انتفاضة الأحواز تهدد عرش «الملالى»

تشهد مدن الأحواز فى إيران تظاهرات مستمرة، منذ أكثر من أسبوع احتجاجا على السياسات العنصرية للنظام الإيراني، الذى واجهها بالقمع والرصاص حتى وصل به الأمر إلى الاستعانة بالحرس الثوري، الأمر الذى دفع الناشطين إلى اعتماد تكتيكات جديدة للاستمرار فى حراكهم الرامى إلى نيل الحرية وحقوقه القومية كعرب تقع أرضهم تحت الاحتلال الفارسي.
ووفقًا للنشطاء، فإن المظاهرات جاءت على خلفية ما وصفوه ب«التهميش المتعمد» لعرب إيران فى وسائل الإعلام الحكومية، وتحديدًا بعد أن بث التليفزيون الحكومى فى 22 مارس الماضى برنامجًا للأطفال، بعنوان «القبعة الحمراء»، استعرض الهويات العرقية فى إيران دون أن يذكر العرب، وهو ما اعتبره عرب إيران تمييزًا عنصريًا ممنهجًا.. ورفع المتظاهرون لافتات بالإنجليزية والعربية والفارسية تطالب بتدخل الأمم المتحدة لإنهاء قمع عرب الأحواز على يد السلطات الايرانية.. كما رفعت لافتات تخاطب جامعة الدول العربية بالاعتراف بقضية الشعب العربى الأحوازي.
وعن تطورات الحركة الحتجاجية، قال مدير مركز الأحواز للإعلام والدراسات الاستراتيجية، حسن راضي، إن الحرس الثورى الإيرانى استخدم العنف ضد المتظاهرين، مما أدى إلى وقوع إصابات واعتقالات.
موضحا أن التظاهرات انطلقت بسبب سياسة النظام الإيرانى العنصرية، ومساعيه لتغيير ديموجرافية منطقة الأحواز. وقال: «النظام الإيرانى يستفز العرب من خلال الوفود الكبيرة التى جاءت إلى الأحواز من المدن الفارسية فى عيد النيروز».
وأضاف أن «النظام نصب خيامًا كبيرة للقومية اللورية فى المناطق العربية بعيد النيروز، مما أدى إلى وقوع اشتباكات وإحراق الأحواز لتلك الخيام»، مشيرا إلى أن السبب الثانى الذى دفع الأحواز للخروج فى تظاهرات، هو قيام التليفزيون الإيرانى ببث برامج «تسخر من العرب».. وأكد قائد الشرطة الإيرانية حسين اشترى للصحفيين الأحد، أن الوضع فى البلد مستقر، وأن عددا من المدن الجنوبية بما فيها مدينة الأحواز، شهدت احتجاجات سلمية، وبفضل ذكاء أهالى تلك المدن ومهارة أفراد الشرطة بات الوضع هناك تحت السيطرة، ولم تحدث أى مشكلة.
ونفى اشترى ما وصفه بالشائعات حول وقوع خسائر أو قتلى، مشيرا إلى أن الشرطة لم تتلق أى تقرير بهذا الخصوص.
ويتوزع العرب فى جنوب إيران على ثلاث محافظات هى: بوشهر وخوزستان (الأحواز) وهرمزجان.
والأحواز عاصمة ومركز محافظة خوزستان، تقع المنطقة شمال غرب إيران على رأس الخليج، بالقرب من جنوب العراق والكويت.
ويتراوح عدد السكان العرب فى الإقليم بين 5-7 ملايين نسمة حسب موقع الجبهة العربية للشعب الأحوازي.. ويضم الإقليم نحو 85‏% من البترول والغاز الإيراني‏، و35 % من المياه تساهم مواردها من النفط والغاز والمياه وأراضيها الزراعية بنحو نصف الناتج القومى لإيران، وفقًا لموقع العربية للدراسات.
وهذه التظاهرات ليست الأولى، لكنها تشكل نقلة نوعية فى حجم وأسلوب الاحتجاجات.