قالوا فى المثل إن جرائم القتل والسرقة ومعظم الجرائم عامًة لابد وأن يكون بطلها واحدا ضمن الدائرة الأولى والقريبة من المجنى عليه، من هذا المنطلق بدأ الشك يثاور قلب «روزاليوسف» فى واقعة وفاة «سيدة الأريزونا» بالهرم واتجهت إلى مسرح الجريمة للبحث وراء الحقيقة، وكانت لها الانفراد فى النبش وراء «المستور» على طريقة المثل الشعبى «يقتل القتيل ويمشى فى جنازته» بكى كالذئاب «لمحررى روزاليوسف» وعرض المساعدة للبحث عن القاتل رغم أنه مرتكب الجريمة حيث توصلت قوات الأمن إلى أن الحادث جنائى بهدف السرقة. «همزات إبليس» وسوس له الشيطان لسرقة السيدة المسنة التى تعيش بمفردها، ومكنه فى ذلك أنه جارها يعرف تفاصيل منزلها وحياتها، كان بمثابة ابن لها، ورغم أن كانت تعيش من صدقات أهل الخير عليها إلا أنها قدمت له المساعدة النفسية والمادية من فائض ما تحصل عليه من أهل الخير، ولكن الطمع أنزل الغشاوة على عينيه ودفعه لسرقة كل ما تملكه السيدة، فى مكان الواقعة، وبمجرد وصولنا التف الأهالى حولنا مطالبين بعودة حق السيدة، إلا الشخص «اللى عليه العين» صحيح أنه تحدث إلينا وبكى بدمٍ بارد عن شهامة القتيلة وإكرامها له، إلا أن دمها كاد ينزف من عينيه، وكنا على وشك شم رائحته نابعة من جوفه يصرخ وهو يتحدث كذبًا ليدارى فعلته «أنا مش بقعد هنا كتير بس لما باجى أزورها بتجبلى أكل وسجاير». بعد ما نشر على صفحات «روزاليوسف»، أمر اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، بتشكيل فريق بحث باشراف اللواءين إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ومحمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية لكشف غموض الواقعة، ودلت تحريات العقيد محمد أمين مفتش مباحث الغرب أن الجانى هو محمد علاء، 22 سنة، جار المجنى عليها، تم استئذان النيابة وألقى المقدم سامح بدوى رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية ومعاونة النقيب أحمد ممدوح القبض عليه، وبتضييق الخناق اعترف بالواقعة. اعترافات القاتل قال المتهم أمام العميد عبد الوهاب شعراوى رئيس مباحث قطاع الغرب والعقيد محمد أمين مفتش المباحث لم أخطط لقتلها ولكن كانت أظن «تحت القبة شيخ» وأن لديها الكثير من الأموال، علاوة على المصوغات الذهبية التى تمتلكها، وتابع: انتهزت فرصة انشغال أهل الحارة فى صلاة الفجر، وأنها غارقة فى نومها وقمت بالتوجه لشقتها، وصدمت عندما وجدتها مستيقظة، فأقبلت عليها وقمت بخنقها حتى سقطت على الأرض، وتوقعت أنه مغشى عليها، وبعد ما أخذت كل ممتلكاتها «مصوغات ذهبية، وهاتف محمول، ومبلغ مالى»، تأكدت أنها قد فارقت الحياة، فررت بالهرب، واستطرد: ثم خطر ببالى فكرة إشعال النيران فى الشقة حتى لا يتضح أنها حادثة جنائية، إلا أن الأمر افتضح فى النهاية عندما قمت ببيع ل «محمد. ع، صاحب جراج» الهاتف المحمول لأحد الأشخاص وعثرت عليه قوات الأمن. تم ضبط صاحب الجراج، وأبلغ عن الجانى.