صيد الطيور المهاجرة، مهنة تحتاج للصبر والترصد لأماكن تواجد تلك الطيور فى موسم الشتاء. المهنة تحتاج لترخيص من أجهزة البيئة، وترخيص أمنى بحمل «بنادق الخرطوش»، لمنح محترفيها الحق فى مزاولة عملية الصيد. صيد الطيور المهاجرة، لا يقتصر فقط على أبناء القبائل العربية، بل يتوافد آلاف من الأجانب الزائرين للفيوم، خلال الفترة من نوفمبر حتى أبريل المقبل لممارسة هذه الهواية. الملك فاروق، أشهر زعماء مصر الذين كانوا يقضون العطلة الأسبوعية بفندق أوبرج الفيوم، لاصطياد «البط» البحرى من الساحل الشمالى لبحيرة قارون، وكان يتخذ من جزيرة القرن الذهبى مكانا لإقامة خيمة كبيرة منتظرا موعد الصيد قبل طلوع الفجر، وهى الفترة التى تتكاثر فيها الطيور على ساحل البحيرة لالتقاط غذائها من أسماك البحيرة صغيرة الحجم. فاروق، كان يصحب ضيوفه فى اليخت الخاص الذى كان يرسوا بمنطقة «اللسان» منهم اللورد كرومر، أحد رواد صيد الطيور المهاجرة، الذى كان يقضى عطلة نهاية الأسبوع بمنزله الموجود حتى الآن بصحراء كوم أوشيم، حسب ما أكده الأثرى أحمد عبدالعال رئيس قطاع آثار الفيوم السابق. عبدالعال أوضح أن ملك مصر اصطاد حوالى 200 طائر فى إحدى الممرات، وكان يصطحب معه أسبوعيا أصدقاءه الإيطاليين عشاق هواية صيد الطيور، كما كان ينظم مسابقات لاصطياد الطيور بجزيرة القرن الذهبى الواقعة شمال البحيرة. عبدالحميد سالم، أحد المهتمين بصيد الطيور، طالب بإقامة بحيرة، خاصة بالأرض التى يملكها ك«معلف» لتجميع الطيور القادمة من شمال أوروبا خلال الشتاء، وإطعامها والتمتع بالطبيعة الخلابة ورؤية هذه الطيور وقت الغروب. شعبان قرنى، «صياد طيور»، أشار إلى أن هناك 10 أنواع من «البط « تعيش شمال بحيرة قارون وسط المياه وتبقى حوالى 9 أشهر فى العام، وتغيب فى يونية ويوليو وأغسطس، كما أن هناك حوالى 50 نوعا أخرى من الطيور أشهرها النورس، والبلاشون، والغر، والسمان والفلامنجو وغيرها من الأنواع. عبدالقادر عبدالعال، «صائد طيور» قال إن هناك أنواعا من البط يبدأ حجمها من كيلو حتى 4 كيلو جرامات وهى وجبة شهية لبعض الأسر التى تأتى خصيصا لتناولها، وهى خالية من الدهون وتتمتع بنكهة جميلة، حيث أن هناك أفواجا سياحية أجنبية تأتى للفيوم، للممارسة هواية صيد الطيور حيث يتم استضافتها داخل خيام مجهزة، انتظارا لقرب حلول الفجر وهو الموعد المناسب للصيد، ثم يتم تصعيدهم لأماكن تجمع الطيور لممارسة هوايتهم. فرحات عزيز، صائد طيور، كشف أن حلول الظلام والساعات الأولى من الصباح هما أفضل أوقات الصيد، خاصة أنها قد أنهت رحلاتها للبحث عن الغذاء وتعود للراحة بالقرب من شاطئ البحيرة من الناحية الشمالية وهو مكان خالى من العمران ويسوده الهدوء الذى تفضله الطيور المهاجرة.