الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء: ارتكاب الذنوب فى رمضان من النفس.. وليس الشيطان

أكد الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتى الديار المصرية السابق، أن شهر رمضان فرصة لفعل الخيرات وأن الله يقدم فيه المعونة للمؤمن على الطاعة، كاشفًا أن المعاصى ليست بالضرورة أن يكون سببها الشياطين ولذلك فإنها تقع من المسلم حتى فى شهر الصوم.
كما تطرق الدكتور على جمعة فى حواره عن شهر الصوم إلى توضيح علاقة القرآن الكريم بشهر رمضان، وفضل قراءته، موضحًا العديد من الأحكام المتعلقة بكتاب الله وشهر رمضان من خلال سياق الحوار التالى:
■ بداية ما سبب أن رمضان شهر المعونة على الخير؟
- شهر رمضان هو معونة على الخير من رب العباد ومن المجتمع الذى يعيش فيه العبد، لأن جميع الشياطين تصفد فى رمضان، كما أن رمضان شهر بركة نشعر به بهدوء نفسى وسكينة عجيبة وبه معونة، متسدلًا على ذلك بالأشخاص الذين يقومون بتوزيع التمر والعصير على المواطنين بالشارع أثناء ازدحام المرور، وفيه معونة العبادة والذكر، ومعونة بتصفيد الشيطانين، ومعونة من المسحراتية، والمطاعم المفتوحة حتى السحور معونة، وينبغى أن نحمد الله على هذه المعونة.
■ وما سبب ارتكاب الذنوب فى رمضان رغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا بتصفيد الشياطين؟
- المؤمن يجب عليه ألا يحمل الشيطان الرجيم سبب ارتكاب الذنوب فى شهر رمضان، لأن الذنوب التى يرتكبها العبد فى رمضان ليست بسبب الشيطان ولكن بسبب النفس الأمارة بالسوء التى تضغط على الإنسان، فالذنب فى رمضان من عند النفس وليس الشيطان.
ويجب أن نعلم أن أسباب المعاصى هى الدنيا والشيطان والنفس والشهوات والهوى والرغبات، و نصيب الشيطان من المعاصى يعادل الربع.، ولذلك فإن رمضان كاشف للنفس البشرية أمام نفسها فبتصفيد الشياطين لا يوجد شيطان يؤثر عليها، لأن الله يرفع عن العبد العامل الخارجى الذى يدفعه لارتكاب الذنب.
■ وما العبادة المثلى فى رمضان؟ وما حكم الزيادة فيها؟
- الطريق إلى الله يكون بقلة الطعام وقلة المنام وقلة الكلام واعتزال العوام، ورمضان يعتبر تدريب عملى وتجربة عملية فرضية لذلك، حيث يقول رسول الله صل الله عليه وسلم، «مَا مَلَأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ؛ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ: فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ
و الإكثار من العبادة فى رمضان ليس بدعة، ويمكن أداء صلاة التراويح 38 ركعة.
■ رمضان عرف بأنه شهر القرآن وفى هذا الشهر تحرص البيوت على سماع فضائيات القرآن وكثير منها يستخدم مؤثرات صوتية كالرياح وصوت البحار أثناء تلاوة القرآن، فما حكم ذلك؟
- إن استخدام المؤثرات الصوتية فى فواصل قراءة القرآن جائز ليس فيه شيء لأنه ليس أثناء التلاوة أما تركيب تلك المؤثرات أثناء التلاوة فهذا لا يجوز لأن تركيب المؤثرات على تلاوة القاريء تناول لقداسة القرآن، ونريد أن نحفظ للقرآن قداسته.. و نقف ضد من يريد إزالتها ويجب أن نعلم أن المسلمين قدسوا القرآن على مر التاريخ، ولا يوجد كتاب سماوى حظى بهذا الاهتمام مثل القرآن.
■ لكن ما حكم التغنى بالقرآن؟
- القرآن لايكون قرآنا إلا إذا نوى الأنسان بقراءته القرآن، فقد يقول الانسان الحمد لله رب العالمين كجملة يقولها وليست قراءة للقرآن، والقرآن لا يجوز التغنى به لأنه تناول وتطاول على القرآن وقداسته، وحرام ما يحدث فى التغنى بالقرآن لنزع قداسته، ولن يفلحوا فى هذا.
■ ما أفضل الأوقات التى يمكن فيها للإنسان قراءة القرآن؟
- كل الأوقات خير لقراءة القرآن أما الثلث الأخير من الليل فله ميزة فى الدعاء والصلاة، فالقرآن نحن مطالبون بقراءته 24 ساعة، وهناك من يقول ارتباط القرآن الكرم بالليل وهذا فيه سر إلهى وشيء من النفحات.
■ وماذا عن ختم القرآن الكريم فى رمضان، وهل يعد سنة؟
- هناك علاقة عضوية بين القرآن وليالى رمضان لأنه أنزل فيه، والعلماء قديمًا فى القرن الأول ذهبوا إلى أن القرآن أما أن يختم مرة أو مرتين فى رمضان، وأخذوها من حديث أن النبى كان يعود القرآن على جبريل كل عام حتى إذا جاء العام الأخير عرضه عليه مرتين، ومن يقول إنها بدعة فهو مبتدع، ولا مانع من ختم القرآن فى التراويح وخارجه، فختم القرآن فى رمضان سنة سواء كان مرة أو مرتين.
■ ما حكم من لا يقرأ القرآن ويكتفى بالسماع خاصة وأن كان لا يعرف القراءة؟
- كلما زادت وسائل الحس بالقرآن زاد الثواب، فكلما استعمل الإنسان حواسه فى القرآن زاد الثواب، والاستماع للقرآن الكريم كقراءته، وأغلب الصحابة لم يعرفوا قراءة القرآن وحفظوه عن طريق السمع والقرآن استعمل فى ليبيا لمحو الامية، فحفظت لاعجائز القرىن بالآلاف حتى أن ليبيا كانت ستة مليون منهم مليون وعشرين الف حفظوا القرآن، وفى الفيوم لدينا تجربة لمحو الأمية عن طريق تحفيظ القرآن.
■ مع تطور العصر ينشغل كثيرون بالجلوس فترات طويلة أمام كمبيوتر، فما حكم سماع القرآن الكريم على جهاز الكمبيوتر مع تصفح بعض المواقع الإخبارية؟
- هناك فرق بين السماع والاستماع فهو بهذه الطريقة يسمع ولا يستمع، ولا ثواب عليه.
■ وما حكم من لايقرأ القرآن بشكل صحيح؟
- التعتة فى القرآن له أجران والإنسان ليس عليه وزر وإنما كلما قرأ القرآن زادت مقدرته على القرآن لكتاب الله.