جددت ساحات العيد الخلافات بين التيارات الإسلامية والسلفية فى استغلالها خاصة فى مراكز الشباب أو فى الشوارع الجانبية لنشر فكرها خاصة فى المحافظات من خلال إعدادات المنشورات الدعائية ولعل أبرز هذه الجماعات هى الدعوة السلفية وحزب النور من خلال ساحات خاصة بهم وتقديم هدايا عينية للأطفال فى محاولة لجذب أكبرعدد من المصليين لساحاتهم. وبالرغم من تحذيرات وزارة الأوقاف من إقامة الصلاة فى زوايا أو مصليات والاقتصار على الساحات والمساجد الكبرى إلا أن السلفيين حريصون على الحفاظ على الساحات الخاصة بهم فى مناطق نفوذهم وسيطرتهم فى المحافظات التى يملكون فيها شعبية مثل محافظة الإسكندرية. وأكدت مصادر مطلعة من داخل الدعوة السلفية عن مفاوضات بين قادة الدعوة السلفية مع قيادات بوزارة الأوقاف للسماح لهم بإقامة ساحات للصلاة تابعة للدعوة بعدد من المناطق بالمحافظة بمنطقة سيدى بشر والترام وشارع 45 وأبوسليمان والسيوف وكذلك إصدار تصاريح خطابة مؤقتة لعدد من أئمة الدعوة للخطابة بتلك الساحات، وأشارت المصادر إلى أن البدء فى إقامة ساحات صلاة العيد يتم قبل العيد بيومين حيث يبدأ أعضاء الدعوة السلفية بإقامة الساحات الخاصة بهم. وقال حسين مطاوع الداعية السلفى «بلا شك ساحات العيد بالإسكندرية بل وفى أغلب المحافظات يسيطر عليها خطباء ينتمون للدعوة الحزبية السكندرية وذلك منذ زمن بل الأعجب أن هناك خطباء ينتمون فكريا لجماعة الإخوان ويسيطرون على تلك الساحات، ومن الغريب أن هؤلاء الخطباء يعملون رسميا بوزارة الأوقاف التى مازال فيها اختراق إخوانى، لذلك طالبنا كثيرا معرفة هوية كل خطيب ويكون ذلك بالتعاون بين وزارتى الداخلية والأوقاف لأن أمرا كهذا خطير لا سيما وأن كلمة واحدة يقولها الخطيب قد تكون سببا فى فتنة كبيرة. وأضاف مطاوع أن الكثير من ساحات العيد فى مدينة المنصورة يسيطرون عليها بالكامل وبالمناسبة هم يعملون تحت مظلة الأوقاف فهم خطباء تابعون للأوقاف وهذه الساحات يوزعونها فيما بينهم ولا يسمحون لمن ليس منهم أن يكون خطيبا لإحدى هذه الساحات، وتابع أكثر الساحات الآن يسيطر عليها حزب النور كما أنه هو البوابة الخلفية للإخوان وهو بمثابة حصان طروادة الذى يستخدمه الإخوان للعودة إلى المشهد مرة أخرى. من جانبه، أكد حسن عبد البصير مدير عام الدعوة بمديرية الأوقاف بالإسكندرية على عدم السماح باقامة أى ساحات بعيدة عن مديرية الأوقاف بالاسكندرية قائلا أنه يوجد 529 ساحة عيد وكل ساحة إمام أساسى وآخر احتياطى ونحن كمؤسسة مسئولة عن الدعوة نقوم بواجبنا ولن نسمح لغير أزهرى بالظهور على المنابر أو خطبة العيد بالساحات ولن نسمح بجهة موازية تحت أى مسمى، وكل المساجد والزوايا تحت رعاية المديرية. وأضاف عبد البصير أن الزوايا أقل من 80 مترا يتم إغلاقها يوم الجمعة كما لا يسمح بالاعتكاف إلا فى المساجد الجامعة ونغلق الزوايا القريبة من المساجد حرصا على جمع الكلمة ووحدة الصف، وبالنسبة لجماعة أنصار السنة المحمدية فيخطب مشايخها فى المساجد التابعة لها بموافقة الأوقاف. وقال ياسر مرزوق الأمين العام للجمعية لروز اليوسف أن خطباء الجماعة يخطبون فى مساجدها بعد الحصول على التصاريح اللازمة، مضيفاً نحن كجماعة دعوية نتبع الجهات المعنية بالدعوة ولا نخرج على شروطها. وعن الجماعة الإسلامية، أكد عوض الحطاب القيادى السابق بالجماعة الاسلامية أنه لا يوجد ساحات خاصة بها حاليا والأوقاف مسيطرة على جميع مساجد الجماعة، مضيفا أنه ليس لها أى تواجد أو نشاط للدعوة إلا بعض الخطباء الذين تم تعينهم فى الأوقاف والأزهر فى غفلة من الزمان وهم حريصون على عدم الاصطدام أو الإعلان على أنفسهم لأن الشعب قد لفظهم وفقد الثقه فيهم إلا المغيبين والذين لا يعرفون حقيقتهم حتى السلفيين لهم ساحات تحت سيطرة الأوقاف. من جانبه، قال هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية إن الساحات كانت فى وقت من الأوقات مقسمة بين السلفيين والجمعيات السلفية المشهرة مثل أنصار السنة والجماعة الإسلامية والإخوان، مشيرا إلى أن معظم هذه الساحات تشرف عليها الأوقاف فى المرحلة الحالية لكن بقيت بعضها لحساب السلفيين والجمعيات مثل جماعة أنصار السنة يسيطر عليها سلفيون. وقال محمد عوض الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن الدعوة السلفية بالإسكندرية تستغل صلاة العيد لعمل شو إعلامى لها وتوظيفها سياسيا للترويج لأفكارهم وسياساتهم ومحاولة إثبات وجود الدعوة السلفية على الساحة، مضيفا أن رغم جهود وزارة الأوقاف إلا أن الدعوة السلفية تملك الكثير من الحيل للسيطرة على المساجد السلفية فى جميع المحافظات باستبدال الساحات بزوايا صغيرة.