«المرء على دين خليله»، حديث شريف عن نبينا «ص» خير الخلق، يوصى بحسن اختيار الصديق، بحيث يكون هو الأقرب للاستقامة، وأن تبنى هذه الصداقة على مبدأ مساعدة بعضهما على فعل الخيرات، إلا أن فى واقعة اليوم اختار كل من الصديقين الأقرب شبهًا وطباعًا منه، والأكثر بعدًا عن الطريق المستقيم. كل واحد منهما كان بمثابة «شياطن إنس» للآخر، جمعتهما مهنة واحدة، وميوله انحرافية واحدة، فسطرا نهاية حياتهما بالشكل المناسب لفعلهما الإجرامي، بعد أن تركا «أكل العيش»، وذهبا لقضاء حفل سكر على هضبة المقطم. ذعر وفزع بين المتواجدين بالمنطقة الجبلية، عندما شاهدوا جثة مجهولة متفحمة، على الفور اتصلوا بشرطة النجدة، التى انتقلت إلى مسرح الجريمة. «تحريات المباحث» على الفور وجه اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، بتشكيل فريق بحث جنائى بإشراف اللواء أشرف الجندى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، توصلت جهوده إلى تحديد هوية الجثة «سائق، 52 سنة، ومسجل خطر»، كما أسفرت جهود رجال المباحث عم تحديد الجانى «سائق صديق القتيل» عقب تقنين الإجراءات، وبإعداد الأمكنة اللازمة، تم ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة. «اعترافات القاتل» قال الجانى: تقابلت مع المجنى عليه وتوجهنا للمنطقة الجبلية لقضاء وقت نزهة «كنا بنغير جو بعد تعب الشغل»، وتابع: قمنا بتعاطى المواد المخدرة، وبعدما سيطرت علينا حالة السُكر، حدثت بيننا مشادة كلامية، قام على إثرها القتيل بتهديدى بسكين، واستكمل: أخذتها منه دفاعًا عن نفسي، ووجهت له عدة طعنات بهدف تأديبه، فأودت بحياته، واسترسل: وضعته داخل سجادة كنا نجلس عليها وأشعلت النيران به حتى يصعب التعرف عليه، وأضاف: ألقيت السلاح بمياه نهر النيل.