مفاجأة من العيار الثقيل فجرتها مذكرة تحت عنوان «شخصي - سري للغاية» جاء فيها أنه وبعلم مسئولي الآثار في الإسكندرية يقوم عدد من البلطجية والخارجين عن القانون والباعة الجائلين باستخدام قلعة قايتباي الآثرية مأوي لهم حيث اشتكي منها الكثيرون خاصة العاملين بالآثار دون جدوي. المذكرة جاء فيها أن رئيس حي الجمرك بالإسكندرية اشتكي من استخدام ممشي حاجز الأمواج التابع لقلعة قايتباي كمأوي للعناصر المنحرفة والباعة الجائلين وأن هؤلاء بحوزتهم مفتاح باب القلعة حيث يقومون بتخزين بضائعهم وعربات اليد الخاصة بهم داخل القلعة ليلا، ناهيك عن أنهم يستخدمونها كمبيت لدوابهم، وقد أسفر فحص الشكوي عن أن العناصر المشار إليها سابقا تستخدم الممشي بموافقة وعلم كل من د. «عنتر إسماعيل» مدير منطقة آثار الإسكندرية و«عبدالقادر أحمد» مفتش منطقة القلعة مقابل 50 جنيها يوميا وتبين أن المفتاح المستخدم في فتح القلعة عهدة كل منهما. المفاجأة أن هذا قليل من كثير يحدث بالقلعة حسب مصدر بالآثار دون أي تحرك من المسئولين لتتحول معه إلي حديقة عامة لا مكان أثريا يحكي جانبا مهما من تاريخ مصر.. وإذا كان هذا كله يحدث تحت سمع وبصر المسئولين عن الآثار هناك، فلا عجب أنهم غضوا الطرف عن ممارسات زوار القلعة من المصريين أقل ما توصف به أنها قبيحة وتسئ للمكان بشدة وتعود عليه حسب وصف أحد العاملين بالآثار بالضرر البالغ. الكارثة أننا في فترة الإجازات والأعياد التي تكثر فيها زيارة الأماكن الأثرية والتاريخية ولنا أن نتخيل ما يقومون به داخلها، لعب كرة قدم وتدخين سجائر وشيشة، ليس هذا فقط، بل الكثير من الزوار يحملون معهم أواني الطعام ويقومون بطهيه داخل الأثر وهو ما يحدث في قلعة قايتباي بالفعل والتي تحولت جدرانها مع هذا كله إلي مدونة لذكريات العشاق ولقاءات المحبين مما جعلها تتحول من أثر تاريخي إلي مسخ مشوه. ليس هذا فقط، فالمنطقة الواقعة خلف القلعة ومواجهة للبحر مباشرة حدث ولا حرج، أصبحت مرتعًا لأطفال الشوارع ليتخذونها مأوي لهم، يبيتون ويقضون حاجاتهم فيها مما جعل تلك المنطقة مصدرًا للروائح الكريهة والمنفرة. ولأن ما يحدث خطير بالفعل، واجهنا «محسن سيد» رئيس الإدارة المركزية للآثار الإسلامية بالمجلس الأعلي للآثار به، وأكد أن كل المتسببين فيه تمت إحالتهم للتحقيق بالفعل ومحاسبة كل من أخل بوظيفته وواجبه في حماية الأثر والحفاظ عليه، لافتا إلي أن الباعة الجائلين يقومون بممارسات تسئ للمكان أمام السائحين ونحاول بدورنا أن نتعامل معهم بالحوار تارة وبالطرق القانونية تارة أخري. مصدر بالآثار قال إن ما تقوم به الآثار لمقاومة ما يحدث بالقلعة لا بأس به وإن كان يحتاج لمزيد من الحزم والشدة خاصة أن بعض الآثاريين يشتبه في تورطهم بذلك وتواطؤهم مع تلك الممارسات.