محمد الطراوى يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين. إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى: [email protected] المحراب شعر - تيام الشافعي وقال البدرُ يا أبتِ سأذهب كى أصلى الفجر فى التوراة وأُكمِل وردنا النبوى فى الإنجيل وأحمل فوق أجنحتي وليا ً فى مَصَب النيل.. يردّد فيّ أناتي وينبت فى مجراتى جبينٌ ناصع الآيات وجئت ألملم النفحات وأنشر شوقنا المشطور من وهج ٍ إلى نصفين وأقرأ نور سيدنا الحسين وأسكن فوق أضرحة التجلي.. أنا يا ساكن الفردوس أناجى فيك أرواحا ًمن الميثاق وأصعد عبر مغفرةٍ تُسَبِّح فى خلايا الذات؛ أنسجها بتهليلٍ من الإخلاص ويشرح صدرها دمع البتول وجئت أقول لمن تتعطر الكلمات والأفكار والكافور ؟!! لمن تتزين المشكاة فى بيت ٍ دعائمه؛ تُمَهد لانشراح النور.. يكاد الزيت يمنحنا رياضا ً فى قلوب الرُّسْل والصفَّة ويأتى بالخبايا البكر؛ فى الأشواق والأنات والعفة وأبدأ فى قراءة «ص» وأبحث عن نداء الله؛ فى الأسباب والأوتاد؛ فَيَخرج لى من المحراب زكريا وفى يده صباحٌ جاء للأيتام.. أرى فى جسمك الشفاف قنديلا يضيء جوانب الملكوت وأسأل عنك أضرحتى؛ فتأتى فى خلاياها طيوراً تحمد الله فتنشره على الحقل الذى مازال يُسقى بماء القصص، والأنفال، والأنعام.. أنا أبتِ أشق جميع أفئدة التجلي؛ لعلى أنول بها ابتسامات السماء وأخلع جذع أوتار الضلال وأرفع كل هامات المساء وحق فاطمة البهية يا أبي أنا عاشق ٌ يهوى المصابيح التي؛ من زهدها قد تختفي فلتحتفى بهم المباخر والأساطيل الجريحة كلها.. أنا أبتِ أتيت ألملم الياقوت من لغة النبوة كلها؛ كى أستحي وأنا أصلى ركعتين فى سورة الإخلاص.. أنا ما عشقت سوى الزجاجة يا أبي؛ كى تستظل بزيتها كل أشجار المدينة كى تضيء وفى يدى أستار مكة مكتوب ٌعليها (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار)