يثير تهافت دول العالم الكبري علي عقد مؤتمرات والخروج بقرارات بشأن ليبيا.. علامات استفهام عديدة، خاصة فيما يتعلق بالنفط وأموال القذافي المجمدة في بنوك العالم.. فلم هذه اللهفة بينما جاءت ردود فعل ذات الأطراف علي أموال تونس ومصر المنهوبة والمهربة في بنوكها أشبه بجبال الثلوج. يعتبر المراقبون أن مؤتمر باريس لأصدقاء ليبيا يبلور تكالب القوي الكبري علي كعكة المصالح التجارية والنفط بها خاصة مع وعد المجلس الوطني الانتقالي بمكافأة الدول التي ساعدت الثوار. وتتأهب شركات الطاقة والبناء والاتصالات العالمية للمشاركة في سباق إعادة بناء ليبيا لتنهي الامتيازات الممنوحة لإيطاليا في عهد القذافي. وقد يفسر ذلك تبدل موقف روسيا سريعاً بزاوية 180 درجة ومغازلتها المجلس الانتقالي والاعتراف به، وأقر ميخائيل مارجيلوف مبعوث روسيا الخاص إلي افريقيا أن موسكو لا ترغب في خسارة صفقات للتسليح والطاقة بمليارات الدولارات عقدتها مع نظام القذافي. تسارع وتيرة فرش الطريق بالورود أمام ثوار ليبيا بدأ بطلب دول عدة من لجنة العقوبات بالأمم المتحدة الافراج عن مليارات الدولارات من الاموال الليبية المجمدة، بل أعلنتها صراحة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند أن الاولوية الاولي هي إعادة أموال الشعب الليبي اليهم.. ويتوقع أن تحذو بريطانيا وألمانيا وسويسرا وكندا حذوهم الأيام القادمة وتقدر الأموال السيادية التي جمدتها الدول الغربية بنحو 150 مليار دولار كان الزعيم المخلوع معمر القذافي وأعوانه يسيطرون عليها ولدي البنك المركزي الليبي 144 طنا من الذهب. بل بلغ الغزل مداه حينما قام سلاح الجو الملكي البريطاني بمهمة خاصة في ليبيا نقل خلالها صناديق أوراق نقد ليبية مطبوعة حديثا، كان القذافي قد طلب طباعتها في بريطانيا، تقدر قيمتها بأكثر من 1.5 مليار دولار لمساعدة حكام ليبيا الجدد. وتظهر فرنسا بدور الفارس الأبرز؛ فبخلاف استضافة المؤتمر، اعترف وزير خارجيتها صراحة أن مشاركة فرنسا في العمليات العسكرية في ليبيا استثمار للمستقبل.. ولم تكذب خبراً فقد زار ممثلو شركات فرنسية مثل توتال بنغازي عدة مرات لبناء علاقات مع المجلس الانتقالي. علي الطرف الآخر من المشهد اتهمت الجزائر المجلس الانتقالي بأنه تنازل عن 35% من النفط الليبي للفرنسيين مقابل ضمان دعمهم الكامل والدائم.. ويذكر أن قطاع النفط والغاز يشكل عادة نحو 70% من الكعكة الليبية. وتظل الكعكة الليبية الدسمة تثير شهية العالم خاصة أن منها أكثر من تريليون دولار استثمارات ليبية لم تكن معروفة في أركان العالم الأربعة في شركات عالمية في صناعة الدواء والطاقة والفنادق ولدي هيئة الاستثمار الليبي أموال سائلة حجمها 32 مليار دولار في عدد من البنوك الامريكية.