تنمية سيناء إحدى المهام الرئيسية للدولة المصرية، فبعد سنوات من التهميش شهدت أرض الفيروز مشاريعًا عملاقة لم تشهدها منذ عقود، فبعدما كانت منعزلة تمامًا عن الواقع، وخلال خمس سنوات فقط نجحت القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعادتها للحياة مرة أخرى، حيث وضع سيناء على رأس خريطة التنمية التى بدأها منذ تولى السلطة فى 2014، وكانت تلك المشاريع الجديدة التى سيشهدها الرئيس اليوم هى ثمار لعمل وجهة متواصلة لربط أرض الفيروز بالعاصمة. الرئيس عبدالفتاح السيسى، يفتتح عددًا من المشروعات العملاقة التى تربط سيناء بدلتا النيل، وعلى رأسها الأنفاق الأربعة بمدينتى الإسماعيلية وبورسعيد التى تربط شرق قناة السويس بغربها، بالإضافة إلى عدد من الكبارى العائمة بهدف تسهيل حركة عبور المواطنين والبضائع من وإلى سيناء. السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، صرح بأن الافتتاحات الجديدة بمثابة تدشين عملية تنمية شبة جزيرة سيناء، مؤكدًا أن مشروعات الأنفاق التى تم تنفيذها أسفل القناة تعتبر المنظومة الأضخم من نوعها فى تاريخ مصر بل وعلى مستوى العالم، من حيث الأطوال والأقطار وحجم الأعمال، والخطة الزمنية القياسية التى تم تنفيذها خلالها، وأن تنفيذ تلك المشروعات الكبرى، جاء نتيجة قرار ذى رؤية استراتيجية ودراسات علمية دقيقة وتمت بسواعد وخبرة مصرية 100%. متحدث الرئاسة، أضاف أن الأنفاق تربط أرض سيناء بكل أنحاء مصر لتلبى متطلبات التنمية فى تلك البقعة الغالية ولتمثل شرايين حياة جديدة لتسهيل حركة النقل والتجارة من وإلى سيناء, وسترفع المعاناة عن المواطنين لتختصر الأنفاق الجديدة زمن العبور بين ضفتى قناة السويس إلى 10 دقائق بدلاً من التكدس المرورى والانتظار على المعديات لمدد طويلة ولأيام، حيث لم يكن هناك محاور للربط بين سيناء والوادى إلا نفق وحيد هو نفق الشهيد أحمد حمدى، إضافة إلى جسر السلام فى مدينة الإسماعيلية والمعديات وهى المحاور التى لم تعد تستوعب تطور حجم الحركة والنقل من وإلى سيناء، وذلك فإن الأنفاق الجديدة ستفتح بكل تأكيد آفاقًا جديدة للبناء والتعمير واستصلاح الأراضى فى أرض سيناء، فضلاً عن تكاملها مع المشروع القومى لمحور قناة السويس والمنطقة الاقتصادية من جميع الجوانب التجارية واللوجستية والاستثمارية. «راضى»، أوضح أن الخبرات التى اكتسبتها السواعد المصرية فى مجال حفر الأنفاق، من خلال تلك المشروعات، تفتح أبوابًا كبيرة لتنفيذ مشروعات أخرى عملاقة داخل مصر وخارجها، بمعدات وأياد مصرية خالصة، وهو ما يمثل مكسبًا وقيمة إضافية استراتيجية كبيرة. الأنفاق الجديدة تحقق عوائد اقتصادية ضخمة، لأن تلك المشروعات ستسهم فى سرعة تنمية سيناء واكتشاف واستغلال ثرواتها، وربطها بباقى محافظات مصر، وأيضًا فإن الأنفاق الجديدة تتقاطع مع شبكة الطرق الجديدة التى تم تنفيذها وتطويرها على مستوى الجمهورية لتمثل شبكة ربط تغطى مصر شرقًا وغربًا شمالاً وجنوبًا. قطر النفق الواحد، يبلغ من الخارج 12.6 متر، بينما يبلغ قطره الداخلى 11.4 متر، كما أن طول النفق يبلغ 4830 مترًا، ويصل إلى 6830 مترًا بالمداخل والمخارج، ويصل أقصى عمق للنفق إلى 45 مترًا أسفل قناة السويس، كما يبلغ أقصى ارتفاع للدخول 5.5 متر، وجميع الأنفاق مجهزة ببوابات إلكترونية لتفتيش السيارات على أحدث مستوى عالمى، وتبلغ القدرة الاستيعابية لعبور السيارات للنفق الواحد 50 ألف سيارة فى اليوم. كما أنه روعى فى عملية الإنشاء أن يحتوى على أحدث منظومة لإطفاء الحرائق على مستوى العالم، حيث يتم السيطرة على أى عملية حريق قد تنشب خلال 3 دقائق فقط، وإخمادها ذاتيًا، وتبلغ الحارة الواحدة داخل النفق 3.65 متر، بواقع حارتين.