تتجه الأنظار صباح اليوم الأحد نحو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مع بدء فعاليات القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقى، حيث من المقرر أن يتسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد لهذا العام 2019, من رئيس رواندا. وتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح أمس إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فى زيارة تاريخية ستشهد تسلم الرئيس رئاسة الاتحاد الإفريقى اليوم ولمدة عام، ويليها ترؤسه لأعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لقمة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة بالاتحاد. وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية: إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، للمرة الأولى منذ نشأته عام 2002 خلفاً لمنظمة الوحدة الإفريقية، تعد تتويجًا لجهود مصر بقيادة الرئيس خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات مع القارة الإفريقية سواء على المستوى الثنائى أو متعدد الأطراف، وتجسيدًا لاستعادة الدور المحورى المصرى كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية الأم فى ستينيات القرن الماضي، وهى الجهود التى قوبلت من الأشقاء الأفارقة بالتقدير الذى انعكس بالمقابل فى منح مصر والرئيس الثقة فى الإدارة والإشراف على الجهود القارية الدءوبة لتلبية أحلام وطموحات الشعوب الإفريقية فى غدٍ أفضل, وقيادة دفة العمل الإفريقى المشترك فى ظل ظروف دولية وإقليمية دقيقة تزيد من حدتها تنوع التحديات التى تواجه القارة، مما يحتم ضرورة تنسيق المواقف الإفريقية المشتركة للتعامل مع تلك التحديات ولتضطلع إفريقيا بدورها كقوة مؤثرة على الساحة الدولية، وذلك بالتعاون والتنسيق الحثيث ما بين مصر وأشقائها من الدول الإفريقية. وأوضح المتحدث الرسمى أن القمة الإفريقية ستُعقَد تحت شعار «اللاجئون والعائدون والنازحون داخليًا .. نحو حلول دائمة للنزوح القسرى فى إفريقيا»، والذى يأتى اختياره مواكبًا لما تشهده إفريقيا من تزايد فى أعداد النازحين واللاجئين وتضخم ظاهرة الاتجار بالبشر، مما يستلزم العمل على معالجة تلك التحديات وفقًا لمُقاربة شاملة فى إطار من المسئولية الجماعية. وأضاف السفير بسام راضى أن جدول أعمال القمة سيشهد تناولًا مكثفًا لعدد من أهم الموضوعات التى تشغل الشعوب الإفريقية، والتى تندرج بالأساس تحت محورى التنمية والسلم والأمن، بالإضافة إلى الارتقاء بآليات تنفيذ عملية الإصلاح المؤسسى والهيكلى للاتحاد الإفريقي. وبالنسبة للمحور التنموى, فستناقش القمة عددًا من موضوعات التنمية المستدامة فى إطار أجندة التنمية الإفريقية 2063، أبرزها مسألة التكامل والاندماج الإقليمى من خلال تطوير البنية التحتية القارية ومشروعات الربط القارى، ومتابعة جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، وتعظيم التنسيق مع مؤسسات التمويل الدولية والشركاء الاستراتيجيين للقارة من الدول والمنظمات لحشد التمويل والدعم اللازمين للجهود التنموية فى إفريقيا، ودفع المساعى القائمة لطرح حلول مبتكرة للتغلب على التأثير السلبى لظاهرة تغير المناخ، بالإضافة إلى بعض الموضوعات ذات الصلة بالصحة والتعليم والابتكار وتوطين التكنولوجيا. أما فيما يتعلق بمحور السلم والأمن؛ فسيتم التباحث بشأن آخر التطورات على صعيد أبرز بؤر النزاعات فى إفريقيا، فضلًا عن المساعى القارية الحثيثة لتسويتها وتعزيز أطر الدبلوماسية الوقائية بالقارة من خلال اتخاذ تدابير عملية لتطبيق مبادرة إسكات البنادق فى إفريقيا بحلول عام 2020، وكذلك جهود إعادة إحياء السياسة الإفريقية لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، بالإضافة إلى أنشطة مكافحة آفة الإرهاب والتطرف بالدول الإفريقية. المشاركة السابعة للسيسى تأتى مشاركة الرئيس السيسى فى قمة الاتحاد الإفريقى اليوم لتكون السابعة له على التوالى والتى ستكلل بتولية رئاسة الاتحاد الإفريقى خلال هذا العام. حديث الأرقام يشير لمشاركة الرئيس فى ست قمم للاتحاد الإفريقى خلال السنوات الماضية ، حيث كانت البداية بالمشاركة فى القمة 23 التى عقدت بغينيا الاستوائية فى 26 يونيو 2014 ، وكانت ثانى مشاركة له فى القمة رقم 24 التى عقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا فى نهاية يناير 2015. ثم شارك الرئيس فى القمة 26 التى عقدت أيضا فى نهاية يناير 2016 ، وشارك فى الاجتماع التالى رقم 27 التى عقدت فى رواندا يونيو 2016 ، ثم كانت المشاركة الخامسة فى نهاية يناير 2017 بالقمة رقم 28 التى عقدت بأديس أبابا ، فيما كانت القمة السادسة فى نهاية يناير 2018. وأناب الرئيس المهندس إبراهيم محلب لحضور اجتماعات القمة رقم 25 التى عقدت بجنوب إفريقيا فى يونيو 2015، وأنابه أيضًا لحضور اجتماعات القمة 29 بأديس أبابا فى يونيو 2017 ، وأناب الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء لحضور القمة رقم 31 فى يونيو الماضى بنواكشوط بموريتانيا. وأهم ما يميز مشاركات الرئيس فى اجتماعات قمم الاتحاد الإفريقى ، المشاركة المصرية فيما يخص شواغل دولالقارة الإفريقية وحرصه على المشاركة فى مسار التنمية بالقارة وحشد دول القارة مع مصر فى مواجهة خطر الارهاب التى لم تعد بعيده عن دول إفريقيا ، بجانب أنها فرصة لعقد سلسلة من اللقاءات والمباحثات مع عدد كبير من رؤساء وزعماء الدول الإفريقية المشاركين لدعم العلاقات الثنائية.