث يتطلع الكثيرون إلى رحيل «تريزيجيه» عن الدورى التركى الضعيف والانتقال إلى دورى يتناسب مع حجم إمكانياته وقدراته الفنية والمهارية بحجم الدورى الإنجليزى «البريميرليج». تشير الأنباء الواردة من قلب معسكر المنتخب إلي أن «تريزيجيه» اتفق شفهيا مع مسئولي نادى ليون الفرنسى فقط، لكنه لم يوقع رسميا، كما أعلن ناديه التركي، انتظارا لما سيسفر عنه أداء اللاعب فى البطولة، حيث دخل سريعا دائرة الترشيحات الجماهيرية، وظهر بمستوى لائق فى المباريات الثلاث، فكان عنوان لقاء الافتتاح أمام زيمبابوى بهدفه الوحيد ليقتنص لبلاده ثلاث نقاط غالية مع ضربة البداية، ثم ابتعد عن التهديف فى المباراة الثانية أمام الكونغو الديمقراطية، لكنه نال جائزة رجل المباراة، مكتفيا بمساعدة زميليه أحمد المحمدى ومحمد صلاح لإنجاز مهمة التهديف فى المباراة. ورغم خروج «تريزيجيه» من القائمة المعلنة من قبل الاتحاد الأفريقى لكرة القدم (كاف) عن التشكيل الأبرز لدور المجموعات فى البطولة، والاكتفاء بالرباعى المصرى محمد الشناوى فى حراسة المرمي، وثنائى الدفاع أحمد المحمدى وأحمد حجازي، ونجم الفريق الأسطورى محمد صلاح، إلا أن «تريزيجيه» نال اختيارا آخر مماثلا من قبل موقع «هوسكورد» العالمى المتخصص فى عمل إحصائيات كرة القدم، بناء على معاير دقيقة، وجاء «تريزيجيه» ضمن أفضل خمسة لاعبين فى البطولة، حيث احتل المركز الرابع بعدما حصل على 7.84 من أصل عشر درجات يتم منحها فى التقييم عن مستويات لاعبى المنتخبات ال24 المشاركين، وجاء «تريزيجيه» كالعربى الوحيد فى القائمة، التى ضمت إسماعيلا سار لاعب منتخب السنغال فى المركز الأول، ثم كينيث أوميريو مدافع نيجيريا ثانيا، ولاعب وسط مالى وديادى ساماسيكوثالثا، ومهاجم غانا جوردان أيو خامسا. فى الوقت نفسه، كشفت تقارير صحفية دخول «تريزيجيه» دائرة اهتمامات نادى أستون فيلا الإنجليزى لضمه خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، حيث قالت صحيفة «ذا صن» الإنجليزية إن أستون فيلا مستعد لتقديم عرض بقيمة 8 ملايين جنيه إسترلينى للظفر بخدمات اللاعب، حيث يرغب المدرب ديان سميث فى تدعيم هجوم فريقه، وأضافت الصحيفة أن «تريزيجيه» نال إعجاب كشافى النادى الإنجليزى فى كأس الأمم الإفريقية سريعًا، كما أوصى أحمد المحمدى، ظهير أيمن أستون فيلا وقائد منتخب مصر، مدربه سميث بمتابعة تريزيجيه، وهو ما دفع النادى لإرسال كشافيه إلى القاهرة لمشاهدة صاحب ال24 عاما. وأستعرضت الصحيفة مشوار «تريزيجيه» مع ناديى أندرلخت وموسكرون فى بلجيكا، لكنه لم يستقر هناك لعدم إتقان اللغة، مشيرة إلى أنه نضج واكتسب خبرة كبيرة منذ انتقاله إلى تركيا، وبات هدف لقطبا الكرة التركية، فناربخشة وجلاطا سراي، على خلفية تألقه اللافت للنظر مع قاسم باشا، إلا أن اللاعب ينوى الرحيل عن الدورى التركى بالاتجاه إلى نظيره الفرنسى كخطوة أولى فى مشوار احترافه وتحسين مركزه بين زملائه المحترفين، خصوصا أن الدورى الفرنسى مؤهل لما هو أفضل فى أوروبا، اذا لم يتلق عرضا جادا من الدورى الإنجليزى، وفشل أستون فيلا فى ضمه، حيث يسعى النادى الإنجليزى لتدعيم صفوفه فى «البريميرليج» خلال الموسم المقبل، بعد أن نجح فى التأهل، ليزامل «تريزيجيه» المحمدى بجانب صلاح مع ليفربول ومحمد الننى مع آرسنال، حيث تتوافر فى «تريزيجيه» شروط الاحتراف الإنجليزي، بعد أن خاض 41 مباراة دولية مع المنتخب، ليتخطى النسبة المقرر بضم اللاعب الدولى المشارك مع منتخب بلاده فى أخر عامين، محرزا تسعة أهداف فى 29 مباراة بالدورى التركى خلال الموسم الماضي، ليجذب أنظار عدة أندية لضمه هذا الصيف. من بين اللاعبين المصريين الذين لاقوا استحسان الكشافين الفرنسيين فى البطولة، نجما الزمالك، مدافع الوسط طارق حامد، وقلب الدفاع محمود علاء، إلا أن الأخير قطع بسببه نادى الهلال السعودى شوطا سريعا فى الاتصال بناديه لإنجاز مهمة ضمه سريعا من أجل الظفر بخدماته، خوفا من دخول منافس أقوى، إلا أن اللاعب رفض اختراق معسكره، وتشتيت ذهنه بمفاوضات شفهية، فى انتظار ما ستسفر عنه مباريات البطولة، خصوصا أن الأمر سيتغير تمام حال الفوز بالكأس، وهو ما صدق عليه طارق حامد الذى أشيع حوله تلقيه عرضا فرنسيا بقيمة 8 ملايين يورو، لكنه وكيل أعمال أحمد يحيى نفى العرض جملة وتفصيلا، لكن دوائر مقربة من الكشافين الفرنسيين تؤكد أن اللاعبين المصريين فى المنتخب باتوا هدفا لهم فى القريب العاجل، لفتح باب أوسع وأشمل للفراعنة فى الدورى الفرنسى، بهدف الاستثمار الفنى والمادى معا.