شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا كبيرًا على الحكومة السورية، وتوعد في تصريحاته بتفيذ ضربة عسكرية قريبة ضد سوريا لتكون هي الضربة الثانية إلى سوريا بعد أن كانت الضربة الأولى في أبريل عام 2017 بعدد محدود من الصواريخ التي استهدفت مطار الشعيرات . وقال ترامب إنه سيتخذ قرارا للرد على الهجوم الكيميائي المزعوم الذي تعرضت له مدينة دوما السورية، السبت الماضي، وهي الاتهامات، التي تنفي دمشقوموسكو حدوثها . ولكن إذا تم استهداف القوات الروسية في سوريا، فإن رد موسكو سيكون باستهداف القواعد الأمريكية ليس في الشرق الأوسط فقط، وإنما ستصل الضربات إلى القواعد الأمريكية في أوروبا، بحسب مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، التي أشارت إلى أن روسيا ستستخدم صواريخ "كاليبر" البحرية، وصواريخ كروز "إكس — 101" التي يمكن إطلاقها من طائرات "تو — 95" و"تو — 160" للرد على الضربات الأمريكية . ومن المحتمل أن العملية العسكرية التي تبدأها أمريكا في سوريا ستكون أوسع وذكر موقع "ستراتفور" البحثي الأمريكي أن أمريكا ستستخدم عدة قواعد جوية تابعة لها ولحلفائها في المنطقة، وفي مقدمتها قاعدة "العديد" الجوية، والقاعدة البريطانية في قبرص، مشيرا إلى وجود نشاط عسكري غير معتاد في تلك القواعد العسكرية. ولفت الموقع إلى أن واشنطن تسعى لتأمين ممرات للهجوم عبر أجواء العراق وتركيا والأردن، لكن علاقة بغداد مع إيران من المرجح أن تقودها لرفض الطلب الأمريكي. ولفتت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير لها، يوم الاثنين الماضي 9 أبريل ، إلى تأكيد ترامب على أن استخدام القوة العسكرية هو أحد الخيارات المتاحة، مشيرة إلى تعهد إدارته بأن تقوم برد حتى إذا ثبت مسؤولية روسيا عن الهجوم المزعوم، الذي تعرضت له المدينة السورية . وقالت المجلة إن أمريكا يمكن أن تستخدم صواريخ كروز "توماهوك" لتجاوز وسائل الدفاع الجوية الروسية وأبرزها صواريخ "إس — 400" الموجودة في سوريا حاليا، وصواريخ "إس — 300 في 4"، إضافة إلى قاذفات "بي — 2 سبيريت" ومقاتلات "إف — 22" الشبحية . ومن ناحية أخرى قال الخبير بالشأن العسكري الاستراتيجي العميد محمد ملحم إن الولاياتالمتحدة عجزت عن تنفيذ تهديداتها ووعيدها في ضرب سورية عسكريا أمام الموقف الروسي الحازم بهذا الشأن، لذا يبدو أنها نسقت مع إسرائيل، وفقا للخبراء العسكريين، لكي تنفذ عنها هذه الضربة وتبتعد الولاياتالمتحدة عن المواجهة مع روسيا وتكفي ماء وجهها في فشلها المحتوم أمام روسيا دبلوماسيا ,وصرح ملحم لوكالة سبوتنيك بأن روسيا خارج هذا المجال بما يخص مسألة المواجهة المباشرة وهي لاتتعامل بردود الفعل، ولأن هذه المسألة حساسة جداً، وقد لايمكن أن يصل الأمر إلى درجة المواجهة بين روسياوالولاياتالمتحدة، هذه المسألة لها حساسية خاصة جداً لا أعتقد أنها واردة، إلا إذا جنّ جنون الإدارة الأمريكية بشكل عام، وهذا الشيء أعتقد أنه مستبعد الآن .