وسام النحراوى – خلود عدنان تحت شعار «حماية الإنسانية» التى يجيد الغرب استخدامها فى قرع طبول الحرب، طالما الضحايا عرب، ارتفعت مؤشرات احتمالية توجيه أمريكا ضربة عسكرية تستهدف مؤسسات النظام السورى، خلال الساعات المقبلة، وكانت الحجة كالعادة جريمة قصف قرية «دوما» بأسلحة كيميائية، على يد جهة غير معلومة؛ لتحقيق أهدافها السياسية فى سوريا، والانتقامية من روسيا. هذه التهديدات تجعلنا نسترجع ما حدث فى العراق، حيث اتهمت كل من الولاياتالمتحدةوبريطانيا نظام صدام حسين، بامتلاك مخزونات من أسلحة الدمار الشامل، كذريعة لغزوه عام 2003، ثم اتضح لاحقا أن هذه الادعاءات لم تكن صحيحة. الآن، تعيد أمريكا اللعبة المكررة، تفتعل الأزمات أمام مجلس الأمن والأممالمتحدة، وتدعو الدول الداعمة إلى تحرك عسكرى سريع ضد سوريا وهى تدرك أنه سيكون تحركا غير قانوني، ولا يتوافق مع أى معايير أخلاقية دولية. جريمة «دوما» الكيميائية دفعت الكبار للكشف عن أطماعهم ومخططاتهم الدنيئة، فمن جهة أمريكا، وجدته صيدا ثمينا لا يجب تفويته، وفى خلال الساعات الماضية انهالت تهديدات ترامب، التى حملت الأسد جريمة استخدام غاز الأعصاب فى دوما، ما دفعه لعقد اجتماع عسكرى رفيع المستوى لرجال إدارته، بهدف دراسة الرد على الهجمة التى يعتبرها الرئيس الأمريكى جريمة إنسانية، ارتكبها الأسد الذى نعته ب»الحيوان»، وعاونته فى المهمة إيرانوروسيا.. ولم يفوت الاحتلال الإسرائيلى هذه الفرصة، ليتدخل بقصف مطار «التيفور» العسكرى داخل الأراضى السورية عبر الأراضى اللبنانية، بهدف تمهيد الأرض لعمل عسكرى أكبر، تشرف واشنطن على تنفيذه، بتوافق بريطانى، ودعم فرنسى، الأمر الذى أكده اتصال وزير الخارجية الأمريكى بنظيره البريطانى. أما بريطانيا فترى فى هذه الأزمة فرصة أخرى وهى الانتقام السياسى والاستراتيجى، من روسيا، على خلفية تسميم الجاسوس. وقال ممثل سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة، بشار الجعفري، خلال كلمة ألقاها فى اجتماع لمجلس الأمن الدولى: «لن نسمح لأحد، عضو دائم أو غير دائم فى مجلس الأمن، أن يفعل معنا ما فعلوه مع العراق وليبيا»، مضيفا أن أمريكاوبريطانيا وفرنسا، هم رعاة الإرهاب فى سوريا. وللإشراف على الضربة الأمريكية على سوريا، أعلن البيت الأبيض إلغاء ترامب، زيارته إلى أمريكا اللاتينية، كما دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية (يوروكونترول) شركات الطيران إلى توخى الحذر فى شرق المتوسط لاحتمال شن غارات جوية فى سوريا خلال 72 ساعة. وبالتزامن مع هذه الخطوات، تشهد أروقة مجلس الأمن معركة روسية أمريكية، فقد هددت روسيا باعتراض الصواريخ الأمريكية فى سماء سوريا، وحذر فيكتور ليتوفكين خبير روسى من أن ضرب سوريا قد يؤدى لحرب عالمية ثالثة ومواجهة نووية، فهذا سيقودنا لمواجهة مباشرة بين القوتين العظميين وحرب عالمية ثالثة يستخدم فيها السلاح النووى. . فى سياق متصل، كشف موقع «ديبكا» الإستخباراتى الإسرائيلى أن هناك محادثات سرية بين روسياوإيران للرد على الهجوم الإسرائيلى على قاعدة T4 السورية بزعم أن طائرة مسيرة إيرانية انطلقت منها ودخلت الأجواء الإسرائيلية، موضحا أن موسكو وطهران يقدران أن الهجوم الإسرائيلى مجرد بداية لهجوم عسكرى أمريكى – بريطانى - فرنسى لضرب أهداف إيرانية فى القريب، وربما أهداف روسية أيضا. ونقل «ديبكا» عن مصادر عسكرية إسرائيلة قولها أن هذا التقدير تعزز لدى روسيا عقب طلب الولاياتالمتحدة التحقيق لتحديد المسئول عن الهجوم الكيماوى فى منطقة دوما السورية فهل هى سوريا أم روسيا أم إيران، أم جميعهم، الأمر الذى دفع روسيا لاستخدام حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار أمريكى بمجلس الأمن الدولى يطالب بتشكيل لجنة تحقيق جديدة لتحديد المسئولية عن هجمات بالأسلحة الكيماوية فى سوريا. ومن جانبها هددت قيادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والجيش فى أعقاب إعلان إيران أنها سترد على «الجريمة» التى نفذتها إسرائيل فى سوريا والهجوم المنسوب لها على القاعدة الجوية «T4» القريبة من دمشق بأن الرئيس السورى، «بشار الأسد» ونظامه سيدفعان ثمن أى عملية إيرانية ضد إسرائيل تنطلق من سوريا، وسيزولان من الخارطة والعالم إذا حاول الإيرانيون ضرب إسرائيل أو مصالحها فى الأراضى السورية. واعتبر المراسل العسكرى «يوسى يهوشع» بصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن الهجوم المنسوب لإسرائيل على قاعدة T4 شرقى حمص بسوريا هو الثالث من نوعه، والأهم بينها، قد أنهى «شهر العسل» بين إسرائيل وروسيا. ومن جانبه هدد السفير الروسى فى لبنان «ألكسندر زاسبيكين» ردا على احتمال هجوم أمريكى على سوريا أنه فى حال تصرفت الولاياتالمتحدة عسكريا ضد سوريا ، فإن الجيش الروسى سيعترض الصواريخ الأمريكية وربما يضرب منصات الإطلاق، معتبرا الحملة الأمريكيةالغربية ضد بلاده تأخذ طابعا استراتيجيا، إلا أن موسكو لديها كل الوسائل اللازمة للصمود والمواجهة. فيما رسمت صحيفة « ناشيونال انترست» الأمريكية سيناريو مفترضا للمواجهة فى حال هجوم أمريكا على سوريا، قالت فيه إن واشنطن قد تستخدم صواريخ «كروز» وطائرات شبح وقاذفات قنابل استراتيجية، وروسيا سترد بصواريخ «كروز» أيضا. وذكرت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة، يمكن أن تشن هجوما ضد أهداف فى سوريا بصواريخ كروز التى تفترض أنها ستكون قادرة على تجاوز الدفاعات الجوية الروسية الفعالة المتمركزة فى سوريا حاليا.