استمرار حملات التطهير فى السعودية

وكالات الأنباء
اتسع فيما يبدو نطاق حملة مكافحة الفساد التى شملت أفرادا من العائلة الحاكمة السعودية ووزراء ورجال أعمال بعد تردد أنباء أمس عن اعتقال مؤسس واحدة من أكبر شركات السياحة فى المملكة.
وهبط سهم مجموعة «الطيار» للسفر السعودية بنسبة 10% بعد دقائق من بدء التداول بعد أن نقلت الشركة عن تقارير إعلامية قولها إن السلطات أوقفت ناصر بن عقيل الطيار الذى لا يزال عضوا بمجلس إدارة الشركة.
ولم تذكر الشركة مزيدا من التفاصيل، لكن صحيفة «سبق» الإلكترونية الاقتصادية التى تربطها صلات وثيقة بالحكومة ذكرت أن «الطيار» اعتقل فى إطار تحقيق تجريه هيئة عليا جديدة لمكافحة الفساد يرأسها ولى العهد محمد بن سلمان.
وتحدت صحيفة «عكاظ» السعودية فى صفحتها الأولى أمس أن رجال الأعمال أن يكشفوا عن مصادر أصولهم قائلة فى عنوان باللون الأحمر «من أين لك هذا؟».
وذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» أنه تم إعداد قائمة بأسماء الممنوعين من السفر وإن قوات الأمن فى بعض مطارات المملكة تمنع الطائرات الخاصة من الإقلاع بدون تصريح.
«تهم رشوة وفساد إدارى»
وقال مسئولون سعوديون إن من بين المعتقلين 11 أميرًا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين.
وقال مسئول سعودى: إن من بين الاتهامات الموجهة لهم غسل الأموال وتقديم رشا وابتزاز بعض المسئولين واستغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من هذه الاتهامات أو الاتصال بأسر المقبوض عليهم.
وأضاف إن مصدر سعودى رسمى، أمس، إن «الاتهامات الموجهة لعشرات الأمراء والمسئولين ورجال الأعمال السعوديين المحتجزين فى إطار تحقيق فى قضايا فساد، تشمل الرشوة والاختلاس وغسل الأموال واستغلال النفوذ».
ومنحت لجنة مكافحة الفساد الجديدة سلطات واسعة للتحقيق فى القضايا وإصدار أوامر اعتقال وفرض قيود على السفر وتجميد الأصول.
وقال المصدر السعودى الرسمى: إن «الملياردير الأمير الوليد بن طلال، ابن شقيق الملك وصاحب شركة المملكة القابضة يواجه عدداً من التهم تشمل غسل الأموال وتقديم رشى وابتزاز بعض المسئولين».
وأضاف المصدر، إن «الأمير متعب بن عبدالله، الذى أعفى من قياد الحرس الوطنى، متهم فى قضايا اختلاس وتوظيف وهمى وإرساء مشاريع مختلفة ومنها عقود تشغيل وصيانة على شركاته الخاصة، بما فى ذلك عقود غير شرعية بعشرة مليارات دولار لأجهزة اتصال لاسلكى وآخر لملابس عسكرية واقية من الرصاص بمليارات الريالات».
وقال المصدر، إن «الأمير تركى بن عبدالله أمير الرياض السابق ضمن الموقوفين أيضاً بتهم التدخل فى مشروع قطارات الرياض وتهم فساد فى المشروع ذاته واستغلال نفوذ فى ترسية مشاريع على الشركات التابعة له بشكل مباشر وغير مباشر».
وتابع أن «وزير المالية السابق إبراهيم العساف، عضو مجلس إدارة شركة أرامكو، متهم باختلاسات من ضمنها مشروع توسعة الحرم المكى ونزع الملكيات فى المناطق المجاورة له بالإضافة إلى استغلاله لمنصبه لمعرفته بمعلومات بشراء أراض بأسعار كبيرة قبل نزع ملكيتها والإعلان عن ذلك فى المنطقة المجاورة للحرم».
ولم يتسن التحقق من الاتهامات بشكل مستقل.
«هوامش السندات الدولية ترتفع قليلا»
فى المقابل، ارتفعت هوامش السندات الدولية السعودية قليلا فى التعاملات المبكرة فى لندن، اليوم الاثنين، بعد الحملة التى شنتها الحكومة لمكافحة الفساد، والتى احتجزت فيها عشرات الشخصيات البارزة فى الساحة السياسية وقطاع الأعمال بالمملكة.
وارتفع هامش السندات السيادية السعودية لأجل 30 عاما استحقاق 2046 بنحو خمس نقاط أساس، وقال متعاملون إن النشاط كان هادئا ولا يوجد هلع.
وتراجع الريال السعودى قليلا فى سوق العقود الآجلة، وبلغت العقود الآجلة للدولار مقابل الريال استحقاق عام 183 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ أواخر سبتمبر، مقارنة مع 115 نقطة عند إغلاق يوم الجمعة، وتظل العقود دون أعلى مستوياتها هذا العام البالغ نحو 400 نقطة.