أصداء واسعة للقمة العربية الأوروبية فى الصحف العالمية

أفردت الصحف ووسائل الإعلام العالمية مساحات واسعة للتعليق على القمة الأولى للجامعة العربية والاتحاد الأوروبى والتى تستضيفها مدينة السلام، شرم الشيخ، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك، بمشاركة واسعة لزعماء وقادة 50 دولة عربية وأوروبية فى هذه القمة التاريخية.
وتحت عنوان: «القمة العربية الأوروبية المشتركة الأولى فرصة للحماية من الصين وروسيا» قالت قناة «فرانس 24» الفرنسية إن الزعماء والقادة العرب والأوروبيين توافدوا على مدينة شرم الشيخ من أجل المشاركة فى القمة فى محاولة لتعزيز التعاون بين الكتلتين الإقليميتين.
ونوهت القناة على الأهمية الكبرى التى تمثلها القمة بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبى التى تنظر لها باعتبارها وسيلة لحماية مصالحها الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية فى المنطقة، كما نقلت تصريحات رئيس الوزراء البولندى السابق لزعماء نحو 40 دولة والتى قال فيها إن أوروبا تحتاج إلى هذا التعاون المشترك حتى لا تتركه إلى القوى العالمية البعيدة عن المنطقة، ملمحا لروسيا والصين اللذين يسعيان لتوطيد علاقاتهما التجارية والسياسية فى المنطقة العربية.
كما تحدثت القناة عن التنظيم الأمنى رفيع المستوى للقمة فى مدينة السلام المصرية شرم الشيخ فى وقت يعانى فيه العالم كله من الإرهاب، كما نقلت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى قال فيها إن مشاركة هذا العدد الكبير من القادة فى القمة يظهر أن ما يجمع المنطقتين العربية والأوروبية يفوق ما يقسمهما.
ونقلت صحيفة «سيبروس ميل» القبرصية تعليقات الرئيس القبرصى نيكولاس أناستاسيادس، الذى وصف لقاءه بالرئيس السيسى بالمثمر والدافئ، حيث تناول جميع القضايا التى تهم البلدين بالإضافة إلى تعزيز التعاون المشترك بين قبرص ومصر. وأضافت الصحيفة إن العلاقة بين مصر وقبرص فى أحسن حالاتها لافتة إلى أن الرئيس السيسى قد ثمن مشاركة قبرص فى القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ بسبب علاقاتها المشتركة بين الدولة المصرية والمجلس الأوروبي. وأضافت الصحيفة إن القمة مهدت لزيارة وزير الخارجية المصرى لقبرص، لتوطيد التعاون الثنائى فى العديد من المجالات.
ووصفت صحيفة «آيريش تايمز» الأيرلندية القمة ب»التاريخية» حيث قالت إنها المرة الأولى التى يجتمع فيها قادة من الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية بهذا الشكل لمناقشة الأولويات المشتركة. وأضافت الصحيفة إن أيرلندا لديها روابط قوية مع عدد من الدول الأعضاء فى الجامعة العربية من خلال التجارة وجهود البلاد لحفظ السلام فى الشرق الأوسط المضطرب. ونقلت الصحيفة تصريحات رئيس الوزراء الأيرلندى ليو فارادكار التى قال فيها: «هذه القمة ستوفر فرصة مهمة للحوار المفتوح حول كيفية تعزيز الشراكة الأوروبية العربية ومواجهة التحديات الإقليمية، بما فى ذلك التعاون فى مجال الهجرة والأمن ومكافحة الإرهاب.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن العديد من القادة بالمنطقتين العربية والأوروبية التقوا فى مدينة شرم الشيخ المصرية وسط استعدادات أمنية رفيعة المستوى للحديث عن الصراعات فى سوريا واليمن وتعثر جهود السلام فى الشرق الأوسط ومناقشة قضايا الأمن والتجارة والهجرة. وأضافت الصحيفة بقولها إن القمة التى تعقد تحت شعار «الاستثمار فى الاستقرار» سوف تركز بشكل خاص على قضية الهجرة التى تؤرق المنطقة الأوروبية، وسيكون هناك تنسيقات حيوية مع الرئيس المصرى الذى يتمتع بقبول أوروبى رفيع المستوى، بشأن إعادة المهاجرين الذين يغادرون ليبيا، إلى البر الرئيسى الإفريقى.
وفى الوقت الذى انخفض فيه عدد الأشخاص الذين يعبرون البحر المتوسط إلى أدنى مستوى له منذ سبع سنوات، تبقى عدم قدرة أوروبا على الاتفاق على كيفية إدارة أزمة الوافدين، واحدة من الأزمات السياسية الكبرى التى تواجهها.
وقالت وكالة «شينخوا» الصينية للأنباء إن الأنظار تتعلق بالقمة العربية الأوروبية حيث يتوقع أن ترتفع بالعلاقات بين الكتلتين الإقليميتين إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون. وأضافت الوكالة إن القمة توفر فرصة للقادة لمناقشة آخر التطورات فى المنطقة، مثل عملية السلام فى الشرق الأوسط والوضع فى اليمن، وفى ليبيا وسوريا. ونقلت كذلك تصريحات سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر إيفان سوركوس والتى قال فيها إن القادة الأوروبيين مهتمون بقوة بتعزيز التعاون مع جيرانهم العرب، كما نقلت صريحات الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكى والتى قال فيها إن المشاركة العربية فى القمة «عالية جدا» ، مشددا على وجود اهتمام مشترك بهذا الحوار العربى الأوروبى على مستوى القيادة.
واهتمت صحيفة «التليجراف» بنقل مشاركة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والتى ناقشت مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فكرة تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى على هامش القمة وهو الأمر الذى لاقى أصداء واسعة فى الصحافة الإنجليزية.