فى شهر رمضان أتم الطبيب الأندلسى الأعظم أبوالقاسم الزهراوى كتابه الموسوعة الطبية الجامعة «التصريف لمن عجز عن التأليف» فى ثلاثين مجلدا جمع فيه العلوم الطبية والدوائية فى زمانه والتى جمعها فى خمسين عاما وبه وصف تشريحى وتصنيف لأعراض 325 مرضا مع وضع علاجاتها، وقد وُلد فى قرطبة فى بدايات القرن 10، حيث كان لا يمارس مهنة الطب فى لندن وباريس وادنبرة إلا «حلاق»، فحول الزهراوى صفة الحلاق فى أوروبا إلى طبيب بعد أن عاش طبيبا وجراحا وصيدلانيا بارعا. وكشف الدكتور إبراهيم العسال أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية وعضو الفريق العلمى للتراث الثقافى بالاتحاد الأندلسى بإسبانيا أن الكتاب ترجمة الإيطالى جيراردو الكريمونى إلى اللاتينية فى القرن 12 أو كان الملهم الرئيسى لأوروبا فى القرون الوسطى فى العلوم الطبية. وتابع: هو أعظم الجراحين الذين عرفتهم البشرية وعمدتهم حتى القرن 16، وهو مخترع الآلات الجراحية كالمشرط والمقص الجراحى وأول من استخدم خيوط الجراحة وأول من استخدم «الزراقة» وتشبه الحقنة فى زماننا، وأسس علم التشريح وجعل الجراحة علما، وأول من وصف عملية القسطرة ومن شق القصبة الهوائية بعد أن عجز عنها ابن سينا والرازى. وأول من أوقف نزيف الدم فى العمليات الجراحية بربط الشرايين الكبيرة، وصاحب أول محاولة جادة لتصنيع حبوب الدواء وطباعة الاسم على القالب الذى توضع فيه الأقراص، وقدم للعالم فكرة قلع الأسنان بواسطة طبيب لأول مرة فى التاريخ واستخراج الضروس، وكتب فى قضايا طبية حديثة مثل الحمل خارج الرحم، وكان أول من وسع عنق الرحم وأول من اهتم بفحص الجنين.